nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=66هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون؟ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.
يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون. يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون. وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون. لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=74إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=75لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=76وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77ونادوا: يا مالك ليقض علينا ربك. قال: إنكم ماكثون ..
يبدأ المشهد بوقوع الساعة فجأة وهم غافلون عنها، لا يشعرون بمقدمها:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=66هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون !
هذه المفاجأة تحدث حدثا غريبا، يقلب كل ما كانوا يألفونه في الحياة الدنيا:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ..
وإن عداء الأخلاء لينبع من معين ودادهم.. لقد كانوا في الحياة الدنيا يجتمعون على الشر، ويملي بعضهم لبعض في الضلال. فاليوم يتلاومون. واليوم يلقي بعضهم على بعض تبعة الضلال وعاقبة الشر. واليوم ينقلبون إلى خصوم يتلاحون، من حيث كانوا أخلاء يتناجون!
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67إلا المتقين .. فهؤلاء مودتهم باقية فقد كان اجتماعهم على الهدى، وتناصحهم على الخير، وعاقبتهم إلى النجاة..
وبينما الأخلاء يتلاحون ويختصمون، يتجاوب الوجود كله بالنداء العلوي الكريم للمتقين:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=68يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=69الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=70ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ..
[ ص: 3202 ] أي: تسرون سرورا يشيع في أعطافكم وقسماتكم فيبدو عليكم الحبور.
ثم نشهد - بعين الخيال - فإذا صحاف من ذهب وأكواب يطاف بها عليهم. وإذا لهم في الجنة ما تشتهيه الأنفس. وفوق شهوة النفوس التذاذ العيون، كمالا وجمالا في التكريم:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=71يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب. وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين ..
ومع هذا النعيم. ما هو أكبر منه وأفضل. التكريم بالخطاب من العلي الكريم:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=71وأنتم فيها خالدون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=72وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=73لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ..
فما بال المجرمين الذين تركناهم منذ هنيهة يتلاحون ويختصمون؟
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=74إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ..
وهو عذاب دائم، وفي درجة شديدة عصيبة. لا يفتر لحظة، ولا يبرد هنيهة. ولا تلوح لهم فيه بارقة من أمل في الخلاص، ولا كوة من رجاء بعيد. فهم فيه يائسون قانطون:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=75لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ..
كذلك فعلوا بأنفسهم، وأوردوها هذا المورد الموبق، ظالمين غير مظلومين:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=76وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ..
ثم تتناوح في الجو صيحة من بعيد. صيحة تحمل كل معاني اليأس والكرب والضيق:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77ونادوا: يا مالك. ليقض علينا ربك ..
إنها صيحة متناوحة من بعد سحيق. من هناك من وراء الأبواب الموصدة في الجحيم. إنها صيحة أولئك المجرمين الظالمين. إنهم لا يصيحون في طلب النجاة ولا في طلب الغوث. فهم مبلسون يائسون. إنما يصيحون في طلب الهلاك. الهلاك السريع الذي يريح.. وحسب المنايا أن يكن أمانيا! .. وإن هذا النداء ليلقي ظلا كثيفا للكرب والضيق. وإننا لنكاد نرى من وراء صرخة الاستغاثة نفوسا أطار صوابها العذاب، وأجساما تجاوز الألم بها حد الطاقة، فانبعثت منها تلك الصيحة المريرة:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77يا مالك. ليقض علينا ربك !
ولكن الجواب يجيء في تيئيس وتخذيل، وبلا رعاية ولا اهتمام:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77قال: إنكم ماكثون !
فلا خلاص ولا رجاء ولا موت ولا قضاء.. إنكم ماكثون!
وفي ظل هذا المشهد الكامد المكروب يخاطب هؤلاء الكارهين للحق، المعرضين عن الهدى، الصائرين إلى هذا المصير; ويعجب من أمرهم على رؤوس الأشهاد، في أنسب جو للتحذير والتعجيب.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=78لقد جئناكم بالحق، ولكن أكثركم للحق كارهون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=79أم أبرموا أمرا؟ فإنا مبرمون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=80أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسلنا لديهم يكتبون ..
وكراهة الحق هي التي كانت تحول بينهم وبين اتباعه، لا عدم إدراك أنه الحق، ولا الشك في صدق الرسول الكريم; فما عهدوا عليه كذبا قط على الناس، فكيف يكذب على الله ويدعي عليه ما يدعيه؟
والذين يحاربون الحق لا يجهلون في الغالب أنه الحق، ولكنهم يكرهونه، لأنه يصادم أهواءهم، ويقف
[ ص: 3203 ] في طريق شهواتهم، وهم أضعف من أن يغالبوا أهواءهم وشهواتهم; ولكنهم أجرأ على الحق وعلى دعاته! فمن ضعفهم تجاه الأهواء والشهوات يستمدون القوة على الحق والاجتراء على الدعاة!
لهذا يهددهم صاحب القوة والجبروت. العليم بما يسرون وما يمكرون:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=79أم أبرموا أمرا؟ فإنا مبرمون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=80أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسلنا لديهم يكتبون ..
فإصرارهم على الباطل في وجه الحق يقابله أمر الله الجازم وإرادته بتمكين هذا الحق وتثبيته. وتدبيرهم ومكرهم في الظلام يقابله علم الله بالسر والنجوى. والعاقبة معروفة حين يقف الخلق الضعاف القاصرون، أمام الخالق العزيز العليم.
ويتركهم بعد هذا التهديد المرهوب، ويوجه رسوله الكريم، إلى قول يقوله لهم. ثم يدعهم من بعده لمصيرهم الذي شهدوا صورته منذ قليل:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=81قل: إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=82سبحان رب السماوات والأرض. رب العرش عما يصفون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=83فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ..
لقد كانوا يعبدون الملائكة بزعم أنهم بنات الله. ولو كان لله ولد لكان أحق أحد بعبادته، وبمعرفة ذلك، نبي الله ورسوله، فهو منه قريب، وهو أسرع إلى طاعة الله وعبادته، وتوقير ولده إن كان له ولد كما يزعمون! ولكنه لا يعبد إلا الله. فهذا في ذاته دليل على أن ما يزعمونه من بنوة أحد لله لا أصل له، ولا سند ولا دليل! تنزه الله وتعالى عن ذلك الزعم الغريب!
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=82سبحان رب السماوات والأرض. رب العرش. عما يصفون ..
وحين يتأمل الإنسان هذه السماوات والأرض، ونظامها، وتناسقها، ومدى ما يكمن وراء هذا النظام من عظمة وعلو. ومن سيطرة واستعلاء. يشير إلى هذا كله قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=82رب العرش .. يصغر في نفسه كل وهم وكل زعم من ذلك القبيل. ويدرك بفطرته أن صانع هذا كله لا يستقيم في الفطرة أن يكون له شبه - أي: شبه - بالخلق. الذين يلدون وينسلون! ومن ثم يبدو مثل ذلك القول لهوا ولعبا; وخوضا وتقحما; لا يستحق شيء منه المناقشة والجدل; إنما يستحق الإهمال أو التحذير:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=83فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ..
والذي شهدوا صورة منه يوم يكون!
ثم يمضي - بعد الإعراض عنهم وإهمالهم - في
nindex.php?page=treesubj&link=28658_28657تمجيد الخالق وتوحيده بما يليق بربوبيته للسماوات والأرض والعرش العظيم:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله، وهو الحكيم العليم. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما، وعنده علم الساعة، وإليه ترجعون. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ..
وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28662تقرير الألوهية الواحدة في السماء وفي الأرض، والتفرد بهذه الصفة لا يشاركه فيها مشارك. مع الحكمة فيما يفعل. والعلم المطلق بهذا الملك العريض.
[ ص: 3204 ] ثم تمجيد لله وتعظيم في لفظ " تبارك " أي: تعاظم الله وتسامى عما يزعمون ويتصورون. وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85السماوات والأرض وما بينهما . وهو الذي يعلم وحده
nindex.php?page=treesubj&link=30292علم الساعة وإليه المرجع والمآب.
ويومذاك لا أحد ممن يدعونهم أولادا أو شركاء يملك أن يشفع لأحد منهم - كما كانوا يزعمون أنهم يتخذونهم شفعاء عند الله. فإنه
nindex.php?page=treesubj&link=28768لا شفاعة إلا لمن شهد بالحق، وآمن به. ومن يشهد بالحق لا يشفع في من جحده وعاداه!
ثم يواجههم بمنطق فطرتهم، وبما لا يجادلون فيه ولا يشكون، وهو أن الله خالقهم. فكيف حينئذ يشركون معه أحدا في عبادته، أو يتوقعون من أحد شفاعة عنده لمن أشرك به:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87ولئن سألتهم من خلقهم؟ ليقولن الله. فأنى يؤفكون ؟
وكيف يصرفون عن الحق الذي تشهد به فطرتهم ويحيدون عن مقتضاه المنطقي المحتوم؟
وفي ختام السورة يعظم من أمر اتجاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لربه، يشكو إليه كفرهم وعدم إيمانهم. فيبرزه ويقسم به:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وقيله. يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ..
وهو تعبير خاص ذو دلالة وإيحاء بمدى عمق هذا القول، ومدى الاستماع له، والعناية به، والرعاية من الله سبحانه والاحتفال.
ويجيب عليه - في رعاية - بتوجيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى
nindex.php?page=treesubj&link=32489الصفح والإعراض، وعدم الاحتفال والمبالاة. والشعور بالطمأنينة. ومواجهة الأمر بالسلام في القلب والسماحة والرضاء. وذلك مع التحذير الملفوف للمعرضين المعاندين، مما ينتظرهم يوم ينكشف المستور:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فاصفح عنهم، وقل سلام. فسوف يعلمون ..
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=66هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ.
يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ. ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ. يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ، وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ، وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=74إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=75لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=76وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77وَنَادَوْا: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ. قَالَ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ..
يَبْدَأُ الْمَشْهَدُ بِوُقُوعِ السَّاعَةِ فَجْأَةً وَهُمْ غَافِلُونَ عَنْهَا، لَا يَشْعُرُونَ بِمَقْدَمِهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=66هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ !
هَذِهِ الْمُفَاجَأَةُ تُحْدِثُ حَدَثًا غَرِيبًا، يَقْلِبُ كُلَّ مَا كَانُوا يَأْلَفُونَهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ..
وَإِنَّ عَدَاءَ الْأَخِلَّاءِ لِيَنْبُعَ مِنْ مَعِينِ وِدَادِهِمْ.. لَقَدْ كَانُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يَجْتَمِعُونَ عَلَى الشَّرِّ، وَيُمْلِي بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فِي الضَّلَالِ. فَالْيَوْمَ يَتَلَاوَمُونَ. وَالْيَوْمَ يُلْقِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ تَبِعَةَ الضَّلَالِ وَعَاقِبَةَ الشَّرِّ. وَالْيَوْمَ يَنْقَلِبُونَ إِلَى خُصُومٍ يَتَلَاحَوْنَ، مِنْ حَيْثُ كَانُوا أَخِلَّاءَ يَتَنَاجَوْنَ!
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67إِلا الْمُتَّقِينَ .. فَهَؤُلَاءِ مَوَدَّتُهُمْ بَاقِيَةٌ فَقَدْ كَانَ اجْتِمَاعُهُمْ عَلَى الْهُدَى، وَتُنَاصُحُهُمْ عَلَى الْخَيْرِ، وَعَاقِبَتُهُمْ إِلَى النَّجَاةِ..
وَبَيْنَمَا الْأَخِلَّاءُ يَتَلَاحَوْنَ وَيَخْتَصِمُونَ، يَتَجَاوَبُ الْوُجُودُ كُلُّهُ بِالنِّدَاءِ الْعُلْوِيِّ الْكَرِيمِ لِلْمُتَّقِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=68يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=69الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=70ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ..
[ ص: 3202 ] أَيْ: تُسَرُّونَ سُرُورًا يَشِيعُ فِي أَعْطَافِكُمْ وَقَسَمَاتِكُمْ فَيَبْدُو عَلَيْكُمُ الْحُبُورُ.
ثُمَّ نَشْهَدُ - بِعَيْنِ الْخَيَالِ - فَإِذَا صِحَافٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ يُطَافُ بِهَا عَلَيْهِمْ. وَإِذَا لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ. وَفَوْقَ شَهْوَةِ النُّفُوسِ الْتِذَاذُ الْعُيُونِ، كَمَالًا وَجَمَالًا فِي التَّكْرِيمِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=71يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ. وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ، وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ ..
وَمَعَ هَذَا النَّعِيمِ. مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَفْضَلُ. التَّكْرِيمُ بِالْخِطَابِ مِنَ الْعَلِيِّ الْكَرِيمِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=71وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=72وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=73لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ..
فَمَا بَالُ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ تَرَكْنَاهُمْ مُنْذُ هُنَيْهَةٍ يَتَلَاحَوْنَ وَيَخْتَصِمُونَ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=74إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ..
وَهُوَ عَذَابٌ دَائِمٌ، وَفِي دَرَجَةٍ شَدِيدَةٍ عَصِيبَةٍ. لَا يَفْتُرُ لَحْظَةً، وَلَا يَبْرُدُ هُنَيْهَةً. وَلَا تَلُوحُ لَهُمْ فِيهِ بَارِقَةٌ مَنْ أَمَلٍ فِي الْخَلَاصِ، وَلَا كُوَّةٌ مِنْ رَجَاءٍ بَعِيدٍ. فَهُمْ فِيهِ يَائِسُونَ قَانِطُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=75لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ..
كَذَلِكَ فَعَلُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وَأَوْرَدُوهَا هَذَا الْمَوْرِدَ الْمَوْبِقَ، ظَالِمِينَ غَيْرَ مَظْلُومِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=76وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ..
ثُمَّ تَتَنَاوَحُ فِي الْجَوِّ صَيْحَةٌ مِنْ بَعِيدٍ. صَيْحَةٌ تَحْمِلُ كُلَّ مَعَانِي الْيَأْسِ وَالْكَرْبِ وَالضِّيقِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77وَنَادَوْا: يَا مَالِكُ. لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ..
إِنَّهَا صَيْحَةٌ مُتَنَاوِحَةٌ مِنْ بُعْدٍ سَحِيقٍ. مِنْ هُنَاكَ مِنْ وَرَاءِ الْأَبْوَابِ الْمُوصَدَةِ فِي الْجَحِيمِ. إِنَّهَا صَيْحَةُ أُولَئِكَ الْمُجْرِمِينَ الظَّالِمِينَ. إِنَّهُمْ لَا يَصِيحُونَ فِي طَلَبِ النَّجَاةِ وَلَا فِي طَلَبِ الْغَوْثِ. فَهُمْ مُبْلِسُونَ يَائِسُونَ. إِنَّمَا يَصِيحُونَ فِي طَلَبِ الْهَلَاكِ. الْهَلَاكِ السَّرِيعِ الَّذِي يُرِيحُ.. وَحَسْبُ الْمَنَايَا أَنْ يَكُنَّ أَمَانِيًا! .. وَإِنَّ هَذَا النِّدَاءَ لِيُلْقِيَ ظِلًّا كَثِيفًا لِلْكَرْبِ وَالضِّيقِ. وَإِنَّنَا لَنَكَادُ نَرَى مِنْ وَرَاءِ صَرْخَةِ الِاسْتِغَاثَةِ نُفُوسًا أَطَارَ صَوَابَهَا الْعَذَابُ، وَأَجْسَامًا تَجَاوَزَ الْأَلَمُ بِهَا حَدَّ الطَّاقَةِ، فَانْبَعَثَتْ مِنْهَا تِلْكَ الصَّيْحَةُ الْمَرِيرَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77يَا مَالِكُ. لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ !
وَلَكِنَّ الْجَوَابَ يَجِيءُ فِي تَيْئِيسٍ وَتَخْذِيلٍ، وَبِلَا رِعَايَةٍ وَلَا اهْتِمَامٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77قَالَ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ !
فَلَا خَلَاصَ وَلَا رَجَاءَ وَلَا مَوْتَ وَلَا قَضَاءَ.. إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ!
وَفِي ظِلِّ هَذَا الْمَشْهَدِ الْكَامِدِ الْمَكْرُوبِ يُخَاطِبُ هَؤُلَاءِ الْكَارِهِينَ لِلْحَقِّ، الْمُعْرِضِينَ عَنِ الْهُدَى، الصَّائِرِينَ إِلَى هَذَا الْمَصِيرِ; وَيَعْجَبُ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ، فِي أَنْسَبِ جَوٍّ لِلتَّحْذِيرِ وَالتَّعْجِيبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=78لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=79أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا؟ فَإِنَّا مُبْرِمُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=80أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ؟ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ..
وَكَرَاهَةُ الْحَقِّ هِيَ الَّتِي كَانَتْ تَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اتِّبَاعِهِ، لَا عَدَمَ إِدْرَاكٍ أَنَّهُ الْحَقُّ، وَلَا الشَّكُّ فِي صِدْقِ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ; فَمَا عَهِدُوا عَلَيْهِ كَذِبًا قَطُّ عَلَى النَّاسِ، فَكَيْفَ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَيَدَّعِي عَلَيْهِ مَا يَدَّعِيهِ؟
وَالَّذِينَ يُحَارِبُونَ الْحَقَّ لَا يَجْهَلُونَ فِي الْغَالِبِ أَنَّهُ الْحَقُّ، وَلَكِنَّهُمْ يَكْرَهُونَهُ، لِأَنَّهُ يُصَادِمُ أَهْوَاءَهُمْ، وَيَقِفُ
[ ص: 3203 ] فِي طَرِيقِ شَهَوَاتِهِمْ، وَهُمْ أَضْعَفُ مِنْ أَنْ يُغَالِبُوا أَهْوَاءَهُمْ وَشَهَوَاتِهِمْ; وَلَكِنَّهُمْ أَجْرَأُ عَلَى الْحَقِّ وَعَلَى دُعَاتِهِ! فَمِنْ ضَعْفِهِمْ تُجَاهَ الْأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ يَسْتَمِدُّونَ الْقُوَّةَ عَلَى الْحَقِّ وَالِاجْتِرَاءَ عَلَى الدُّعَاةِ!
لِهَذَا يُهَدِّدُهُمْ صَاحِبُ الْقُوَّةِ وَالْجَبَرُوتِ. الْعَلِيمُ بِمَا يُسِرُّونَ وَمَا يَمْكُرُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=79أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا؟ فَإِنَّا مُبْرِمُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=80أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ؟ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ..
فَإِصْرَارُهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ فِي وَجْهِ الْحَقِّ يُقَابِلُهُ أَمْرُ اللَّهِ الْجَازِمُ وَإِرَادَتُهُ بِتَمْكِينِ هَذَا الْحَقِّ وَتَثْبِيتِهِ. وَتَدْبِيرِهِمْ وَمَكْرِهِمْ فِي الظَّلَامِ يُقَابِلُهُ عِلْمُ اللَّهِ بِالسِّرِّ وَالنَّجْوَى. وَالْعَاقِبَةُ مَعْرُوفَةٌ حِينَ يَقِفُ الْخَلْقُ الضِّعَافُ الْقَاصِرُونَ، أَمَامَ الْخَالِقِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.
