وقوله تعالى: لقد كنت في غفلة من هذا محكي بإضمار قول هو إما صفة أخرى لـ"نفس" أو حال أخرى منها أو استئناف مبني على سؤال نشأ مما قبله كأنه قيل: فماذا يفعل بها؟ فقيل: يقال: لقد كنت في غفلة ...إلخ وخطاب الكل بذلك لما أنه ما من أحد إلا وله غفلة ما من الآخرة. وقيل: الخطاب للكافر، وقرئ "كنت" بكسر التاء على اعتبار تأنيث النفس والتذكير على القراءة المشهورة بتأويل الشخص كما في قول جبلة بن حريث:
يا نفس إنك باللذات مسرورا ... فاذكر فهل ينفعك اليوم تذكير
فكشفنا عنك غطاءك الغطاء: الحجاب المغطي لأمور المعاد وهو الغفلة والانهماك في المحسوسات، والإلف بها وقصر النظر عليها. فبصرك اليوم حديد نافذ لزوال المانع للإبصار، وقرئ بكسر الكاف في المواضع الثلاثة.