الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويتم نعمته عليك، ويهديك صراطا مستقيما، وينصرك الله نصرا عزيزا ..

                                                                                                                                                                                                                                      تفتتح السورة بهذا الفيض الإلهي على رسوله - صلى الله عليه وسلم - : فتح مبين. ومغفرة شاملة. ونعمة تامة. وهداية ثابتة. ونصر عزيز.. إنها جزاء الطمأنينة التامة لإلهام الله وتوجيهه. والاستسلام الراضي لإيحائه وإشارته. والتجرد المطلق من كل إرادة ذاتية. والثقة العميقة بالرعاية الحانية.. يرى الرؤيا فيتحرك بوحيها. وتبرك الناقة، ويتصايح الناس: خلأت القصواء. فيقول. "ما خلأت. وما هو لها بخلق. ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة. لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها".. ويسأله عمر بن الخطاب في حمية: فلم نعطي الدنية في ديننا؟ فيجيبه: "أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني".. ذلك وحين يشاع أن عثمان قتل يقول - صلى الله عليه وسلم - : "لا نبرح حتى نناجز القوم".. ويدعو الناس إلى البيعة، فتكون بيعة الرضوان التي فاض منها الخير على الذين فازوا بها وسعدوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان هذا هو الفتح; إلى جانب الفتح الآخر الذي تمثل في صلح الحديبية، وما أعقبه من فتوح شتى في صور متعددة:

                                                                                                                                                                                                                                      كان فتحا في الدعوة. يقول الزهري: فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه. إنما كان القتال حيث التقى الناس. فلما كانت الهدنة، ووضعت الحرب، وأمن الناس بعضهم بعضا، والتقوا، فتفاوضوا في الحديث والمنازعة، ولم يكلم أحد في الإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه. ولقد دخل في تينك السنتين (بين صلح الحديبية وفتح مكة) مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن هشام: والدليل على قول الزهري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الحديبية في ألف وأربع مائة في قول جابر بن عبد الله. ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان ممن أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان فتحا في الأرض. فقد أمن المسلمون شر قريش، فاتجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تخليص الجزيرة من بقايا الخطر اليهودي - بعد التخلص من بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة - وكان هذا الخطر يتمثل في حصون خيبر القوية التي تهدد طريق الشام. وقد فتحها الله على المسلمين، وغنموا منها غنائم ضخمة، جعلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيمن حضر الحديبية دون سواهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان فتحا في الموقف بين المسلمين في المدينة وقريش في مكة وسائر المشركين حولها. يقول الأستاذ محمد عزة دروزة بحق في كتابه: "سيرة الرسول. صور مقتبسة من القرآن الكريم" :

                                                                                                                                                                                                                                      ولا ريب في أن هذا الصلح الذي سماه القرآن بالفتح العظيم يستحق هذا الوصف كل الاستحقاق. بل إنه ليصح أن يعد من الأحداث الحاسمة العظمى في السيرة النبوية، وفي تاريخ الإسلام وقوته وتوطده، أو بالأحرى من أعظمها. فقد اعترفت قريش بالنبي والإسلام وقوتهما وكيانهما، واعتبرت النبي والمسلمين أندادا لها، بل دفعتهم عنها بالتي هي أحسن، في حين أنها غزت المدينة في سنتين مرتين، وكانت الغزوة الأخيرة [ ص: 3317 ] قبل سنة من هذه الزيارة وبحشد عظيم مؤلف منها ومن أحزابها لتستأصل شأفتهم، وبعثت هذه الغزوة في نفوس المسلمين أشد الاضطراب والهلع لضعفهم وقلتهم إزاء الغزاة. ولهذا شأن عظيم في نفوس العرب، الذين كانوا يرون في قريش الإمام والقدوة، والذين كانوا متأثرين بموقفهم الجحودي كل التأثر. وإذا لوحظ أن الأعراب كانوا يقدرون أن النبي والمسلمين لن يعودوا سالمين من هذه الرحلة، وأن المنافقين كانوا يظنون أسوأ الظنون. بدت لنا ناحية من نواحي خطورة هذا الفتح وبعد مداه.

                                                                                                                                                                                                                                      "ولقد أثبتت الأحداث صدق إلهام النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما فعل، وأيده فيه القرآن، وأظهرت عظم الفوائد المادية والمعنوية والسياسية والحربية والدينية التي عادت على المسلمين منه. إذ قووا في عيون القبائل، وبادر المتخلفون من الأعراب إلى الاعتذار، وازداد صوت المنافقين في المدينة خفوتا وشأنهم ضآلة، وإذ صار العرب يفدون على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أنحاء قاصية، وإذ تمكن من خضد شوكة اليهود في خيبر وغيرها من قراهم المتناثرة على طريق الشام، وإذ صار يستطيع أن يبعث بسراياه إلى أنحاء قاصية كنجد واليمن والبلقاء، وإذ استطاع بعد سنتين أن يغزو مكة ويفتحها، وكان في ذلك النهاية الحاسمة، إذ جاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا" ..

                                                                                                                                                                                                                                      ونحن نعود فنؤكد أنه كان هناك - إلى جانب هذا كله - فتح آخر. فتح في النفوس والقلوب، تصوره بيعة الرضوان، التي رضي عنها الله وعن أصحابها ذلك الرضى الذي وصفه القرآن. ورسم لهم على ضوئه تلك الصورة الوضيئة الكريمة في نهاية السورة: محمد رسول الله. والذين معه ... إلخ. فهذا فتح في تاريخ الدعوات له حسابه، وله دلالته، وله آثاره بعد ذلك في التاريخ.

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد فرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه السورة. فرح قلبه الكبير بهذا الفيض الرباني عليه وعلى المؤمنين معه. فرح بالفتح المبين. وفرح بالمغفرة الشاملة، وفرح بالنعمة التامة، وفرح بالهداية إلى صراط الله المستقيم. وفرح بالنصر العزيز الكريم. وفرح برضى الله عن المؤمنين ووصفهم ذلك الوصف الجميل. وقال - في رواية - : "نزل علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها".. وفي رواية: "لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس".. وفاضت نفسه الطيبة بالشكر لربه على ما أولاه من نعمته. فاضت بالشكر في صورة صلاة طويلة مديدة، تقول عنها عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى قام حتى تنفر رجلاه، فقالت له عائشة - رضي الله عنها - يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : "يا عائشة، أفلا أكون عبدا شكورا؟"..

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك الافتتاح كان نصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة; ثم مضى السياق يصف نعمة الله على المؤمنين بهذا الفتح، ومس يده لقلوبهم بالسكينة، وما ادخره لهم في الآخرة من غفران وفوز ونعيم:

                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عليما حكيما. ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها، ويكفر عنهم [ ص: 3318 ] سيئاتهم، وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ..

                                                                                                                                                                                                                                      والسكينة لفظ معبر مصور ذو ظلال; والسكينة حين ينزلها الله في قلب، تكون طمأنينة وراحة، ويقينا وثقة، ووقارا وثباتا، واستسلاما ورضى.

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد كانت قلوب المؤمنين في هذه الواقعة تجيش بمشاعر شتى، وتفور بانفعالات متنوعة. كان فيها الانتظار والتطلع إلى تصديق رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدخول المسجد الحرام; ثم مواجهة موقف قريش وقبول الرسول - صلى الله عليه وسلم - للرجوع عن البيت في هذا العام، بعد الإحرام، وبعد إشعار الهدي وتقليده. كان هذا أمرا شاقا على نفوسهم ما في ذلك ريب. وقد روي عن عمر - رضي الله عنه - أنه جاء أبا بكر وهو مهتاج، فكان مما قال له - غير ما أثبتناه في صلب رواية الحادث - : أوليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال أبو بكر - الموصول القلب بقلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي ينبض قلبه على دقات قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بلى. أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قال: لا. قال: فإنك تأتيه وتطوف به. فتركه عمر - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له فيما قال: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال - صلى الله عليه وسلم: "بلى. أفأخبرتك أنا نأتيه العام؟" قال: لا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "فإنك آتيه ومطوف به".. فهذه صورة مما كان يجيش في القلوب..

                                                                                                                                                                                                                                      وكان المؤمنون ضيقي الصدور بشروط قريش الأخرى، من رد من يسلم ويأتي محمدا بغير إذن وليه. ومن حميتهم الجاهلية في رد اسم الرحمن الرحيم. وفي رد صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روي أن عليا - رضي الله عنه - أبى أن يمحو هذه الصفة كما طلب سهيل بن عمرو بعد كتابتها، فمحاها رسول الله بنفسه وهو يقول: "اللهم إنك تعلم أني رسولك"..

                                                                                                                                                                                                                                      وكانت حميتهم لدينهم وحماستهم للقاء المشركين بالغة، يبدو هذا في بيعتهم الإجماعية; ثم انتهى الأمر إلى المصالحة والمهادنة والرجوع. فلم يكن هينا على نفوسهم أن تنتهي الأمور إلى ما انتهت إليه. يبدو هذا في تباطئهم في النحر والحلق، حتى قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا. وهم من هم طاعة لأمر رسول الله وامتثالا. كالذي حكاه عنهم لقريش عروة ابن مسعود الثقفي. ولم ينحروا ويحلقوا أو يقصروا إلا حين رأوا رسول الله يفعل هذا بنفسه، فهزتهم هذه الحركة العملية ما لم يهزهم القول، وثابوا إلى الطاعة كالذي كان في دهشة المأخوذ!

                                                                                                                                                                                                                                      وهم كانوا قد خرجوا من المدينة بنية العمرة، لا ينوون قتالا، ولم يستعدوا له نفسيا ولا عمليا. ثم فوجئوا بموقف قريش، وبما شاع من قتلها لعثمان، وبإرسال النفر الذين رموا في عسكر المسلمين بالنبل والحجارة. فلما عزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المناجزة وطلب البيعة أعطوها له عن بكرة أبيهم. ولكن هذا لا ينفي موقف المفاجأة على غير ما كانت نفوسهم قد خرجت له. وهو بعض ما كان يجيش في قلوبهم من انفعالات وتأثرات. وهم ألف وأربعمائة وقريش في دارها، ومن خلفهم الأعراب والمشركون.

                                                                                                                                                                                                                                      وحين يسترجع الإنسان هذه الصور يدرك معنى قوله تعالى: هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ..

                                                                                                                                                                                                                                      ويذوق طعم اللفظ وطعم العبارة، ويتصور الموقف يومئذ ويعيش فيه مع هذه النصوص، ويحس برد السكينة وسلامها في تلك القلوب.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الله يعلم من قلوب المؤمنين يومئذ، أن ما جاش فيها جاش عن الإيمان، والحمية الإيمانية لا لأنفسهم، [ ص: 3319 ] ولا لجاهلية فيهم. فقد تفضل عليهم بهذه السكينة: ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم والطمأنينة درجة بعد الحمية والحماسة، فيها الثقة التي لا تقلق، وفيها الرضى المطمئن باليقين.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ثم يلوح بأن النصر والغلب لم يكن عسيرا ولا بعيدا، بل كان هينا يسيرا على الله لو اقتضت حكمته يومئذ أن يكون الأمر كما أراده المؤمنون، فإن لله جنودا لا تحصى ولا تغلب، تدرك النصر وتحقق الغلب وقتما يشاء: ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما .. فهي حكمته وهو علمه، تسير الأمور وفقهما كما يريد.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن العلم والحكمة: أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم . ليحقق لهم ما قدره من فوز ونعيم:

                                                                                                                                                                                                                                      ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها، ويكفر عنهم سيئاتهم، وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ..

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا كان هذا في حساب الله فوزا عظيما، فهو فوز عظيم! فوز عظيم في حقيقته، وفوز عظيم في نفوس من ينالونه من عند الله مقدرا بتقديره، موزونا بميزانه.. ولقد فرح المؤمنون يومها بما كتب الله لهم; وكانوا قد تطلعوا بعد ما سمعوا افتتاح السورة، وعلموا منه ما أفاض الله على رسوله. تطلعوا إلى نصيبهم هم، وسألوا عنه، فلما سمعوا وعلموا فاضت نفوسهم بالرضى والفرح واليقين.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أنبأهم بجانب آخر من جوانب حكمته فيما قدر في هذا الحادث; وهو مجازاة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، بما يصدر عنهم من عمل وتصرف:

                                                                                                                                                                                                                                      ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، الظانين بالله ظن السوء، عليهم دائرة السوء. وغضب الله عليهم ولعنهم، وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا. ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما ..

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جمع النص بين المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات في صفة ظن السوء بالله; وعدم الثقة بنصرته للمؤمنين. وفي أنهم جميعا عليهم دائرة السوء فهم محصورون فيها، وهي تدور عليهم وتقع بهم. وفي غضب الله عليهم ولعنته لهم، وفيما أعده لهم من سوء المصير.. ذلك أن النفاق صفة مرذولة لا تقل عن الشرك سوءا، بل إنها أحط; ولأن أذى المنافقين والمنافقات للجماعة المسلمة لا يقل عن أذى المشركين والمشركات، وإن اختلف هذا الأذى وذاك في مظهره ونوعه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله. فالقلب المؤمن حسن الظن بربه، يتوقع منه الخير دائما. يتوقع منه الخير في السراء والضراء. ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين. وسر ذلك أن قلبه موصول بالله. وفيض الخير من الله لا ينقطع أبدا. فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة، وأحسها إحساس مباشرة وتذوق. فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله. ومن ثم لا يحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها، فيسوء ظنهم بالله; وتتعلق قلوبهم بظواهر الأمور، ويبنون عليها أحكامهم. ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين، كلما كانت ظواهر الأمور توحي بهذا; على غير ثقة بقدر الله وقدرته، وتدبيره الخفي اللطيف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جمع الله في الآية أعداء الإسلام والمسلمين من شتى الأنواع; وبين حالهم عنده، وما أعده لهم في النهاية. ثم عقب على هذا بما يفيد قدرته وحكمته:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية