الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص

                                                                                                                                                                                                                                      وكم أهلكنا قبلهم أي: قبل قومك. من قرن هم أشد منهم بطشا أي: قوة كعاد وأضرابها. فنقبوا في البلاد أي: خرقوا فيها ودوخوا وتصرفوا في أقطارها أو جالوا في أكناف الأرض كل مجال حذار الموت، وأصل التنقيب والنقب: التنقير عن الأمر والبحث والطلب، والفاء للدلالة على أن شدة بطشهم أقدرتهم على التنقيب. قيل: هي عاطفة في المعنى كأنه قيل: اشتد بطشهم فنقبوا ...إلخ وقرئ بالتخفيف. هل من محيص أي: هل لهم من مخلص من أمر الله تعالى، والجملة إما على إضمار قول هو حال من واو "نقبوا" أي: فنقبوا في البلاد قائلين هل من محيص؟ أو على إجراء التنقيب لما فيه من معنى التتبع والتفتيش مجرى القول أو هو كلام مستأنف وارد لنفي أن يكون لهم محيص. وقيل: ضمير "نقبوا" لأهل مكة أي: ساروا في مسايرهم وأسفارهم في بلاد القرون فهل رأوا لهم محيصا حتى يؤملوا مثله لأنفسهم ويعضده القراءة على صيغة الأمر، وقرئ "فنقبوا" بكسر القاف من النقب وهو أن ينتقب خف البعير أي: أكثروا السير حتى نقبت أقدامهم أو أخفاف إبلهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية