قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم   
قال  استئناف كأمثاله . 
فبما أغويتني  الباء للقسم ، كما في قوله تعالى :  [ ص: 219 ] فبعزتك لأغوينهم   ; فإن إغواءه تعالى إياه أثر من آثار قدرته عز وجل ، وحكم من أحكام سلطانه تعالى ، فمآل الإقسام بهما واحد ، فلعل اللعين أقسم بهما جميعا ، فحكي تارة قسمه بأحدهما وأخرى بالآخر . 
والفاء لترتيب مضمون الجملة على الإنظار ، وما مصدرية ; أي : فأقسم بإغوائك إياي لأقعدن لهم  ، أو للسببية على أن الباء متعلقة بفعل القسم المحذوف ، لا بقوله : " لأقعدن لهم " كما في الوجه الأول ، فإن اللام تصد عن ذلك ; أي : فبسبب إغوائك إياي لأجلهم ، أقسم بعزتك لأقعدن لآدم وذريته ترصدا بهم ، كما يقعد القطاع للقطع على السابلة . 
صراطك المستقيم  الموصل إلى الجنة ، وهو دين الإسلام ، فالقعود مجاز متفرع على الكناية ، وانتصابه على الظرفية كما في قوله : 
كما عسل الطريق الثعلب 
وقيل : على نزع الجار ، تقديره : على صراطك ، كقولك : ضرب زيد الظهر والبطن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					