الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية

                                                                                                                                                                                                                                      إنا لما طغى الماء بسبب إصرار قوم نوح على فنون الكفر والمعاصي، ومبالغتهم في تكذيبه عليه الصلاة والسلام فيما أوحي إليه من الأحكام التي من جملتها أحوال القيامة. حملناكم أي: في أصلاب آبائكم. في الجارية في سفينة نوح عليه السلام، والمراد بحملهم فيها: رفعهم فوق الماء إلى انقضاء أيام الطوفان لا مجرد رفعهم إلى السفينة، كما يعرب عنه كلمة "في" فإنها ليست بصلة للحمل، بل متعلقة بمحذوف هو حال من مفعوله، أي: رفعناكم فوق الماء، وحفظناكم حال كونكم في السفينة الجارية بأمرنا وحفظنا، وفيه تنبيه على أن مدار نجاتهم محض عصمته تعالى، إنما السفينة سبب صوري.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية