قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا   
(75) لما ذكر دليلهم الباطل - الدال على شدة عنادهم، وقوة ضلالهم - أخبر هنا أن من كان في الضلالة - بأن رضيها لنفسه، وسعى فيها - فإن الله يمده منها، ويزيده فيها حبا؛ عقوبة له على اختيارها على الهدى، قال تعالى: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم  ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون   . 
حتى إذا رأوا  ؛ أي: القائلون: أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا  ما يوعدون إما العذاب  بقتل أو غيره وإما الساعة  التي هي باب الجزاء على الأعمال فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا  ؛ أي: فحينئذ يتبين لهم بطلان دعواهم، وأنها دعوى مضمحلة، ويتيقنون أنهم أهل الشر، وأضعف جندا  ولكن لا يفيدهم هذا العلم شيئا؛ لأنه لا يمكنهم الرجوع إلى الدنيا، فيعملون غير عملهم الأول. 
				
						
						
