[ ص: 3403 ] (53)
nindex.php?page=treesubj&link=28889سورة النجم مكية
وآياتها ثنتان وستون
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=33062_33501_30526_29490_19705_19715_19717_30530_29497_29706_30600_29752_29753_29759_29761_21374_31033_28904_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم إذا هوى (1)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2ما ضل صاحبكم وما غوى (2)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق عن الهوى (3)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إن هو إلا وحي يوحى (4)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5علمه شديد القوى (5)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذو مرة فاستوى (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وهو بالأفق الأعلى (7)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى (9)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى (10)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب الفؤاد ما رأى (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أفتمارونه على ما يرى (12)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى (13)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عند سدرة المنتهى (14)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عندها جنة المأوى (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إذ يغشى السدرة ما يغشى (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17ما زاغ البصر وما طغى (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لقد رأى من آيات ربه الكبرى (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أفرأيتم اللات والعزى (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20ومناة الثالثة الأخرى (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تلك إذا قسمة ضيزى (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أم للإنسان ما تمنى (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فلله الآخرة والأولى (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى (26)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى (27)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا (28)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا (29)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي [ ص: 3404 ] الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=33أفرأيت الذي تولى (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=34وأعطى قليلا وأكدى (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=35أعنده علم الغيب فهو يرى (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أم لم ينبأ بما في صحف موسى (36)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=40وأن سعيه سوف يرى (40)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=41ثم يجزاه الجزاء الأوفى (41)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=42وأن إلى ربك المنتهى (42)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=43وأنه هو أضحك وأبكى (43)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=44وأنه هو أمات وأحيا (44)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=45وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى (45)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46من نطفة إذا تمنى (46)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه النشأة الأخرى (47)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وأنه هو أغنى وأقنى (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وأنه هو رب الشعرى (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وأنه أهلك عادا الأولى (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51وثمود فما أبقى (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53والمؤتفكة أهوى (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فغشاها ما غشى (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55
فبأي آلاء ربك تتمارى (55)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هذا نذير من النذر الأولى (56)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أزفت الآزفة (57)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58ليس لها من دون الله كاشفة (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أفمن هذا الحديث تعجبون (59)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وتضحكون ولا تبكون (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وأنتم سامدون (61)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فاسجدوا لله واعبدوا (62)
هذه السورة في عمومها كأنها منظومة موسيقية علوية، منغمة، يسري التنغيم في بنائها اللفظي كما يسري في إيقاع فواصلها الموزونة المقفاة. ويلحظ هذا التنغيم في السورة بصفة عامة; ويبدو القصد فيه واضحا في بعض المواضع; وقد زيدت لفظة أو اختيرت قافية، لتضمن سلامة التنغيم ودقة إيقاعه - إلى جانب المعنى المقصود الذي تؤديه في السياق كما هي عادة التعبير القرآني - مثل ذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أفرأيتم اللات والعزى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20ومناة الثالثة الأخرى .. فلو قال ومناة الأخرى ينكسر الوزن. ولو قال: ومناة الثالثة فقط يتعطل إيقاع القافية. ولكل كلمة قيمتها في معنى العبارة. ولكن مراعاة الوزن والقافية كذلك ملحوظة. ومثلها كلمة "إذا" في وزن الآيتين بعدها:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تلك إذا قسمة ضيزى! فكلمة "إذا" ضرورية للوزن. وإن كانت - مع هذا - تؤدي غرضا فنيا في العبارة ... وهكذا.
ذلك الإيقاع ذو لون موسيقي خاص. لون يلحظ فيه التموج والانسياب. وبخاصة في المقطع الأول والمقطع الأخير من السورة. وهو يتناسق بتموجه وانسيابه مع الصور والظلال الطليقة المرفرفة في المقطع الأول. ومع المعاني واللمسات العلوية في المقطع الأخير. وما بينهما مما هو قريب منهما في الجو والموضوع.
[ ص: 3405 ] والصور والظلال في المقطع الأول، تشع من المجال العلوي الذي تقع فيه الأحداث النورانية والمشاهد الربانية التي يصفها هذا المقطع. ومن الحركات الطليقة للروح الأمين وهو يتراءى للرسول الكريم.. والصور والظلال والحركات والمشاهد والجو الروحي المصاحب، تستمد وتمد ذلك الإيقاع التعبيري وتمتزج به، وتتناسق معه، وتتراءى فيه، في توافق منغم عجيب.
ثم يعم ذلك العبق جو السورة كله، ويترك آثاره في مقاطعها التالية، حتى تختم بإيقاع موح شديد الإيحاء مؤثر عميق التأثير. ترتعش له كل ذرة في الكيان البشري وترف معه وتستجيب.
وموضوع السورة الذي تعالجه هو موضوع السور المكية على الإطلاق: العقيدة بموضوعاتها الرئيسية: الوحي والوحدانية والآخرة. والسورة تتناول الموضوع من زاوية معينة تتجه إلى بيان صدق الوحي بهذه العقيدة ووثاقته، ووهن عقيدة الشرك وتهافت أساسها الوهمي الموهون!
والمقطع الأول في السورة يستهدف بيان حقيقة الوحي وطبيعته، ويصف مشهدين من مشاهده، ويثبت صحته وواقعيته في ظل هذين المشهدين; ويؤكد تلقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن
جبريل - عليه السلام - تلقي رؤية وتمكن ودقة، واطلاعه على آيات ربه الكبرى.
ويتحدث المقطع الثاني عن آلهتهم المدعاة: اللات والعزى ومناة. وأوهامهم عن الملائكة. وأساطيرهم حول بنوتها لله. واعتمادهم في هذا كله على الظن الذي لا يغني من الحق شيئا. بينما الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إلى ما دعاهم إليه عن تثبت ورؤية ويقين.
والمقطع الثالث يلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الإعراض عمن يتولى عن ذكر الله ويشغل نفسه بالدنيا وحدها، ويقف عند هذا الحد لا يعلم وراءه شيئا. ويشير إلى الآخرة وما فيها من جزاء يقوم على عمل الخلق، وعلى علم الله بهم، منذ أنشأهم من الأرض، ومنذ كانوا أجنة في بطون أمهاتهم. فهو أعلم بهم من أنفسهم، وعلى أساس هذا العلم المستيقن - لا الظن والوهم - يكون حسابهم وجزاؤهم، ويصير أمرهم في نهاية المطاف.
والمقطع الرابع والأخير يستعرض أصول العقيدة - كما هي منذ أقدم الرسالات - من فردية التبعة، ودقة الحساب، وعدالة الجزاء. ومن انتهاء الخلق إلى ربهم المتصرف في أمرهم كله تصرف المشيئة المطلقة. ومع هذا لفتة إلى مصارع الغابرين المكذبين. تختم بالإيقاع الأخير:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هذا نذير من النذر الأولى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أزفت الآزفة. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58ليس لها من دون الله كاشفة. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أفمن هذا الحديث تعجبون nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وتضحكون، ولا تبكون، nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وأنتم سامدون؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فاسجدوا لله واعبدوا .. حيث يلتقي المطلع والختام في الإيحاء والصور والظلال والإيقاع العام.
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم إذا هوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2ما ضل صاحبكم وما غوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق عن الهوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إن هو إلا وحي يوحى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5علمه شديد القوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذو مرة فاستوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وهو بالأفق الأعلى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب الفؤاد ما رأى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أفتمارونه على ما يرى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عند سدرة المنتهى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عندها جنة المأوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إذ يغشى السدرة ما يغشى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17ما زاغ البصر وما طغى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لقد رأى من آيات ربه الكبرى ..
في هذا المطلع نعيش لحظات في ذلك الأفق الوضيء الطليق المرفرف الذي عاش فيه قلب
محمد - صلوات الله وسلامه عليه - ونرف بأجنحة النور المنطلقة إلى ذلك الملإ الأعلى; ونستمع إلى الإيقاع الرخي المنساب، في جرس العبارة وفي ظلالها وإيحائها على السواء
.
[ ص: 3406 ] نعيش لحظات مع قلب
محمد - صلى الله عليه وسلم - مكشوفة عنه الحجب، مزاحة عنه الأستار. يتلقى من الملإ الأعلى. يسمع ويرى، ويحفظ ما وعى. وهي لحظات خص بها ذلك القلب المصفى; ولكن الله يمن على عباده، فيصف لهم هذه اللحظات وصفا موحيا مؤثرا. ينقل أصداءها وظلالها وإيحاءها إلى قلوبهم. يصف لهم رحلة هذا القلب المصفى، في رحاب الملإ الأعلى. يصفها لهم خطوة خطوة، ومشهدا مشهدا، وحالة حالة، حتى لكأنهم كانوا شاهديها.
ويبدأ الوصف الموحي بقسم من الله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم إذا هوى .. وحركة تلألؤ النجم ثم هويه ودنوه. أشبه بمشهد
جبريل المقسم عليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وهو بالأفق الأعلى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى .. وهكذا يبدأ التناسق والتوافق في المشهد والحركة والظل والإيقاع منذ اللحظة الأولى.
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم إذا هوى .. وقد رويت تفسيرات مختلفة للنجم المقصود في هذا القسم. وأقرب ما يرد على الذهن أنها إشارة إلى الشعرى، التي كان بعضهم يعبدها. والتي ورد ذكرها في السورة فيما بعد في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وأنه هو رب الشعرى .. وقد كان للشعرى من اهتمام الأقدمين حظ كبير. ومما هو معروف أن قدماء المصريين كانوا يوقتون فيضان النيل بعبور الشعرى بالفلك الأعلى. ويرصدونها من أجل هذا ويرقبون حركاتها. ولها شأن في أساطير الفرس وأساطير
العرب على السواء. فالأقرب أن تكون هذه الإشارة هنا إليها. ويكون اختيار مشهد هوي النجم مقصودا للتناسق الذي أشرنا إليه. ولمعنى آخر هو الإيحاء بأن النجم مهما يكن عظيما هائلا فإنه يهوي ويتغير مقامه. فلا يليق أن يكون معبودا. فللمعبود الثبات والارتفاع والدوام.
ذلك هو القسم. فأما المقسم عليه، فهو أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الوحي الذي يحدثهم عنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2ما ضل صاحبكم وما غوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق عن الهوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إن هو إلا وحي يوحى ..
فصاحبكم راشد غير ضال. مهتد غير غاو. مخلص غير مغرض. مبلغ بالحق عن الحق غير واهم ولا مفتر ولا مبتدع. ولا ناطق عن الهوى فيما يبلغكم من الرسالة. إن هو إلا وحي يوحى. وهو يبلغكم ما يوحى إليه صادقا أمينا.
هذا الوحي معروف حامله. مستيقن طريقه. مشهودة رحلته. رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأي العين والقلب، فلم يكن واهما ولا مخدوعا:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5علمه شديد القوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذو مرة فاستوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وهو بالأفق الأعلى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب الفؤاد ما رأى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أفتمارونه على ما يرى؟ ..
والشديد القوى ذو المرة "أي القوة"، هو
جبريل - عليه السلام - وهو الذي علم صاحبكم ما بلغه إليكم. وهذا هو الطريق، وهذه هي الرحلة، مشهودة بدقائقها: استوى وهو بالأفق الأعلى. حيث رآه
محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان ذلك في مبدأ الوحي. حين رآه على صورته التي خلقه الله عليها، يسد الأفق بخلقه الهائل. ثم دنا منه فتدلى نازلا مقتربا إليه. فكان أقرب ما يكون منه. على بعد ما بين القوسين أو أدنى - وهو تعبير عن منتهى القرب - فأوحى إلى عبد الله ما أوحى. بهذا الإجمال والتفخيم والتهويل.
فهي رؤية عن قرب بعد الترائي عن بعد. وهو وحي وتعليم ومشاهدة وتيقن.
وهي حال لا يتأتى معها كذب في الرؤية، ولا تحتمل مماراة أو مجادلة:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب الفؤاد ما رأى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أفتمارونه على ما يرى؟ .. ورؤية الفؤاد أصدق وأثبت، لأنها تنفي خداع النظر. فلقد رأى فتثبت فاستيقن فؤاده أنه الملك، حامل الوحي، رسول ربه إليه، ليعلمه ويكلفه تبليغ ما يعلم. وانتهى المراء والجدال، فما عاد لهما
[ ص: 3407 ] مكان بعد تثبت القلب ويقين الفؤاد.
وليست هذه هي المرة الوحيدة التي رآه فيها على صورته. فقد تكررت مرة أخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عند سدرة المنتهى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عندها جنة المأوى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إذ يغشى السدرة ما يغشى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17ما زاغ البصر وما طغى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لقد رأى من آيات ربه الكبرى .
وكان ذلك في ليلة الإسراء والمعراج - على الراجح من الروايات - فقد دنا منه - وهو على هيئته التي خلقه الله بها مرة أخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عند سدرة المنتهى .. والسدرة كما يعرف من اللفظ شجرة. فأما أنها سدرة المنتهى. فقد يعني هذا أنها التي ينتهي إليها المطاف. فجنة المأوى عندها. أو التي انتهت إليها رحلة المعراج. أو التي انتهت إليها صحبة
جبريل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث وقف هو وصعد
محمد - صلى الله عليه وسلم - درجة أخرى أقرب إلى عرش ربه وأدنى.. وكله غيب من غيب الله، أطلع عليه عبده المصطفى، ولم يرد إلينا عنه إلا هذا. وكله أمر فوق طاقتنا أن ندرك كيفيته. فلا يدركها الإنسان إلا بمشيئة من خالقه وخالق الملائكة، العليم بخصائص الإنسان وخصائص الملائكة..
ويذكر ما لابس هذه الرؤية عند سدرة المنتهى. زيادة في التوكيد واليقين:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إذ يغشى السدرة ما يغشى .. مما لا يفصله ولا يحدده. فقد كان أهول وأضخم من الوصف والتحديد.
وكان ذلك كله حقا يقينا:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17ما زاغ البصر وما طغى .. فلم يكن زغللة عين، ولا تجاوز رؤية. إنما هي المشاهدة الواضحة المحققة، التي لا تحتمل شكا ولا ظنا. وقد عاين فيها من آيات ربه الكبرى، واتصل قلبه بالحقيقة عارية مباشرة مكشوفة.
فالأمر إذن - أمر الوحي - أمر عيان مشهود. ورؤية محققة. ويقين جازم. واتصال مباشر. ومعرفة مؤكدة. وصحبة محسوسة. ورحلة واقعية. بكل تفصيلاتها ومراجعها.. وعلى هذا اليقين تقوم دعوة "صاحبكم" الذي تنكرون عليه وتكذبونه وتشككون في صدق الوحي إليه. وهو صاحبكم الذي عرفتموه وخبرتموه. وما هو بغريب عنكم فتجهلوه. وربه يصدقه ويقسم على صدقه. ويقص عليكم كيف أوحى إليه. وفي أي الظروف. وعلى يد من وكيف لاقاه. وأين رآه!
ذلك هو الأمر المستيقن، الذي يدعوهم إليه
محمد - صلى الله عليه وسلم - فأما هم فعلام يستندون في عبادتهم وآلهتهم وأساطيرهم؟ علام يستندون في عبادتهم للات والعزى ومناة؟ وفي ادعائهم الغامض أنهن ملائكة، وأن الملائكة بنات الله؟ وأن لهن شفاعة ترتجى عند الله؟ إلى أي بينة؟ وإلى أية حجة؟ وإلى أي سلطان يرتكنون في هذه الأوهام؟ هذا ما يعالجه المقطع الثاني في السورة:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أفرأيتم اللات والعزى، nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20ومناة الثالثة الأخرى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تلك إذا قسمة ضيزى! nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان. إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أم للإنسان ما تمنى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فلله الآخرة والأولى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا، إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وما لهم به من علم، إن يتبعون إلا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ..
وكانت "اللات" صخرة بيضاء منقوشة، وعليها بيت
بالطائف له أستار وسدنة، وحوله فناء معظم عند أهل
الطائف وهم
ثقيف ومن تابعها، يفتخرون بها على من عداهم من أحياء
العرب عدا
قريش لأن عندهم
[ ص: 3408 ] الكعبة بيت
إبراهيم عليه السلام. ويظن أن اسمها "اللات" مؤنث لفظ الجلالة "الله". سبحانه وتعالى.
وكانت "العزى" شجرة عليها بناء وأستار
بنخلة - وهي بين
مكة والطائف - وكانت
قريش تعظمها. كما
nindex.php?page=hadith&LINKID=653737قال nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان يوم أحد. لنا العزى ولا عزى لكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم ."ويظن أن اسمها "العزى" مؤنث "العزيز"..
وكانت "مناة" بالمشلل عند قديد بين
مكة والمدينة. وكانت
خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتهم يعظمونها ويهلون منها للحج إلى
الكعبة.
وكان
بالجزيرة كثير من هذه المعبودات تعظمها القبائل المختلفة. ولكن هذه الثلاثة كانت أعظمها.
والمظنون أن هذه المعبودات كانت رموزا لملائكة يعتبرهن
العرب إناثا ويقولون: إنهن بنات الله. ومن هنا جاءت عبادتها، والذي يقع غالبا أن ينسى الأصل، ثم تصبح هذه الرموز معبودات بذاتها عند جمهرة العباد. ولا تبقى إلا قلة متنورة هي التي تذكر أصل الأسطورة!
[ ص: 3403 ] (53)
nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ النَّجْمِ مَكِّيَّةٌ
وَآيَاتُهَا ثَنَتَانِ وَسِتُّونَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=33062_33501_30526_29490_19705_19715_19717_30530_29497_29706_30600_29752_29753_29759_29761_21374_31033_28904_29024nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (4)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى (27)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا (28)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدَى (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ [ ص: 3404 ] الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=33أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=34وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=35أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=40وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=41ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=42وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=43وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=44وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=45وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (45)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى (47)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى (56)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أَزِفَتِ الآزِفَةُ (57)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)
هَذِهِ السُّورَةُ فِي عُمُومِهَا كَأَنَّهَا مَنْظُومَةٌ مُوسِيقِيَّةٌ عُلْوِيَّةٌ، مُنَغَّمَةٌ، يَسْرِي التَّنْغِيمُ فِي بِنَائِهَا اللَّفْظِيِّ كَمَا يَسْرِي فِي إِيقَاعِ فَوَاصِلِهَا الْمَوْزُونَةِ الْمُقَفَّاةِ. وَيُلْحَظُ هَذَا التَّنْغِيمُ فِي السُّورَةِ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ; وَيَبْدُو الْقَصْدُ فِيهِ وَاضِحًا فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ; وَقَدْ زِيدَتْ لَفْظَةٌ أَوِ اخْتِيرَتْ قَافِيَةٌ، لِتَضْمَنَ سَلَامَةَ التَّنْغِيمِ وَدِقَّةَ إِيقَاعِهِ - إِلَى جَانِبِ الْمَعْنَى الْمَقْصُودِ الَّذِي تُؤَدِّيهِ فِي السِّيَاقِ كَمَا هِيَ عَادَةُ التَّعْبِيرِ الْقُرْآنِيِّ - مِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى .. فَلَوْ قَالَ وَمَنَاةَ الْأُخْرَى يَنْكَسِرُ الْوَزْنُ. وَلَوْ قَالَ: وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ فَقَطْ يَتَعَطَّلُ إِيقَاعُ الْقَافِيَةِ. وَلِكُلِّ كَلِمَةٍ قِيمَتُهَا فِي مَعْنَى الْعِبَارَةِ. وَلَكِنَّ مُرَاعَاةَ الْوَزْنِ وَالْقَافِيَةِ كَذَلِكَ مَلْحُوظَةٌ. وَمِثْلُهَا كَلِمَةُ "إِذًا" فِي وَزْنِ الْآيَتَيْنِ بَعْدَهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى! فَكَلِمَةُ "إِذًا" ضَرُورِيَّةٌ لِلْوَزْنِ. وَإِنْ كَانَتْ - مَعَ هَذَا - تُؤَدِّي غَرَضًا فَنِّيًّا فِي الْعِبَارَةِ ... وَهَكَذَا.
ذَلِكَ الْإِيقَاعُ ذُو لَوْنٍ مُوسِيقِيٍّ خَاصٍّ. لَوْنٍ يُلْحَظُ فِيهِ التَّمَوُّجُ وَالِانْسِيَابُ. وَبِخَاصَّةٍ فِي الْمَقْطَعِ الْأَوَّلِ وَالْمَقْطَعِ الْأَخِيرِ مِنَ السُّورَةِ. وَهُوَ يَتَنَاسَقُ بِتَمَوُّجِهِ وَانْسِيَابِهِ مَعَ الصُّوَرِ وَالظِّلَالِ الطَّلِيقَةِ الْمُرَفْرِفَةِ فِي الْمَقْطَعِ الْأَوَّلِ. وَمَعَ الْمَعَانِي وَاللَّمَسَاتِ الْعُلْوِيَّةِ فِي الْمَقْطَعِ الْأَخِيرِ. وَمَا بَيْنَهُمَا مِمَّا هُوَ قَرِيبٌ مِنْهُمَا فِي الْجَوِّ وَالْمَوْضُوعِ.
[ ص: 3405 ] وَالصُّوَرِ وَالظِّلَالِ فِي الْمَقْطَعِ الْأَوَّلِ، تُشِعُّ مِنَ الْمَجَالِ الْعُلْوِيِّ الَّذِي تَقَعُ فِيهِ الْأَحْدَاثُ النُّورَانِيَّةُ وَالْمَشَاهِدُ الرَّبَّانِيَّةُ الَّتِي يَصِفُهَا هَذَا الْمَقْطَعُ. وَمِنَ الْحَرَكَاتِ الطَّلِيقَةِ لِلرُّوحِ الْأَمِينِ وَهُوَ يَتَرَاءَى لِلرَّسُولِ الْكَرِيمِ.. وَالصُّوَرُ وَالظِّلَالُ وَالْحَرَكَاتُ وَالْمَشَاهِدُ وَالْجَوُّ الرُّوحِيُّ الْمُصَاحِبُ، تَسْتَمِدُّ وَتَمُدُّ ذَلِكَ الْإِيقَاعَ التَّعْبِيرِيَّ وَتَمْتَزِجُ بِهِ، وَتَتَنَاسَقُ مَعَهُ، وَتَتَرَاءَى فِيهِ، فِي تَوَافُقٍ مُنَغَّمٍ عَجِيبٍ.
ثُمَّ يَعُمُّ ذَلِكَ الْعَبَقُ جَوَّ السُّورَةِ كُلَّهُ، وَيَتْرُكُ آثَارَهُ فِي مَقَاطِعِهَا التَّالِيَةِ، حَتَّى تُخْتَمَ بِإِيقَاعٍ مُوحٍ شَدِيدِ الْإِيحَاءِ مُؤَثِّرٍ عَمِيقِ التَّأْثِيرِ. تَرْتَعِشُ لَهُ كُلُّ ذَرَّةٍ فِي الْكِيَانِ الْبَشَرِيِّ وَتَرِفُّ مَعَهُ وَتَسْتَجِيبُ.
وَمَوْضُوعُ السُّورَةِ الَّذِي تُعَالِجُهُ هُوَ مَوْضُوعُ السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ: الْعَقِيدَةُ بِمَوْضُوعَاتِهَا الرَّئِيسِيَّةِ: الْوَحْيُ وَالْوَحْدَانِيَّةُ وَالْآخِرَةُ. وَالسُّورَةُ تَتَنَاوَلُ الْمَوْضُوعَ مِنْ زَاوِيَةٍ مُعَيَّنَةٍ تَتَّجِهُ إِلَى بَيَانِ صِدْقِ الْوَحْيِ بِهَذِهِ الْعَقِيدَةِ وَوَثَاقَتِهِ، وَوَهَنِ عَقِيدَةِ الشِّرْكِ وَتَهَافُتِ أَسَاسِهَا الْوَهْمِيِّ الْمَوْهُونِ!
وَالْمَقْطَعُ الْأَوَّلُ فِي السُّورَةِ يَسْتَهْدِفُ بَيَانَ حَقِيقَةِ الْوَحْيِ وَطَبِيعَتِهِ، وَيَصِفُ مَشْهَدَيْنِ مِنْ مَشَاهِدِهِ، وَيُثْبِتُ صِحَّتَهُ وَوَاقِعِيَّتَهُ فِي ظِلِّ هَذَيْنِ الْمَشْهَدَيْنِ; وَيُؤَكِّدُ تَلَقِّيَ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ
جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تَلَقِّيَ رُؤْيَةٍ وَتَمَكُّنٍ وَدِقَّةٍ، وَاطِّلَاعَهُ عَلَى آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.
وَيَتَحَدَّثُ الْمَقْطَعُ الثَّانِي عَنْ آلِهَتِهِمُ الْمُدَّعَاةِ: اللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ. وَأَوْهَامِهِمْ عَنِ الْمَلَائِكَةِ. وَأَسَاطِيرِهِمْ حَوْلَ بُنُوَّتِهَا لِلَّهِ. وَاعْتِمَادِهِمْ فِي هَذَا كُلِّهِ عَلَى الظَّنِّ الَّذِي لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا. بَيْنَمَا الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ عَنْ تَثَبُّتٍ وَرُؤْيَةٍ وَيَقِينٍ.
وَالْمَقْطَعُ الثَّالِثُ يُلَقِّنُ الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْإِعْرَاضَ عَمَّنْ يَتَوَلَّى عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَيَشْغَلُ نَفْسَهُ بِالدُّنْيَا وَحْدَهَا، وَيَقِفُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ لَا يَعْلَمُ وَرَاءَهُ شَيْئًا. وَيُشِيرُ إِلَى الْآخِرَةِ وَمَا فِيهَا مِنْ جَزَاءٍ يَقُومُ عَلَى عَمَلِ الْخَلْقِ، وَعَلَى عِلْمِ اللَّهِ بِهِمْ، مُنْذُ أَنْشَأَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ، وَمُنْذُ كَانُوا أَجِنَّةً فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ. فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلَى أَسَاسِ هَذَا الْعِلْمِ الْمُسْتَيْقَنِ - لَا الظَّنِّ وَالْوَهْمِ - يَكُونُ حِسَابُهُمْ وَجَزَاؤُهُمْ، وَيَصِيرُ أَمْرُهُمْ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ.
وَالْمَقْطَعُ الرَّابِعُ وَالْأَخِيرُ يُسْتَعْرَضُ أُصُولَ الْعَقِيدَةِ - كَمَا هِيَ مُنْذُ أَقْدَمِ الرِّسَالَاتِ - مِنْ فَرْدِيَّةِ التَّبِعَةِ، وَدِقَّةِ الْحِسَابِ، وَعَدَالَةِ الْجَزَاءِ. وَمِنِ انْتِهَاءِ الْخَلْقِ إِلَى رَبِّهِمُ الْمُتَصَرِّفِ فِي أَمْرِهِمْ كُلِّهِ تَصَرُّفَ الْمَشِيئَةِ الْمُطْلَقَةِ. وَمَعَ هَذَا لَفْتَةٌ إِلَى مَصَارِعِ الْغَابِرِينَ الْمُكَذِّبِينَ. تَخْتِمُ بِالْإِيقَاعِ الْأَخِيرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أَزِفَتِ الآزِفَةُ. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وَتَضْحَكُونَ، وَلا تَبْكُونَ، nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا .. حَيْثُ يَلْتَقِي الْمَطْلَعُ وَالْخِتَامُ فِي الْإِيحَاءِ وَالصُّوَرِ وَالظِّلَالِ وَالْإِيقَاعِ الْعَامِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ..
فِي هَذَا الْمَطْلَعِ نَعِيشُ لَحَظَاتٍ فِي ذَلِكَ الْأُفُقِ الْوَضِيءِ الطَّلِيقِ الْمُرَفْرِفِ الَّذِي عَاشَ فِيهِ قَلْبُ
مُحَمَّدٍ - صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ - وَنَرِفُّ بِأَجْنِحَةِ النُّورِ الْمُنْطَلِقَةِ إِلَى ذَلِكَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى; وَنَسْتَمِعُ إِلَى الْإِيقَاعِ الرَّخِيِّ الْمُنْسَابِ، فِي جَرْسِ الْعِبَارَةِ وَفِي ظِلَالِهَا وَإِيحَائِهَا عَلَى السَّوَاءِ
.
[ ص: 3406 ] نَعِيشُ لَحَظَاتٍ مَعَ قَلْبِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكْشُوفَةً عَنْهُ الْحُجُبُ، مُزَاحَةً عَنْهُ الْأَسْتَارُ. يَتَلَقَّى مِنَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى. يَسْمَعُ وَيَرَى، وَيَحْفَظُ مَا وَعَى. وَهِيَ لَحَظَاتٌ خُصَّ بِهَا ذَلِكَ الْقَلْبُ الْمُصَفَّى; وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى عِبَادِهِ، فَيَصِفُ لَهُمْ هَذِهِ اللَّحَظَاتِ وَصْفًا مُوحِيًا مُؤَثِّرًا. يَنْقُلُ أَصْدَاءَهَا وَظِلَالَهَا وَإِيحَاءَهَا إِلَى قُلُوبِهِمْ. يَصِفُ لَهُمْ رِحْلَةَ هَذَا الْقَلْبِ الْمُصَفَّى، فِي رِحَابِ الْمَلَإِ الْأَعْلَى. يَصِفُهَا لَهُمْ خُطْوَةً خُطْوَةً، وَمَشْهَدًا مَشْهَدًا، وَحَالَةً حَالَةً، حَتَّى لَكَأَنَّهُمْ كَانُوا شَاهِدِيهَا.
وَيَبْدَأُ الْوَصْفُ الْمُوحِي بِقَسَمٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى .. وَحَرَكَةُ تَلَأْلُؤِ النَّجْمِ ثُمَّ هُوِيِّهِ وَدُنُوِّهِ. أَشْبَهُ بِمَشْهَدِ
جِبْرِيلَ الْمُقْسَمِ عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى .. وَهَكَذَا يَبْدَأُ التَّنَاسُقُ وَالتَّوَافُقُ فِي الْمَشْهَدِ وَالْحَرَكَةِ وَالظِّلِّ وَالْإِيقَاعِ مُنْذُ اللَّحْظَةِ الْأُولَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى .. وَقَدْ رُوِيَتْ تَفْسِيرَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ لِلنَّجْمِ الْمَقْصُودِ فِي هَذَا الْقَسَمِ. وَأَقْرَبُ مَا يَرِدُ عَلَى الذِّهْنِ أَنَّهَا إِشَارَةٌ إِلَى الشِّعْرَى، الَّتِي كَانَ بَعْضُهُمْ يَعْبُدُهَا. وَالَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا فِي السُّورَةِ فِيمَا بَعْدُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى .. وَقَدْ كَانَ لِلشِّعْرَى مِنِ اهْتِمَامِ الْأَقْدَمِينَ حَظٌّ كَبِيرٌ. وَمِمَّا هُوَ مَعْرُوفٌ أَنَّ قُدَمَاءَ الْمِصْرِيِّينَ كَانُوا يُوَقِّتُونَ فَيَضَانَ النِّيلِ بِعُبُورِ الشِّعْرَى بِالْفَلَكِ الْأَعْلَى. وَيَرْصُدُونَهَا مِنْ أَجْلِ هَذَا وَيَرْقُبُونَ حَرَكَاتِهَا. وَلَهَا شَأْنٌ فِي أَسَاطِيرِ الْفُرْسِ وَأَسَاطِيرِ
الْعَرَبِ عَلَى السَّوَاءِ. فَالْأَقْرَبُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْإِشَارَةُ هُنَا إِلَيْهَا. وَيَكُونُ اخْتِيَارُ مَشْهَدِ هُوِيِّ النَّجْمِ مَقْصُودًا لِلتَّنَاسُقِ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ. وَلِمَعْنًى آخَرَ هُوَ الْإِيحَاءُ بِأَنَّ النَّجْمَ مَهْمَا يَكُنْ عَظِيمًا هَائِلًا فَإِنَّهُ يَهْوِي وَيَتَغَيَّرُ مَقَامُهُ. فَلَا يَلِيقُ أَنْ يَكُونَ مَعْبُودًا. فَلِلْمَعْبُودِ الثَّبَاتُ وَالِارْتِفَاعُ وَالدَّوَامِ.
ذَلِكَ هُوَ الْقَسَمُ. فَأَمَّا الْمُقْسَمُ عَلَيْهِ، فَهُوَ أَمْرُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ الْوَحْيِ الَّذِي يُحَدِّثُهُمْ عَنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ..
فَصَاحِبُكُمْ رَاشِدٌ غَيْرُ ضَالٍّ. مُهْتَدٍ غَيْرُ غَاوٍ. مُخْلِصٌ غَيْرُ مُغْرِضٍ. مُبَلِّغٌ بِالْحَقِّ عَنِ الْحَقِّ غَيْرُ وَاهِمٍ وَلَا مُفْتَرٍ وَلَا مُبْتَدَعٍ. وَلَا نَاطِقٍ عَنِ الْهَوَى فِيمَا يُبَلِّغُكُمْ مِنَ الرِّسَالَةِ. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. وَهُوَ يُبَلِّغُكُمْ مَا يُوحَى إِلَيْهِ صَادِقًا أَمِينًا.
هَذَا الْوَحْيُ مَعْرُوفٌ حَامِلُهُ. مُسْتَيْقَنٌ طَرِيقُهُ. مَشْهُودَةٌ رِحْلَتُهُ. رَآهُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأْيَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ، فَلَمْ يَكُنْ وَاهِمًا وَلَا مَخْدُوعًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى؟ ..
وَالشَّدِيدُ الْقُوَى ذُو الْمِرَّةِ "أَيِ الْقُوَّةِ"، هُوَ
جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُوَ الَّذِي عَلَّمَ صَاحِبَكُمْ مَا بَلَّغَهُ إِلَيْكُمْ. وَهَذَا هُوَ الطَّرِيقُ، وَهَذِهِ هِيَ الرِّحْلَةُ، مَشْهُودَةً بِدَقَائِقِهَا: اسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى. حَيْثُ رَآهُ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ ذَلِكَ فِي مَبْدَأِ الْوَحْيِ. حِينَ رَآهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا، يَسُدُّ الْأُفُقَ بِخْلِقِهِ الْهَائِلِ. ثُمَّ دَنَا مِنْهُ فَتَدَلَّى نَازِلًا مُقْتَرِبًا إِلَيْهِ. فَكَانَ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنْهُ. عَلَى بُعْدِ مَا بَيْنَ الْقَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى - وَهُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ مُنْتَهَى الْقُرْبِ - فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِ اللَّهِ مَا أَوْحَى. بِهَذَا الْإِجْمَالِ وَالتَّفْخِيمِ وَالتَّهْوِيلِ.
فَهِيَ رُؤْيَةٌ عَنْ قُرْبٍ بَعْدَ التَّرَائِي عَنْ بُعْدٍ. وَهُوَ وَحْيٌ وَتَعْلِيمٌ وَمُشَاهَدَةٌ وَتَيَقُّنٌ.
وَهِيَ حَالٌ لَا يَتَأَتَّى مَعَهَا كَذِبٌ فِي الرُّؤْيَةِ، وَلَا تَحْتَمِلُ مُمَارَاةً أَوْ مُجَادَلَةً:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى؟ .. وَرُؤْيَةُ الْفُؤَادِ أَصْدَقُ وَأَثْبَتُ، لِأَنَّهَا تَنْفِي خِدَاعَ النَّظَرِ. فَلَقَدْ رَأَى فَتَثَبَّتَ فَاسْتَيْقَنَ فُؤَادُهُ أَنَّهُ الْمَلَكُ، حَامِلُ الْوَحْيِ، رَسُولُ رَبِّهِ إِلَيْهِ، لِيُعَلِّمَهُ وَيُكَلِّفُهُ تَبْلِيغَ مَا يَعْلَمُ. وَانْتَهَى الْمِرَاءُ وَالْجِدَالُ، فَمَا عَادَ لَهُمَا
[ ص: 3407 ] مَكَانٌ بَعْدَ تَثَبُّتِ الْقَلْبِ وَيَقِينِ الْفُؤَادِ.
وَلَيْسَتْ هَذِهِ هِيَ الْمَرَّةَ الْوَحِيدَةَ الَّتِي رَآهُ فِيهَا عَلَى صُورَتِهِ. فَقَدْ تَكَرَّرَتْ مَرَّةً أُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى .
وَكَانَ ذَلِكَ فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ - عَلَى الرَّاجِحِ مِنَ الرِّوَايَاتِ - فَقَدْ دَنَا مِنْهُ - وَهُوَ عَلَى هَيْئَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ بِهَا مَرَّةً أُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى .. وَالسِّدْرَةُ كَمَا يُعْرَفُ مِنَ اللَّفْظِ شَجَرَةٌ. فَأَمَّا أَنَّهَا سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى. فَقَدْ يَعْنِي هَذَا أَنَّهَا الَّتِي يَنْتَهِي إِلَيْهَا الْمَطَافُ. فَجَنَّةُ الْمَأْوَى عِنْدَهَا. أَوِ الَّتِي انْتَهَتْ إِلَيْهَا رِحْلَةُ الْمِعْرَاجِ. أَوِ الَّتِي انْتَهَتْ إِلَيْهَا صُحْبَةُ
جِبْرِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيْثُ وَقَفَ هُوَ وَصَعِدَ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَرَجَةً أُخْرَى أَقْرَبَ إِلَى عَرْشِ رَبِّهِ وَأَدْنَى.. وَكُلُّهُ غَيْبٌ مِنْ غَيْبِ اللَّهِ، أَطْلَعَ عَلَيْهِ عَبْدَهُ الْمُصْطَفَى، وَلَمْ يَرِدْ إِلَيْنَا عَنْهُ إِلَّا هَذَا. وَكُلُّهُ أَمْرٌ فَوْقَ طَاقَتِنَا أَنْ نُدْرِكَ كَيْفِيَّتَهُ. فَلَا يُدْرِكُهَا الْإِنْسَانُ إِلَّا بِمَشِيئَةٍ مِنْ خَالِقِهِ وَخَالِقِ الْمَلَائِكَةِ، الْعَلِيمِ بِخَصَائِصِ الْإِنْسَانِ وَخَصَائِصِ الْمَلَائِكَةِ..
وَيَذْكُرُ مَا لَابَسَ هَذِهِ الرُّؤْيَةَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. زِيَادَةً فِي التَّوْكِيدِ وَالْيَقِينِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى .. مِمَّا لَا يَفْصِلُهُ وَلَا يُحَدِّدُهُ. فَقَدْ كَانَ أَهْوَلَ وَأَضْخَمَ مِنَ الْوَصْفِ وَالتَّحْدِيدِ.
وَكَانَ ذَلِكَ كُلُّهُ حَقًّا يَقِينًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى .. فَلَمْ يَكُنْ زَغْلَلَةَ عَيْنٍ، وَلَا تَجَاوُزَ رُؤْيَةٍ. إِنَّمَا هِيَ الْمُشَاهَدَةُ الْوَاضِحَةُ الْمُحَقَّقَةُ، الَّتِي لَا تَحْتَمِلُ شَكًّا وَلَا ظَنًّا. وَقَدْ عَايَنَ فِيهَا مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى، وَاتَّصَلَ قَلْبُهُ بِالْحَقِيقَةِ عَارِيَةً مُبَاشَرَةً مَكْشُوفَةً.
فَالْأَمْرُ إِذَنْ - أَمْرُ الْوَحْيِ - أَمْرُ عِيَانٍ مَشْهُودٍ. وَرُؤْيَةٌ مُحَقَّقَةٌ. وَيَقِينٌ جَازِمٌ. وَاتِّصَالٌ مُبَاشِرٌ. وَمَعْرِفَةٌ مُؤَكَّدَةٌ. وَصُحْبَةٌ مَحْسُوسَةٌ. وَرِحْلَةٌ وَاقِعِيَّةٌ. بِكُلِّ تَفْصِيلَاتِهَا وَمَرَاجِعِهَا.. وَعَلَى هَذَا الْيَقِينِ تَقُومُ دَعْوَةُ "صَاحِبِكُمُ" الَّذِي تُنْكِرُونَ عَلَيْهِ وَتُكَذِّبُونَهُ وَتُشَكِّكُونَ فِي صِدْقِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ. وَهُوَ صَاحِبُكُمُ الَّذِي عَرَفْتُمُوهُ وَخَبَرْتُمُوهُ. وَمَا هُوَ بِغَرِيبٍ عَنْكُمْ فَتَجْهَلُوهُ. وَرَبُّهُ يُصَدِّقُهُ وَيُقْسِمُ عَلَى صِدْقِهِ. وَيَقُصُّ عَلَيْكُمْ كَيْفَ أَوْحَى إِلَيْهِ. وَفِي أَيِّ الظُّرُوفِ. وَعَلَى يَدٍ مَنْ وَكَيْفَ لَاقَاهُ. وَأَيْنَ رَآهُ!
ذَلِكَ هُوَ الْأَمْرُ الْمُسْتَيْقَنُ، الَّذِي يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَّا هُمْ فَعَلَامَ يَسْتَنِدُونَ فِي عِبَادَتِهِمْ وَآلِهَتِهِمْ وَأَسَاطِيرِهِمْ؟ عَلَامَ يَسْتَنِدُونَ فِي عِبَادَتِهِمْ لِلَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ؟ وَفِي ادِّعَائِهِمُ الْغَامِضِ أَنَّهُنَّ مَلَائِكَةٌ، وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ؟ وَأَنَّ لَهُنَّ شَفَاعَةً تُرْتَجَى عِنْدَ اللَّهِ؟ إِلَى أَيِّ بَيِّنَةٍ؟ وَإِلَى أَيَّةِ حُجَّةٍ؟ وَإِلَى أَيِّ سُلْطَانٍ يَرْتَكِنُونَ فِي هَذِهِ الْأَوْهَامِ؟ هَذَا مَا يُعَالِجُهُ الْمَقْطَعُ الثَّانِي فِي السُّورَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى، nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى! nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ. إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ، وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى؟ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا، إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى. nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ، إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ، وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا ..
وَكَانَتِ "اللَّاتُ" صَخْرَةً بَيْضَاءَ مَنْقُوشَةً، وَعَلَيْهَا بَيْتٌ
بِالطَّائِفِ لَهُ أَسْتَارٌ وَسَدَنَةٌ، وَحَوْلَهُ فِنَاءٌ مُعَظَّمٌ عِنْدَ أَهْلِ
الطَّائِفِ وَهُمْ
ثَقِيفٌ وَمَنْ تَابَعَهَا، يَفْتَخِرُونَ بِهَا عَلَى مَنْ عَدَاهُمْ مِنْ أَحْيَاءِ
الْعَرَبِ عَدَا
قُرَيْشٍ لِأَنَّ عِنْدَهُمُ
[ ص: 3408 ] الْكَعْبَةَ بَيْتَ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَيَظُنُّ أَنَّ اسْمَهَا "اللَّاتَ" مُؤَنَّثُ لَفْظِ الْجَلَالَةِ "اللَّهِ". سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَكَانَتِ "الْعُزَّى" شَجَرَةً عَلَيْهَا بِنَاءٌ وَأَسْتَارٌ
بِنَخْلَةَ - وَهِيَ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالطَّائِفِ - وَكَانَتْ
قُرَيْشٌ تُعَظِّمُهَا. كَمَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=653737قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ أُحُدٍ. لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ ."وَيَظُنُّ أَنَّ اسْمَهَا "الْعُزَّى" مُؤَنَّثُ "الْعَزِيزِ"..
وَكَانَتْ "مَنَاةُ" بِالْمُشَلَّلِ عِنْدَ قَدِيدٍ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. وَكَانَتْ
خُزَاعَةُ وَالْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيُهِلُّونَ مِنْهَا لِلْحَجِّ إِلَى
الْكَعْبَةِ.
وَكَانَ
بِالْجَزِيرَةِ كَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْمَعْبُودَاتِ تُعَظِّمُهَا الْقَبَائِلُ الْمُخْتَلِفَةُ. وَلَكِنَّ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ كَانَتْ أَعْظَمَهَا.
وَالْمَظْنُونُ أَنَّ هَذِهِ الْمَعْبُودَاتِ كَانَتْ رُمُوزًا لِمَلَائِكَةٍ يَعْتَبِرُهُنَّ
الْعَرَبُ إِنَاثًا وَيَقُولُونَ: إِنَّهُنَّ بَنَاتُ اللَّهِ. وَمِنْ هُنَا جَاءَتْ عِبَادَتُهَا، وَالَّذِي يَقَعُ غَالِبًا أَنْ يُنْسَى الْأَصْلُ، ثُمَّ تُصْبِحُ هَذِهِ الرُّمُوزُ مَعْبُودَاتٍ بِذَاتِهَا عِنْدَ جَمْهَرَةِ الْعُبَّادِ. وَلَا تَبْقَى إِلَّا قِلَّةٌ مُتَنَوِّرَةٌ هِيَ الَّتِي تَذْكُرُ أَصْلَ الْأُسْطُورَةِ!