الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      سلام قولا من رب رحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سلام على التقدير الأول بدل من "ما يدعون" أو خبر لمبتدأ محذوف، وقوله تعالى: قولا مصدر مؤكد لفعل هو صفة لـ"سلام"، وما بعده من الجار متعلق بمضمر هو صفة له، كأنه قيل: ولهم سلام، أو ما يدعون سلام، يقال لهم قولا كائنا من جهة رب رحيم أي: يسلم عليهم من جهته تعالى بواسطة الملك أو بدونها؛ مبالغة في تعظيمهم، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: والملائكة يدخلون عليهم بالتحية من رب العالمين.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما على التقدير الثاني فقد قيل: إنه خبر لـ"ما يدعون" و"لهم" لبيان الجهة، كما يقال: لزيد الشرف متوفر، على أن الشرف مبتدأ و(متوفر) خبره، والجار والمجرور لبيان من له ذلك، أي: ما يدعون سالم لهم خالص لا شوب فيه، و"قولا" حينئذ مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: عدة من رب رحيم، والأوجه أن ينتصب على الاختصاص، وقيل: هو مبتدأ محذوف الخبر، أي: لهم سلام، أي: تسليم قولا من رب رحيم، أو سلامة من الآفات، فيكون (قولا) مصدرا مؤكدا لمضمون الجملة كما سبق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: تقديره سلام عليهم، فيكون حكاية لما سيقال لهم من جهته تعالى يومئذ، وقيل: خبره الفعل المقدر ناصبا لـ"قولا"، وقيل: خبره من (رب رحيم) وقرئ: (سلاما) بالنصب على الحالية، أي: لهم مرادهم سالما خالصا، وقرئ: سلم، وهو بمعنى السلام في المعنيين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية