[ ص: 3750 ] (74)
nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ
وَآيَاتُهَا سِتٌّ وَخَمْسُونَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29758_30412_30437_30440_30531_29468_30428_30434_30539_30550_30549_19580_1336_30604_29045nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ (2)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=12وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا (12)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=13وَبَنِينَ شُهُودًا (13)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=15ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثُمَّ نَظَرَ (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=32كَلا وَالْقَمَرِ (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=34وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=35إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=36نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)
[ ص: 3751 ] nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=37لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=38كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=39إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=40فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=41عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=42مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=43قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=44وَلَمْ نَكُ .نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=45وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=46وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=47حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=48فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=49فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=50كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=51فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=52بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=53كَلا بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=54كَلا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=55فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55)
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=56وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
يَنْطَبِقُ عَلَى هَذِهِ السُّورَةِ مِنْ نَاحِيَةِ سَبَبِ نُزُولِهَا، وَوَقْتِ نُزُولِهَا مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ عَنْ سُورَةِ "الْمُزَّمِّلِ". فَهُنَاكَ رِوَايَاتٌ بِأَنَّهَا هِيَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ بَعْدَ سُورَةِ الْعَلَقِ، وَرِوَايَةٌ أُخْرَى بِأَنَّهَا نَزَلَتْ بَعْدَ الْجَهْرِ بِالدَّعْوَةِ وَإِيذَاءِ الْمُشْرِكِينَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17298يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654541سَأَلْتُ nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ .. قُلْتُ: يَقُولُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ مَا قُلْتَ لِي، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٌ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ عَنْ شَمَالِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ أَمَامِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا. فَأَتَيْتُ nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: "دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا" قَالَ: فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا. قَالَ: فَنَزَلَتْ: nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ..
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ
عَقِيلٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654545 "فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصْرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ، قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَثَيْتُ مِنْهُ حَتَّى هَوِيتُ إِلَى الْأَرْضِ فَجِئْتُ إِلَى أَهْلِي فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ ... - إِلَى - nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبُو سَلَمَةَ: وَالرُّجْزُ الْأَوْثَانُ. ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ " .. وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَيْضًا.. وَهَذَا لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ.
وَعَلَّقَ
ابْنُ كَثِيرٍ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ بِقَوْلِهِ: "وَهَذَا السِّيَاقُ هُوَ الْمَحْفُوظُ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّهُ قَدْ نَزَلَ الْوَحْيُ قَبْلَ هَذَا لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652999 "فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ" وَهُوَ
جِبْرِيلُ، حِينَ أَتَاهُ بِقَوْلِهِ ...
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ .. ثُمَّ إِنَّهُ حَصَلَ بَعْدَ هَذَا فَتْرَةٌ، ثُمَّ نَزَلَ الْمَلَكُ بَعْدَ هَذَا. وَوَجَّهَ الْجَمْعَ أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ هَذِهِ السُّورَةُ"..
فَهَذِهِ رِوَايَةٌ. وَهُنَاكَ رِوَايَةٌ أُخْرَى.. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا
[ ص: 3752 ] الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبُجَلِيُّ، حَدَّثَنَا
الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعْتُ
ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939638إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ صَنَعَ لِقُرَيْشٍ طَعَامًا، فَلَمَّا أَكَلُوا مِنْهُ قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَاحِرٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِسَاحِرٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَاهِنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِكَاهِنٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَاعِرٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِشَاعِرٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ سِحْرٌ يُؤْثَرُ. فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنَّهُ سِحْرٌ يُؤْثِرُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَزِنَ، وَقَنَّعَ رَأْسَهُ، وَتَدَثَّرَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ..
وَتَكَادُ تَكُونُ هَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ ذَاتُهَا الَّتِي رُوِيَتْ عَنْ سُورَةِ "الْمُزَّمِّلُ".. مِمَّا يَجْعَلُنَا لَا نَسْتَطِيعُ الْجَزْمَ بِشَيْءٍ عَنْ أَيَّتِهِمَا هِيَ الَّتِي نَزَلَتْ أَوَّلًا. وَالَّتِي نَزَلَتْ بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ أَوْ تِلْكَ.
غَيْرَ أَنَّ النَّظَرَ فِي النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ ذَاتِهِ يُوحِي بِأَنَّ مَطْلَعَ هَذِهِ السُّورَةِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ رُبَّمَا يَكُونُ قَدْ نَزَلَ مُبَكِّرًا فِي أَوَائِلِ أَيَّامِ الدَّعْوَةِ. شَأْنُهُ شَأْنُ مَطْلَعِ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=8وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا، nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=9رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا .. وَهَذَا وَذَلِكَ لِإِعْدَادِ نَفْسِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلنُّهُوضِ بِالتَّبِعَةِ الْكُبْرَى، وَمُوَاجَهَةِ
قُرَيْشٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِالدَّعْوَةِ جِهَارًا وَكَافَّةً، مِمَّا سَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَشَاقُّ كَثِيرَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ، تَحْتَاجُ مُوَاجَهَتُهَا إِلَى إِعْدَادٍ نَفْسِيٍّ سَابِقٍ.. وَيَكُونُ مَا تَلَا ذَلِكَ فِي سُورَةِ الْمُدَّثِّرِ، وَمَا تَلَا هَذَا فِي سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ، قَدْ نَزَلَا بَعْدَ فَتْرَةٍ بِمُنَاسَبَةِ تَكْذِيبِ الْقَوْمِ وَعِنَادِهِمْ، وَإِيذَائِهِمْ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالِاتِّهَامِ الْكَاذِبِ وَالْكَيْدِ اللَّئِيمِ.
إِلَّا أَنَّ هَذَا الِاحْتِمَالَ لَا يَنْفِي الِاحْتِمَالَ الْآخَرَ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنَ الْمَطْلَعَيْنِ قَدْ نَزَلَ مُتَّصِلًا بِمَا تَلَاهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَفِي تِلْكَ، بِمُنَاسَبَةٍ وَاحِدَةٍ، هِيَ التَّكْذِيبُ، وَاغْتِمَامُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْكَيْدِ الَّذِي كَادَتْهُ
قُرَيْشٌ وَدَبَّرَتْهُ.. وَيَكُونُ الشَّأْنُ فِي السُّورَتَيْنِ هُوَ الشَّأْنُ فِي سُورَةِ الْقَلَمِ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي بَيَّنَاهُ هُنَاكَ.
وَأَيًّا مَا كَانَ السَّبَبُ وَالْمُنَاسَبَةُ فَقَدْ تَضَمَّنَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فِي مَطْلَعِهَا ذَلِكَ النِّدَاءَ الْعُلْوِيَّ بِانْتِدَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِهَذَا الْأَمْرِ الْجَلَلِ; وَانْتِزَاعِهِ مِنَ النَّوْمِ وَالتَّدَثُّرِ وَالدِّفْءِ إِلَى الْجِهَادِ وَالْكِفَاحِ وَالْمَشَقَّةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ .. مَعَ تَوْجِيهِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى التَّهَيُّؤِ لِهَذَا الْأَمْرِ الْعَظِيمِ، وَالِاسْتِعَانَةِ عَلَيْهِ بِهَذَا الَّذِي وَجَّهَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ..
وَكَانَ خِتَامُ التَّوْجِيهِ هُنَا بِالصَّبْرِ كَمَا كَانَ هُنَاكَ فِي سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ!
وَتَضَمَّنَتِ السُّورَةُ بَعْدَ هَذَا تَهْدِيدًا وَوَعِيدًا لِلْمُكَذِّبِينَ بِالْآخِرَةِ، وَبِحَرْبِ اللَّهِ الْمُبَاشِرَةِ، كَمَا تَضَمَّنَتْ سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ سَوَاءً:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=12وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=13وَبَنِينَ شُهُودًا، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=15ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16كَلا! إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ..
وَتُعَيِّنُ سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ أَحَدَ الْمُكَذِّبِينَ بِصِفَتِهِ، وَتَرْسُمُ مَشْهَدًا مِنْ مَشَاهِدِ كَيْدِهِ - عَلَى نَحْوِ مَا وَرَدَ فِي سُورَةِ الْقَلَمِ، وَرُبَّمَا كَانَ الشَّخْصُ الْمَعْنِيُّ هُنَا وَهُنَاكَ وَاحِدًا، قِيلَ: إِنَّهُ
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ - (كَمَا سَيَأْتِي تَفْصِيلُ الرِّوَايَاتِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ النَّصِّ) وَتَذْكُرُ سَبَبَ حَرْبِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فَقُتِلَ! كَيْفَ قَدَّرَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثُمَّ قُتِلَ: كَيْفَ قَدَّرَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثُمَّ نَظَرَ، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فَقَالَ: إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ .. ثُمَّ تَذْكُرُ مَصِيرَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سَأُصْلِيهِ سَقَرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ، nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30 [ ص: 3753 ] عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ..
وَبِمُنَاسَبَةِ مَشْهَدِ سَقَرَ. وَالْقَائِمِينَ عَلَيْهَا التِّسْعَةَ عَشَرَ. وَمَا أَثَارَهُ هَذَا الْعَدَدُ مِنْ بَلْبَلَةٍ وَفِتْنَةٍ وَتَسَاؤُلٍ وَشَكٍّ وَاسْتِهْزَاءٍ فِي أَوْسَاطِ الْمُشْرِكِينَ وَضِعَافِ الْإِيمَانِ، تَتَحَدَّثُ السُّورَةُ عَنْ حِكْمَةِ اللَّهِ فِي ذِكْرِ هَذَا الْعَدَدِ، ثُمَّ تَفْتَحُ كُوَّةً عَلَى حَقِيقَةِ غَيْبِ اللَّهِ، وَاخْتِصَاصِهِ بِهَذَا الْغَيْبِ. وَهِيَ كُوَّةٌ تُلْقِي ضَوْءًا عَلَى جَانِبٍ مِنَ التَّصَوُّرِ الْإِيمَانِيِّ لِحَقِيقَةِ غَيْبِ اللَّهِ الْمَكْنُونِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً. وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا، وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ: مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا؟ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ، وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ..
ثُمَّ يَصِلُ أَمْرَ الْآخِرَةِ وَسَقَرَ وَمَنْ عَلَيْهَا بِمَشَاهِدَ كَوْنِيَّةٍ حَاضِرَةٍ، لِيَجْمَعَ عَلَى الْقُلُوبِ إِيحَاءَ هَذِهِ وَتِلْكَ فِي مَعْرِضِ الْإِيقَاظِ وَالتَّحْذِيرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=32كَلا وَالْقَمَرِ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=34وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=35إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=36نَذِيرًا لِلْبَشَرِ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=37لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ..
كَمَا يَعْرِضُ مَقَامَ الْمُجْرِمِينَ وَمَقَامَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، حَيْثُ يَعْتَرِفُ الْمُكَذِّبُونَ اعْتِرَافًا طَوِيلًا بِأَسْبَابِ اسْتِحْقَاقِهِمْ لِلِارْتِهَانِ وَالْقَيْدِ فِي يَوْمِ الْجَزَاءِ وَالْحِسَابِ، يُعَقِّبُ عَلَيْهِ بِكَلِمَةِ الْفَصْلِ فِي أَمْرِهِمُ الَّذِي لَا تَنْفَعُهُمْ فِيهِ شَفَاعَةُ شَافِعٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=38كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=39إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=40فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=41عَنِ الْمُجْرِمِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=42مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=43قَالُوا: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=44وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=45وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=46وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=47حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=48فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ..
وَفِي ظِلِّ هَذَا الْمَشْهَدِ الْمُخْزِي، وَالِاعْتِرَافِ الْمُهِينِ، يَتَسَاءَلُ مُسْتَنْكِرًا مَوْقِفَ الْمُكَذِّبِينَ مِنَ الدَّعْوَةِ إِلَى التَّذْكِرَةِ وَالنَّجَاةِ مِنْ هَذَا الْمَصِيرِ، وَيَرْسُمُ لَهُمْ مَشْهَدًا سَاخِرًا يُثِيرُ الضَّحِكَ وَالزِّرَايَةَ مِنْ نِفَارِهِمُ الْحَيَوَانِيِّ الشَّمُوسِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=49فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=50كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=51فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ! .
وَيَكْشِفُ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18877_18879حَقِيقَةِ الْغُرُورِ الَّذِي يُسَاوِرُهُمْ فَيَمْنَعُهُمْ مِنَ الِاسْتِجَابَةِ لِصَوْتِ الْمُذَكِّرِ النَّاصِحِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=52بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً .. فَهُوَ الْحَسَدُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالرَّغْبَةُ فِي أَنْ يُؤْتَى كُلٌّ مِنْهُمُ الرِّسَالَةَ! وَالسَّبَبُ الدَّفِينُ الْآخَرُ هُوَ قِلَّةُ التَّقْوَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=53كَلا! بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ ..
وَفِي الْخِتَامِ يَجِيءُ التَّقْرِيرُ الْجَازِمُ الَّذِي لَا مُجَامَلَةَ فِيهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=54كَلا! إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=55فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَرَدُّ الْأَمْرِ كُلِّهِ إِلَى مَشِيئَةِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=56وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ..
وَهَكَذَا تُمَثِّلُ السُّورَةُ حَلْقَةً مِنْ حَلَقَاتِ الْكِفَاحِ النَّفْسِيِّ الَّذِي كَافَحَهُ الْقُرْآنُ لِلْجَاهِلِيَّةِ وَتَصَوُّرَاتِهَا فِي قُلُوبِ
قُرَيْشٍ; كَمَا كَافَحَ الْعِنَادَ وَالْكَيْدَ وَالْإِعْرَاضَ النَّاشِئَ عَنِ الْعَمْدِ وَالْقَصْدِ بِشَتَّى الْأَسَالِيبِ.. وَالْمُشَابِهَاتُ كَثِيرَةٌ بَيْنَ اتِّجَاهَاتِ هَذِهِ السُّورَةِ وَاتِّجَاهَاتِ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ، وَسُورَةِ الْقَلَمِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا جَمِيعًا نَزَلَتْ مُتَقَارِبَةً، لِمُوَاجَهَةِ حَالَاتٍ مُتَشَابِهَةٍ.. وَذَلِكَ بِاسْتِثْنَاءِ الشَّطْرِ الثَّانِي مِنْ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ، وَقَدْ نَزَلَ لِشَأْنٍ خَاصٍّ بِالرِّيَاضَةِ الرُّوحِيَّةِ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَطَائِفَةٍ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَهَذِهِ السُّورَةُ قَصِيرَةُ الْآيَاتِ. سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ. مُنَوَّعَةُ الْفَوَاصِلِ وَالْقَوَافِي. يَتَّئِدُ إِيقَاعُهَا أَحْيَانًا، وَيَجْرِي
[ ص: 3754 ] لَاهِثًا أَحْيَانًا! وَبِخَاصَّةٍ عِنْدَ تَصْوِيرِ مَشْهَدِ هَذَا الْمُكَذِّبِ وَهُوَ يُفَكِّرُ وَيُقَدِّرُ وَيَعْبَسُ وَيَبْسُرُ.. وَتَصْوِيرُ مَشْهَدِ سَقَرَ. لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ. لِوَاحَةٌ لِلْبَشَرِ.. وَمَشْهَدُ فِرَارِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=50كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=51فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ!
وَهَذَا التَّنَوُّعُ فِي الْإِيقَاعِ وَالْقَافِيَةِ بِتَنَوُّعِ الْمَشَاهِدِ وَالظِّلَالِ يَجْعَلُ لِلسُّورَةِ مَذَاقًا خَاصًّا; وَلَا سِيَّمَا عِنْدَ رَدِّ بَعْضِ الْقَوَافِي وَرَجْعِهَا بَعْدَ انْتِهَائِهَا كَقَافِيَّةِ الرَّاءِ السَّاكِنَةَ: الْمُدَّثِّرُ. أَنْذِرْ. فَكَبِّرْ.. وَعَوْدَتِهَا بَعْدَ فَتْرَةٍ: قَدَّرَ. بَسَرَ. اسْتَكْبَرَ. سَقَرُ ... وَكَذَلِكَ الِانْتِقَالُ مِنْ قَافِيَةٍ إِلَى قَافِيَةٍ فِي الْفِقْرَةِ الْوَاحِدَةِ مُفَاجَأَةً وَلَكِنْ لِهَدَفٍ خَاصٍّ. عِنْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=49فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=50كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=51فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ .. فَفِي الْآيَةِ الْأُولَى كَانَ يَسْأَلُ وَيَسْتَنْكِرُ. وَفِي الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ كَانَ يُصَوِّرُ وَيَسْخَرُ! وَهَكَذَا ...