الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال

                                                                                                                                                                                                                                      فلما جاءهم بالحق من عندنا وهو ما ظهر على يده من المعجزات القاهرة . قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم كما قال فرعون : سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم أي : أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلونه أولا، وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان فلما بعث صلى الله عليه وسلم وأحس بأنه قد وقع ما وقع أعاده عليهم غيظا وحنقا وزعما منه أنه يصدهم بذلك عن مظاهرته ظنا منهم أنه المولود الذي حكم المنجمون والكهنة بذهاب ملكهم على يده . وما كيد الكافرين إلا في ضلال أي : في ضياع وبطلان لا يغني عنهم شيئا، وينفذ عليهم لا محالة القدر المقدور، والقضاء المحتوم . و "اللام" إما للعهد والإظهار في موقع الإضمار لذمهم بالكفر والإشعار بعلة الحكم، أو للجنس وهم داخلون فيه دخولا أوليا . والجملة اعتراض جيء به في تضاعيف ما حكي عنهم من الأباطيل للمسارعة إلى بيان بطلان ما أظهروه من الإبراق والإرعاد واضمحلاله بالمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية