الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون

                                                                                                                                                                                                                                      لتنذر متعلق بـ(تنزيل) على الوجوه الأول، وبعامله المضمر على الوجه الأخير، أي: لتنذر به - كما في صدر الأعراف - وقيل: هو متعلق بما يدل عليه (لمن المرسلين) أي: إنك مرسل لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي: لم ينذر آباؤهم الأقربون لتطاول مدة الفترة، على أن "ما" نافية، فتكون صفة مبينة لغاية احتياجهم إلى الإنذار، أو الذي أنذره، أو شيئا أنذره آباؤهم الأبعدون، على أنها موصولة أو موصوفة، فيكون مفعولا ثانيا لـ(تنذر) أو إنذار آبائهم الأقدمين على أنها مصدرية، فيكون نعتا لمصدر مؤكد، أي: لتنذر إنذارا كائنا مثل إنذارهم فهم غافلون على الوجه الأول متعلق بنفي الإنذار مترتب عليه، والضمير للفريقين، أي: لم تنذر آباؤهم فهم جميعا لأجله غافلون، وعلى الوجوه الباقية متعلق بقوله تعالى: "لتنذر" أو بما يفيده (إنك لمن المرسلين) وارد لتعليل إنذاره - صلى الله عليه وسلم - أو إرساله بغفلتهم المحوجة إليهما على أن الضمير للقوم خاصة، فالمعنى فهم غافلون عنه، أي: عما أنذر آباؤهم الأقدمون لامتداد المدة، و"اللام" في قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية