إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا   
إنا أنذرناكم  أي: بما ذكر في السورة من الآيات الناطقة بالبعث وبما بعده من الدواهي، أو بها بسائر القوارع الواردة في القرآن. عذابا قريبا  هو عذاب الآخرة وقربه لتحقيق إتيانه حتما; ولأنه قريب بالنسبة إليه تعالى وإن رأوه بعيدا وسيرونه قريبا، لقوله تعالى: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها   . 
وعن  قتادة   : هو عقوبة الدنيا; لأنه أقرب العذابين، وعن  مقاتل:  هو قتل قريش  يوم بدر  ، وقوله تعالى: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه  فإنه إما بدل من "عذابا"، أو ظرف لمضمر هو صفة له، أي: عذابا كائنا يوم ينظر المرء، أي: يشاهد  [ ص: 95 ] ما قدمه من خير، أو شر على أن "ما" موصولة منصوبة بـ"ينظر" والعائد محذوف، أو ينظر أي شيء قدمت يداه على أنها استفهامية منصوبة بـ"قدمت"، وقيل: المرء عبارة عن الكافر، و"ما" في قوله تعالى: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا  ظاهر وضع موضع الضمير لزيادة الذم، قيل: معنى تمنيه ليتني كنت ترابا في الدنيا، فلم أخلق ولم أكلف، أو ليتني كنت ترابا في هذا اليوم فلم أبعث، وقيل: يحشر الله تعالى الحيوان فيقتص للجماء من القرناء، ثم يرده ترابا فيود الكافر حاله، وقيل: الكافر إبليس يرى آدم  وولده وثوابهم، فيتمنى أن يكون الشيء الذي احتقره حين قال: خلقتني من نار وخلقته من طين. 
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله تعالى برد الشراب يوم القيامة والحمد لله وحده"  . 
				
						
						
