ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون   
ومن خفت موازينه   ; أي : موازين أعماله ، أو أعماله التي لا وزن لها ، ولا اعتداد بها وهي أعماله السيئة . 
فأولئك  إشارة إليهم باعتبار اتصافهم بتلك الصفة القبيحة ، والجمعية ومعنى البعد لما مر آنفا في نظيره ، وهو مبتدأ خبره  [ ص: 214 ] الذين خسروا أنفسهم   ; أي : ضيعوا الفطرة السليمة التي فطروا عليها ، وقد أيدت بالآيات البينة . 
وقوله تعالى : بما كانوا بآياتنا يظلمون  متعلق بخسر ، وما مصدرية ، وبآياتنا متعلق بيظلمون على تضمين معنى التكذيب ، قدم عليه لمراعاة الفواصل ، والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على استمرار الظلم في الدنيا ; أي : فأولئك الموصوفون بخفة الموازين الذين خسروا أنفسهم ; بسبب تكذيبهم المستمر بآياتنا ظالمين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					