[ ص: 3691 ] (70)
nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ
وَآيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28861_30290_30550_10279_10447_28994_18081_19456_30395_24589_32946_31825_30296_32437_30311_29685_31780_19592_30532_29041nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا (5)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كَلا إِنَّهَا لَظَى (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلا الْمُصَلِّينَ (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=23الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=25لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=26وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=27وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=28إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=29وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=30إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=31فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=32وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=33وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=34وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=36فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=37عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=38أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ [ ص: 3692 ] جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كَلا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41عَلَى أَنْ .نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=44خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)
هَذِهِ السُّورَةُ حَلْقَةٌ مِنْ حَلَقَاتِ الْعِلَاجِ الْبَطِيءِ، الْمَدِيدِ، الْعَمِيقِ، الدَّقِيقِ، لِعَقَابِيلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ كَمَا وَاجَهَهَا الْقُرْآنُ فِي
مَكَّةَ; وَكَمَا يُمْكِنُ أَنْ يُوَاجِهَهَا فِي أَيَّةِ جَاهِلِيَّةٍ أُخْرَى مَعَ اخْتِلَافَاتٍ فِي السُّطُوحِ لَا فِي الْأَعْمَاقِ! وَفِي الظَّوَاهِرِ لَا فِي الْحَقَائِقِ!
أَوْ هِيَ جَوْلَةٌ مِنْ جَوْلَاتِ الْمَعْرَكَةِ الطَّوِيلَةِ الشَّاقَّةِ الَّتِي خَاضَهَا فِي دَاخِلِ هَذِهِ النَّفْسِ، وَفِي خِلَالِ دُرُوبِهَا وَمُنْحَنَيَاتِهَا، وَرَوَاسِبِهَا وَرُكَامِهَا. وَهِيَ أَضْخَمُ وَأَطْوَلُ مِنَ الْمَعَارِكِ الْحَرْبِيَّةِ الَّتِي خَاضَهَا الْمُسْلِمُونَ - فِيمَا بَعْدُ - كَمَا أَنَّ هَذِهِ الرَّوَاسِبَ وَتِلْكَ الْعَقَابِيلَ هِيَ أَكْبَرُ وَأَصْعَبُ مِنَ الْقُوَى الَّتِي كَانَتْ مَرْصُودَةً ضِدَّ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالَّتِي مَا تَزَالُ مَرْصُودَةً لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّاتِ الْقَدِيمَةِ وَالْحَدِيثَةِ!
وَالْحَقِيقَةُ الْأَسَاسِيَّةُ الَّتِي تُعَالِجُ السُّورَةُ إِقْرَارَهَا هِيَ حَقِيقَةُ الْآخِرَةِ وَمَا فِيهَا مِنْ جَزَاءٍ; وَعَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ مَا فِيهَا مِنْ عَذَابٍ لِلْكَافِرِينَ، كَمَا أَوْعَدَهُمُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ. وَهِيَ تُلِمُّ - فِي طَرِيقِهَا إِلَى إِقْرَارِ هَذِهِ الْحَقِيقَةِ - بِحَقِيقَةِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ فِي الضَّرَّاءِ وَالسَّرَّاءِ. وَهِيَ حَقِيقَةٌ تَخْتَلِفُ حِينَ تَكُونُ مُؤْمِنَةً وَحِينَ تَكُونُ خَاوِيَةً مِنَ الإِيمَانِ. كَمَا تُلِمُّ بِسِمَاتِ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ وَمَنْهَجِهَا فِي الشُّعُورِ وَالسُّلُوكِ، وَاسْتِحْقَاقِهَا لِلتَّكْرِيمِ. وَبِهَوَانِ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَعَدَّهُ لَهُمْ مِنْ مَذَلَّةٍ وَمَهَانَةٍ تَلِيقُ بِالْمُسْتَكْبِرِينَ.. وَتُقَرِّرُ السُّورَةُ كَذَلِكَ اخْتِلَافَ الْقِيَمِ وَالْمَقَايِيسِ فِي تَقْدِيرِ اللَّهِ وَتَقْدِيرِ الْبَشَرِ، وَاخْتِلَافِ الْمَوَازِينِ ...
وَتُؤَلِّفُ بِهَذِهِ الْحَقَائِقِ حَلْقَةً مِنْ حَلَقَاتِ الْعِلَاجِ الطَّوِيلِ لِعَقَابِيلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَصَوُّرَاتِهَا، أَوْ جَوْلَةً مِنْ جَوْلَاتِ الْمَعْرَكَةِ الشَّاقَّةِ فِي دُرُوبِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ وَمُنْحَنَيَاتِهَا. تِلْكَ الْمَعْرَكَةُ الَّتِي خَاضَهَا الْقُرْآنُ فَانْتَصَرَ فِيهَا فِي النِّهَايَةِ مُجَرَّدًا مِنْ كُلِّ قُوَّةٍ غَيْرِ قُوَّتِهِ الذَّاتِيَّةِ. فَقَدْ كَانَ انْتِصَارُ الْقُرْآنِ الْحَقِيقِيُّ فِي دَاخِلِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ - ابْتِدَاءً - قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَيْفٌ يَدْفَعُ الْفِتْنَةَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ فَضْلًا عَلَى أَنْ يُرْغِمَ بِهِ أَعْدَاءَهُ عَلَى الِاسْتِسْلَامِ لَهُ!
وَالَّذِي يَقْرَأُ هَذَا الْقُرْآنَ - وَهُوَ مُسْتَحْضِرٌ فِي ذِهْنِهِ لِأَحْدَاثِ السِّيرَةِ - يَشْعُرُ بِالْقُوَّةِ الْغَالِبَةِ وَالسُّلْطَانِ الْبَالِغِ الَّذِي كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ يُوَاجِهُ بِهِ النُّفُوسَ فِي
مَكَّةَ وَيُرَوِّضُهَا حَتَّى تَسْلُسَ قِيَادَهَا رَاغِبَةً مُخْتَارَةً. وَيَرَى أَنَّهُ كَانَ يُوَاجِهُ النُّفُوسَ بِأَسَالِيبَ مُتَنَوِّعَةٍ تَنَوُّعًا عَجِيبًا.. تَارَةً يُوَاجِهُهَا بِمَا يُشْبِهُ الطُّوفَانَ الْغَامِرَ مِنَ الدَّلَائِلِ الْمُوحِيَةِ وَالْمُؤَثِّرَاتِ الْجَارِفَةِ! وَتَارَةً يُوَاجِهُهَا بِمَا يُشْبِهُ الْهُرَاسَةَ السَّاحِقَةَ الَّتِي لَا يَثْبُتُ لَهَا شَيْءٌ مِمَّا هُوَ رَاسِخٌ فِي كِيَانِهَا مِنَ التَّصَوُّرَاتِ وَالرَّوَاسِبِ! وَتَارَةً يُوَاجِهُهَا بِمَا يُشْبِهُ السِّيَاطَ اللَّاذِعَةَ تُلْهِبُ الْحِسَّ فَلَا يُطِيقُ وَقْعَهَا وَلَا يَصْبِرُ عَلَى لَذْعِهَا! وَتَارَةً يُوَاجِهُهَا بِمَا يُشْبِهُ الْمُنَاجَاةَ الْحَبِيبَةَ، وَالْمُسَارَّةَ الْوَدُودَ، الَّتِي تَهْفُو لَهَا الْمَشَاعِرُ وَتَأْنَسُ لَهَا الْقُلُوبُ! وَتَارَةً يُوَاجِهُهَا بِالْهَوْلِ الْمُرْعِبِ، وَالصَّرْخَةِ الْمُفْزِعَةِ، الَّتِي تَفْتَحُ الْأَعْيُنَ عَلَى الْخَطَرِ الدَّاهِمِ الْقَرِيبِ! وَتَارَةً يُوَاجِهُهَا بِالْحَقِيقَةِ فِي بَسَاطَةٍ وَنَصَاعَةٍ لَا تَدَعُ مَجَالًا لِلتَّلَفُّتِ عَنْهَا وَلَا الْجِدَالِ فِيهَا. وَتَارَةً يُوَاجِهُهَا بِالرَّجَاءِ الصَّبُوحِ وَالْأَمَلِ النَّدِيِّ الَّذِي يَهْتِفُ لَهَا وَيُنَاجِيهَا.
[ ص: 3693 ] وَتَارَةً يَتَخَلَّلُ مَسَارِبَهَا وَدُرُوبِهَا وَمُنْحَنَيَاتِهَا فَيُلْقِي عَلَيْهَا الْأَضْوَاءَ الَّتِي تَكْشِفُهَا لِذَاتِهَا فَتَرَى مَا يَجْرِي فِي دَاخِلِهَا رَأْيَ الْعَيْنِ، وَتَخْجَلُ مِنْ بَعْضِهِ، وَتَكْرَهُ بَعْضَهُ، وَتَتَيَقَّظُ لِحَرَكَاتِهَا وَانْفِعَالَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ غَافِلَةً عَنْهَا!.. وَمِئَاتٌ مِنَ اللَّمَسَاتِ، وَمِئَاتٌ مِنَ اللَّفَتَاتِ، وَمِئَاتٌ مِنَ الْهُتَافَاتِ، وَمِئَاتٌ مِنَ الْمُؤَثِّرَاتِ.. يَطَّلِعُ عَلَيْهَا قَارِئُ الْقُرْآنِ، وَهُوَ يَتْبَعُ تِلْكَ الْمَعْرَكَةَ الطَّوِيلَةَ، وَذَلِكَ الْعِلَاجَ الْبَطِيءَ. وَيَرَى كَيْفَ انْتَصَرَ الْقُرْآنُ عَلَى الْجَاهِلِيَّةِ فِي تِلْكَ النُّفُوسِ الْعَصِيَّةِ الْعَنِيدَةِ.
وَهَذِهِ السُّورَةُ تَكْشِفُ عَنْ جَانِبٍ مِنْ هَذِهِ الْمُحَاوَلَةِ فِي إِقْرَارِ حَقِيقَةِ الْآخِرَةِ، وَالْحَقَائِقِ الْأُخْرَى الَّتِي أَلَمَّتْ بِهَا فِي الطَّرِيقِ إِلَيْهَا.
وَحَقِيقَةُ الْآخِرَةِ هِيَ ذَاتُهَا الَّتِي تَصَدَّتْ لَهَا سُورَةُ الْحَاقَّةِ، وَلَكِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ تُعَالِجُهَا بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى، وَتَعْرِضُ لَهَا مِنْ زَاوِيَةٍ جَدِيدَةٍ، وَصُوَرٍ وَظِلَالٍ جَدِيدَةٍ..
فِي سُورَةِ الْحَاقَّةِ كَانَ الِاتِّجَاهُ إِلَى تَصْوِيرِ الْهَوْلِ وَالرُّعْبِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، مُمَثَّلَيْنِ فِي حَرَكَاتٍ عَنِيفَةٍ فِي مَشَاهِدِ الْكَوْنِ الْهَائِلَةِ: " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً. فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ".. وَفِي الْجَلَالِ الْمَهِيبِ فِي ذَلِكَ الْمَشْهَدِ الْمَرْهُوبِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ .. وَفِي التَّكَشُّفِ الَّذِي تَرْتَجُّ لَهُ وَتَسْتَهْوِلُهُ الْمَشَاعِرُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ..
كَذَلِكَ كَانَ الْهَوْلُ وَالرُّعْبُ يَتَمَثَّلَانِ فِي مَشَاهِدِ الْعَذَابِ، حَتَّى فِي النُّطْقِ بِالْحُكْمِ بِهَذَا الْعَذَابِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=30خُذُوهُ. فَغُلُّوهُ. nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ. nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ .. كَمَا يَتَجَلَّى فِي صُرَاخِ الْمُعَذَّبِينَ وَتَأَوُّهَاتِهِمْ وَحَسَرَاتِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=25يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ. nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=26وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ. nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=27يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ..
فَأَمَّا هُنَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَالْهَوْلُ يَتَجَلَّى فِي مَلَامِحِ النُّفُوسِ وَسِمَاتِهَا وَخَوَالِجِهَا وَخُطُوَاتِهَا، أَكْثَرَ مِمَّا يَتَجَلَّى فِي مَشَاهِدِ الْكَوْنِ وَحَرَكَاتِهِ. حَتَّى الْمَشَاهِدُ الْكَوْنِيَّةُ يَكَادُ الْهَوْلُ يَكُونُ فِيهَا نَفْسِيًّا! وَهُوَ عَلَى كُلِّ حَالٍ لَيْسَ أَبْرَزَ مَا فِي الْمَوْقِفِ مِنْ أَهْوَالٍ. إِنَّمَا الْهَوْلُ مَسْتَكِنٌّ فِي النَّفْسِ يَتَجَلَّى مَدَاهُ فِي مَدَى مَا يُحْدِثُهُ فِيهَا مِنْ خَلْخَلَةٍ وَذُهُولٍ وَرَوْعَةٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ..
وَجَهَنَّمُ هُنَا "نَفْسٌ" ذَاتُ مَشَاعِرَ وَذَاتُ وَعْيٍ تُشَارِكُ مُشَارَكَةَ الْأَحْيَاءِ فِي سِمَةِ الْهَوْلِ الْحَيِّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15إِنَّهَا لَظَى. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى ..
وَالْعَذَابُ ذَاتُهُ يَغْلِبُ عَلَيْهِ طَابَعٌ نَفْسِيٌّ أَكْثَرَ مِنْهُ حِسِّيًّا:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=44خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ، ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ..
فَالْمَشَاهِدُ وَالصُّوَرُ وَالظِّلَالُ لِهَذَا الْيَوْمِ تَخْتَلِفُ فِي سُورَةِ الْمَعَارِجِ عَنْهَا فِي سُورَةِ الْحَاقَّةِ، بِاخْتِلَافِ طَابِعَيِ السُّورَتَيْنِ فِي عُمُومِهِ. مَعَ اتِّحَادِ الْحَقِيقَةِ الرَّئِيسِيَّةِ الَّتِي تَعْرِضُهَا السُّورَتَانِ فِي هَذِهِ الْمَشَاهِدِ.
وَمِنْ ثَمَّ فَقَدَ تَنَاوَلَتْ سُورَةُ الْمَعَارِجِ - فِيمَا تَنَاوَلَتْ - تَصْوِيرَ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ فِي الضَّرَّاءِ وَالسَّرَّاءِ، فِي حَالَتَيِ الْإِيمَانِ وَالْخَوَاءِ مِنَ الْإِيمَانِ. وَكَانَ هَذَا مُتَنَاسِقًا مَعَ طَابَعِهَا "النَّفْسِيِّ" الْخَاصِّ: فَجَاءَ فِي صِفَةِ الْإِنْسَانِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلا الْمُصَلِّينَ، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=23الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ... إِلَخْ .. وَاسْتَطْرَدَ السِّيَاقُ فَصَوَّرَ هُنَا صِفَاتِ النُّفُوسِ الْمُؤْمِنَةِ وَسِمَاتِهَا الظَّاهِرَةَ وَالْمُضْمَرَةَ تَمَشِّيًا مَعَ طَبِيعَةِ السُّورَةِ وَأُسْلُوبِهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلا الْمُصَلِّينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=23الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=25لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=26وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ [ ص: 3694 ] بِيَوْمِ الدِّينِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=27وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=28إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=29وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=30إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=31فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=32وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=33وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=34وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ... ..
وَلَقَدْ كَانَ الِاتِّجَاهُ الرَّئِيسِيُّ فِي سُورَةِ الْحَاقَّةِ إِلَى تَقْرِيرِ حَقِيقَةِ الْجِدِّ الصَّارِمِ فِي شَأْنِ الْعَقِيدَةِ. وَمِنْ ثَمَّ كَانَتْ حَقِيقَةُ الْآخِرَةِ وَاحِدَةً مِنْ حَقَائِقَ أُخْرَى فِي السُّورَةِ، كَحَقِيقَةِ أَخْذِ الْمُكَذِّبِينَ أَخْذًا صَارِمًا فِي الْأَرْضِ; وَأَخْذِ كُلِّ مَنْ يُبَدِّلُ فِي الْعَقِيدَةِ بِلَا تَسَامُحٍ.. فَأَمَّا الِاتِّجَاهُ الرَّئِيسِيُّ فِي سُورَةِ الْمَعَارِجِ فَهُوَ إِلَى تَقْرِيرِ حَقِيقَةِ الْآخِرَةِ وَمَا فِيهَا مِنْ جَزَاءٍ، وَمَوَازِينِ هَذَا الْجَزَاءِ. فَحَقِيقَةُ الْآخِرَةِ هِيَ الْحَقِيقَةُ الرَّئِيسِيَّةُ فِيهَا.
وَمِنْ ثَمَّ كَانَتِ الْحَقَائِقُ الْأُخْرَى فِي السُّورَةِ كُلِّهَا مُتَّصِلَةً اتِّصَالًا مُبَاشِرًا بِحَقِيقَةِ الْآخِرَةِ فِيهَا. مِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ السُّورَةِ عَنِ الْفَارِقِ بَيْنَ حِسَابِ اللَّهِ فِي أَيَّامِهِ وَحِسَابِ الْبَشَرِ، وَتَقْدِيرِ اللَّهِ لِلْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَقْدِيرِ الْبَشَرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا ... إِلَخْ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ.
وَمِنْهُ ذَلِكَ الْفَارِقُ بَيْنَ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ فِي الضَّرَّاءِ وَالسَّرَّاءِ فِي حَالَتَيِ الْإِيمَانِ وَالْخُلُوِّ مِنَ الإِيمَانِ. وَهُمَا مُؤَهِّلَانِ لِلْجَزَاءِ فِي يَوْمِ الْجَزَاءِ.
وَمِنْهُ غُرُورُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَطَمَعُهُمْ أَنْ يُدَخَلُوا كُلُّهُمْ جَنَّاتِ نَعِيمٍ، مَعَ هَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ وَعَجْزِهِمْ عَنْ سَبْقِهِ وَالتَّفَلُّتِ مِنْ عِقَابِهِ. وَهُوَ مُتَّصِلٌ اتِّصَالًا وَثِيقًا بِمِحْوَرِ السُّورَةِ الْأَصِيلِ.
وَهَكَذَا تَكَادُ السُّورَةُ تَقْتَصِرُ عَلَى حَقِيقَةِ الْآخِرَةِ وَهِيَ الْحَقِيقَةُ الْكَبِيرَةُ الَّتِي تَتَصَدَّى لِإِقْرَارِهَا فِي النُّفُوسِ. مَعَ تَنَوُّعِ اللَّمَسَاتِ وَالْحَقَائِقِ الْأُخْرَى الْمُصَاحِبَةِ لِلْمَوْضُوعِ الْأَصِيلِ.
ظَاهِرَةٌ أُخْرَى فِي هَذَا الْإِيقَاعِ الْمُوسِيقِيِّ لِلسُّورَةِ، النَّاشِئِ مِنْ بِنَائِهَا التَّعْبِيرِيِّ.. فَقَدْ كَانَ التَّنَوُّعُ الْإِيقَاعِيُّ فِي الْحَاقَّةِ نَاشِئًا مِنْ تَغَيُّرِ الْقَافِيَةِ فِي السِّيَاقِ مِنْ فِقْرَةٍ لِفِقْرَةٍ. وَفْقَ الْمَعْنَى وَالْجَوِّ فِيهِ.. فَأَمَّا هُنَا فِي سُورَةِ الْمَعَارِجِ فَالتَّنَوُّعُ أَبْعَدُ نِطَاقًا، لِأَنَّهُ يَشْمَلُ تَنَوُّعُ الْجُمْلَةِ الْمُوسِيقِيَّةِ كُلِّهَا لَا إِيقَاعَ الْقَافِيَةِ وَحْدَهَا. وَالْجُمْلَةُ الْمُوسِيقِيَّةُ هَنَا أَعْمَقُ وَأَعْرَضُ وَأَشَدُّ تَرْكِيبًا. وَيَكْثُرُ هَذَا التَّنَوُّعُ فِي شَطْرِ السُّورَةِ الْأَوَّلِ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ.
فَفِي هَذَا الْمَطْلَعِ ثَلَاثُ جُمَلٍ مُوسِيقِيَّةٍ مُنَوَّعَةٍ - مَعَ اتِّحَادِ الْإِيقَاعِ فِي نِهَايَاتِهَا - مِنْ حَيْثُ الطُّولُ وَمِنْ حَيْثُ الْإِيقَاعَاتُ الْجُزْئِيَّةُ فِيهَا عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ. فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا .. حَيْثُ تَنْتَهِي بِمَدِّ الْأَلِفِ فِي الْإِيقَاعِ الْخَامِسِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا .. حَيْثُ يَتَكَرَّرُ الْإِيقَاعُ بِمَدِّ الْأَلِفِ مَرَّتَيْنِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا .. حَيْثُ تَنْتَهِي بِمَدِّ الْأَلِفِ فِي الْإِيقَاعِ الثَّالِثِ. مَعَ تَنَوُّعِ الْإِيقَاعِ فِي الدَّاخِلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كَلا إِنَّهَا لَظَى .. حَيْثُ يَنْتَهِي بِمَدِّ الْأَلِفِ فِي الْإِيقَاعِ الْخَامِسِ كَالْأَوَّلِ.
[ ص: 3695 ] nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى.. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا .. حَيْثُ يَتَكَرَّرُ إِيقَاعُ الْمَدِّ بِالْأَلِفِ خَمْسَ مَرَّاتٍ مِنْهُمَا اثْنَتَانِ فِي النِّهَايَةِ تَخْتَلِفَانِ عَنِ الثَّلَاثَةِ الْأُولَى.
ثُمَّ يَسْتَقِيمُ الْإِيقَاعُ فِي بَاقِي السُّورَةِ عَلَى الْمِيمِ وَالنُّونِ وَقَبْلَهُمَا وَاوٌ أَوْ يَاءٌ..
وَالتَّنْوِيعُ الْإِيقَاعِيُّ فِي مَطْلَعِ السُّورَةِ عَمِيقٌ وَشَدِيدُ التَّعْقِيدِ فِي الصِّيَاغَةِ الْمُوسِيقِيَّةِ بِشَكْلٍ يَلْفِتُ الْأُذُنَ الْمُوسِيقِيَّةَ إِلَى مَا فِي هَذَا التَّنْوِيعِ الْمُعَقَّدِ الرَّاقِي - مُوسِيقِيًّا - مِنْ جَمَالٍ غَرِيبٍ عَلَى الْبِيئَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَعَلَى الْإِيقَاعِ الْمُوسِيقِيِّ الْعَرَبِيِّ. وَلَكِنَّ الْأُسْلُوبَ الْقُرْآنِيَّ يُطَوِّعُهُ وَيَمْنَحُهُ الْيُسْرَ الَّذِي يَدْخُلُ بِهِ إِلَى الْأُذُنِ الْعَرَبِيَّةِ فَتُقْبِلُ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ فَنًّا إِبْدَاعِيًّا عَمِيقًا جَدِيدًا عَلَى مَأْلُوفِهَا الْمُوسِيقِيِّ .
وَالْآنَ نَسْتَعْرِضُ السُّورَةَ تَفْصِيلًا ...