وَيَتْرُكُهُمْ بَعْدَ هَذَا التَّهْدِيدِ الْمَرْهُوبِ، وَيُوَجِّهُ رَسُولَهُ الْكَرِيمَ، إِلَى قَوْلٍ يَقُولُهُ لَهُمْ. ثُمَّ يَدَعُهُمْ مِنْ بَعْدِهِ لِمَصِيرِهِمُ الَّذِي شَهِدُوا صُورَتَهُ مُنْذُ قَلِيلٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=81قُلْ: إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=82سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. رَبِ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=83فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ..
لَقَدْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ بِزَعْمِ أَنَّهُمْ بَنَاتُ اللَّهِ. وَلَوْ كَانَ لِلَّهِ وَلَدٌ لَكَانَ أَحَقَّ أَحَدٍ بِعِبَادَتِهِ، وَبِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ، نَبِيُّ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَهُوَ مِنْهُ قَرِيبٌ، وَهُوَ أَسْرَعُ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ، وَتَوْقِيرِ وَلَدِهِ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ كَمَا يَزْعُمُونَ! وَلَكِنَّهُ لَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ. فَهَذَا فِي ذَاتِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا يَزْعُمُونَهُ مِنْ بُنُوَّةِ أَحَدٍ لِلَّهِ لَا أَصْلَ لَهُ، وَلَا سَنَدَ وَلَا دَلِيلَ! تَنَزَّهَ اللَّهُ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ الزَّعْمِ الْغَرِيبِ!
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=82سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. رَبِّ الْعَرْشِ. عَمَّا يَصِفُونَ ..
وَحِينَ يَتَأَمَّلُ الْإِنْسَانُ هَذِهِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَنِظَامَهَا، وَتَنَاسُقَهَا، وَمَدَى مَا يَكْمُنُ وَرَاءَ هَذَا النِّظَامِ مِنْ عَظَمَةٍ وَعُلُوٍّ. وَمِنْ سَيْطَرَةٍ وَاسْتِعْلَاءٍ. يُشِيرُ إِلَى هَذَا كُلِّهِ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=82رَبِّ الْعَرْشِ .. يَصْغُرُ فِي نَفْسِهِ كُلُّ وَهْمٍ وَكُلُّ زَعْمٍ مِنْ ذَلِكَ الْقَبِيلِ. وَيُدْرِكُ بِفِطْرَتِهِ أَنَّ صَانِعَ هَذَا كُلَّهُ لَا يَسْتَقِيمُ فِي الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَبَهٌ - أَيْ: شَبَهٌ - بِالْخَلْقِ. الَّذِينَ يَلِدُونَ وَيَنْسِلُونَ! وَمِنْ ثَمَّ يَبْدُو مِثْلُ ذَلِكَ الْقَوْلِ لَهْوًا وَلَعِبًا; وَخَوْضًا وَتَقَحُّمًا; لَا يَسْتَحِقُّ شَيْءٌ مِنْهُ الْمُنَاقَشَةَ وَالْجَدَلَ; إِنَّمَا يَسْتَحِقُّ الْإِهْمَالَ أَوِ التَّحْذِيرَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=83فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ..
وَالَّذِي شَهِدُوا صُورَةً مِنْهُ يَوْمَ يَكُونُ!
ثُمَّ يَمْضِي - بَعْدَ الْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ وَإِهْمَالِهِمْ - فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28658_28657تَمْجِيدِ الْخَالِقِ وَتَوْحِيدِهِ بِمَا يَلِيقُ بِرُبُوبِيَّتِهِ لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْعَرْشِ الْعَظِيمِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مِنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ..
وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28662تَقْرِيرُ الْأُلُوهِيَّةِ الْوَاحِدَةِ فِي السَّمَاءِ وَفِي الْأَرْضِ، وَالتَّفَرُّدِ بِهَذِهِ الصِّفَةِ لَا يُشَارِكُهُ فِيهَا مُشَارِكٌ. مَعَ الْحِكْمَةِ فِيمَا يَفْعَلُ. وَالْعِلْمُ الْمُطْلَقُ بِهَذَا الْمُلْكِ الْعَرِيضِ.
[ ص: 3204 ] ثُمَّ تَمْجِيدٌ لِلَّهِ وَتَعْظِيمٌ فِي لَفْظِ " تَبَارَكَ " أَيْ: تَعَاظَمَ اللَّهُ وَتَسَامَى عَمَّا يَزْعُمُونَ وَيَتَصَوَّرُونَ. وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا . وَهُوَ الَّذِي يَعْلَمُ وَحْدَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30292عِلْمَ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ.
وَيَوْمَذَاكَ لَا أَحَدَ مِمَّنْ يَدْعُونَهُمْ أَوْلَادًا أَوْ شُرَكَاءَ يَمْلِكُ أَنْ يَشْفَعَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ - كَمَا كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَتَّخِذُونَهُمْ شُفَعَاءَ عِنْدَ اللَّهِ. فَإِنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28768لَا شَفَاعَةَ إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ، وَآمَنَ بِهِ. وَمَنْ يَشْهَدُ بِالْحَقِّ لَا يُشَفَّعُ فِي مَنْ جَحَدَهُ وَعَادَاهُ!
ثُمَّ يُوَاجِهُهُمْ بِمَنْطِقِ فِطْرَتِهِمْ، وَبِمَا لَا يُجَادِلُونَ فِيهِ وَلَا يَشُكُّونَ، وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ. فَكَيْفَ حِينَئِذٍ يُشْرِكُونَ مَعَهُ أَحَدًا فِي عِبَادَتِهِ، أَوْ يَتَوَقَّعُونَ مِنْ أَحَدٍ شَفَاعَةً عِنْدَهُ لِمَنْ أَشْرَكَ بِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ؟ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ. فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ؟
وَكَيْفَ يَصْرِفُونَ عَنِ الْحَقِّ الَّذِي تَشْهَدُ بِهِ فِطْرَتُهُمْ وَيَحِيدُونَ عَنْ مُقْتَضَاهُ الْمَنْطِقِيِّ الْمَحْتُومِ؟
وَفِي خِتَامِ السُّورَةِ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِ اتِّجَاهِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرَبِّهِ، يَشْكُو إِلَيْهِ كَفْرَهُمْ وَعَدَمَ إِيمَانِهِمْ. فَيُبْرِزُهُ وَيُقْسِمُ بِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وَقِيلِهِ. يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ ..
وَهُوَ تَعْبِيرٌ خَاصٌّ ذُو دَلَالَةٍ وَإِيحَاءٍ بِمَدَى عُمْقِ هَذَا الْقَوْلِ، وَمَدَى الِاسْتِمَاعِ لَهُ، وَالْعِنَايَةِ بِهِ، وَالرِّعَايَةِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَالِاحْتِفَالِ.
وَيُجِيبُ عَلَيْهِ - فِي رِعَايَةٍ - بِتَوْجِيهِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32489الصَّفْحِ وَالْإِعْرَاضِ، وَعَدَمِ الِاحْتِفَالِ وَالْمُبَالَاةِ. وَالشُّعُورِ بِالطُّمَأْنِينَةِ. وَمُوَاجَهَةِ الْأَمْرِ بِالسَّلَامِ فِي الْقَلْبِ وَالسَّمَاحَةِ وَالرِّضَاءِ. وَذَلِكَ مَعَ التَّحْذِيرِ الْمَلْفُوفِ لِلْمُعْرِضِينَ الْمُعَانِدِينَ، مِمَّا يَنْتَظِرُهُمْ يَوْمَ يَنْكَشِفُ الْمَسْتُورُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فَاصْفَحْ عَنْهُمْ، وَقُلْ سَلامٌ. فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ..