[ ص: 3871 ] (85)
nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ
وَآيَاتُهَا ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32433_31847_31916_33679_30532_28901_32008_33030_33062_30291_28904_29056nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=2وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=3وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=6إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=7وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=8وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=9الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=11إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=14وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=15ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=16فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=17هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=18فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=19بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=20وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=21بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=22فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
هَذِهِ السُّورَةُ الْقَصِيرَةُ تَعْرِضُ حَقَائِقَ الْعَقِيدَةِ، وَقَوَاعِدَ التَّصَوُّرِ الْإِيمَانِيِّ.. أُمُورًا عَظِيمَةً وَتُشِعُّ حَوْلَهَا أَضْوَاءً قَوِيَّةً بَعِيدَةَ الْمَدَى، وَرَاءَ الْمَعَانِي وَالْحَقَائِقِ الْمُبَاشِرَةِ الَّتِي تُعَبِّرُ عَنْهَا نُصُوصُهَا حَتَّى لَتَكَادُ كُلُّ آيَةٍ - وَأَحْيَانًا كُلُّ كَلِمَةٍ فِي الْآيَةِ - أَنْ تَفْتَحَ كُوَّةً عَلَى عَالَمٍ مُتَرَامِي الْأَطْرَافِ مِنَ الْحَقِيقَةِ..
وَالْمَوْضُوعُ الْمُبَاشِرُ الَّذِي تَتَحَدَّثُ عَنْهُ السُّورَةُ هُوَ حَادِثُ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ.. وَالْمَوْضُوعُ هُوَ أَنَّ فِئَةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ السَّابِقَيْنِ عَلَى الْإِسْلَامِ - قِيلَ إِنَّهُمْ مِنَ النَّصَارَى الْمُوَحِّدِينَ - ابْتُلُوا بِأَعْدَاءٍ لَهُمْ طُغَاةٍ قُسَاةٍ شِرِّيرِينَ، أَرَادُوهُمْ عَلَى تَرْكِ عَقِيدَتِهِمْ وَالِارْتِدَادِ عَنْ دِينِهِمْ، فَأَبَوْا وَتَمَنَّعُوا بِعَقِيدَتِهِمْ. فَشَقَّ الطُّغَاةُ لَهُمْ شَقًّا فِي الْأَرْضِ، وَأَوْقَدُوا فِيهِ النَّارَ، وَكَبُّوا فِيهِ جَمَاعَةَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَاتُوا حَرْقًا، عَلَى مَرْأًى مِنَ الْجُمُوعِ الَّتِي حَشَدَهَا الْمُتَسَلِّطُونَ لِتَشْهَدَ مَصْرَعَ الْفِئَةِ الْمُؤْمِنَةِ
[ ص: 3872 ] بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ الْبَشِعَةِ، وَلِكَيْ يَتَلَهَّى الطُّغَاةُ بِمَشْهَدِ الْحَرِيقِ. حَرِيقِ الْآدَمِيِّينَ الْمُؤْمِنِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=8وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ..
تَبْدَأُ السُّورَةُ بِقَسَمٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=2وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=3وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ..
فَتَرْبُطُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَمَا فِيهَا مِنْ بُرُوجٍ هَائِلَةٍ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَأَحْدَاثِهِ الضِّخَامِ، وَالْحُشُودِ الَّتِي تَشْهَدُهُ وَالْأَحْدَاثِ الْمَشْهُودَةِ فِيهِ.. تَرْبُطُ بَيْنَ هَذَا كُلِّهِ وَبَيْنَ الْحَادِثِ وَنِقْمَةِ السَّمَاءِ عَلَى أَصْحَابِهِ الْبُغَاةِ.
ثُمَّ تَعْرِضُ الْمَشْهَدَ الْمُفْجِعَ فِي لَمَحَاتٍ خَاطِفَةٍ، تُودِعُ الْمَشَاعِرَ بَشَاعَةَ الْحَادِثِ بِدُونِ تَفْصِيلٍ وَلَا تَطْوِيلٍ.. مَعَ التَّلْمِيحِ إِلَى عَظَمَةِ الْعَقِيدَةِ الَّتِي تَعَالَتْ عَلَى فِتْنَةِ النَّاسِ مَعَ شِدَّتِهَا، وَانْتَصَرَتْ عَلَى النَّارِ وَعَلَى الْحَيَاةِ ذَاتِهَا، وَارْتَفَعَتْ إِلَى الْأَوْجِ الَّذِي يُشَرِّفُ الْإِنْسَانَ فِي أَجْيَالِهِ جَمِيعًا. وَالتَّلْمِيحُ إِلَى بَشَاعَةِ الْفِعْلَةِ، وَمَا يَكْمُنُ فِيهَا مِنْ بَغْيٍ وَشَرٍّ وَتَسَفُّلٍ، إِلَى جَانِبِ ذَلِكَ الِارْتِفَاعِ وَالْبَرَاءَةِ وَالتَّطَهُّرِ مِنْ جَانِبِ الْمُؤْمِنِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ. nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=6إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=7وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ..
بَعْدَ ذَلِكَ تَجِيءُ التَّعْقِيبَاتُ الْمُتَوَالِيَةُ الْقَصِيرَةُ مُتَضَمِّنَةً تِلْكَ الْأُمُورَ الْعَظِيمَةَ فِي شَأْنِ الدَّعْوَةِ وَالْعَقِيدَةِ وَالتَّصَوُّرِ الْإِيمَانِيِّ الْأَصِيلِ:
إِشَارَةٌ إِلَى مُلْكِ اللَّهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَشَهَادَتِهِ وَحُضُورِهِ تَعَالَى لِكُلِّ مَا يَقَعُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ: اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=9الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ..
وَإِشَارَةٌ إِلَى عَذَابِ جَهَنَّمَ وَعَذَابِ الْحَرِيقِ الَّذِي يَنْتَظِرُ الطُّغَاةَ الْفَجَرَةَ السِّفَلَةَ; وَإِلَى نَعِيمِ الْجَنَّةِ ... ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ.. الَّذِي يَنْتَظِرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اخْتَارُوا عَقِيدَتَهُمْ عَلَى الْحَيَاةِ، وَارْتَفَعُوا عَلَى فِتْنَةِ النَّارِ وَالْحَرِيقِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ - ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا - فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ. nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=11إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ. ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ..
وَتَلْوِيحٌ بِبَطْشِ اللَّهِ الشَّدِيدِ، الَّذِي يُبْدِئُ وَيُعِيدُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ .. وَهِيَ حَقِيقَةٌ تَتَّصِلُ اتِّصَالًا مُبَاشِرًا بِالْحَيَاةِ الَّتِي أُزْهِقَتْ فِي الْحَادِثِ، وَتُلْقِي وَرَاءَ الْحَادِثِ إِشْعَاعَاتٍ بَعِيدَةً..
وَبَعْدَ ذَلِكَ بَعْضُ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. وَكُلُّ صِفَةٍ مِنْهَا تَعْنِي أَمْرًا..
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=14وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ الْغَفُورُ لِلتَّائِبِينَ مِنَ الْإِثْمِ مَهْمَا عَظُمَ وَبَشُعَ. الْوَدُودُ لِعِبَادِهِ الَّذِينَ يَخْتَارُونَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَالْوُدُّ هُنَا هُوَ الْبَلْسَمُ الْمُرِيحُ لِمِثْلِ تِلْكَ الْقُرُوحِ!
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=15ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ. nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=16فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ .. وَهِيَ صِفَاتٌ تُصَوِّرُ الْهَيْمَنَةَ الْمُطْلَقَةَ، وَالْقُدْرَةَ الْمُطْلَقَةَ، وَالْإِرَادَةَ الْمُطْلَقَةَ.. وَكُلُّهَا ذَاتُ اتِّصَالٍ بِالْحَادِثِ.. كَمَا أَنَّهَا تُطْلِقُ وَرَاءَهُ إِشْعَاعَاتٍ بَعِيدَةَ الْآمَادِ.
ثُمَّ إِشَارَةٌ سَرِيعَةٌ إِلَى سَوَابِقَ مِنْ أَخْذِهِ لِلطُّغَاةِ، وَهُمْ مُدَجَّجُونَ بِالسِّلَاحِ..
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=17هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ. nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=18فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ؟ وَهُمَا مَصْرَعَانِ مُتَنَوِّعَانِ فِي طَبِيعَتِهِمَا وَآثَارِهِمَا. وَوَرَاءَهُمَا - مَعَ حَادِثِ الْأُخْدُودِ - إِشْعَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ.
وَفِي الْخِتَامِ يُقَرِّرُ شَأْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَإِحَاطَةَ اللَّهِ بِهِمْ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=19بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=20وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ..
وَيُقَرِّرُ حَقِيقَةَ الْقُرْآنِ، وَثَبَاتَ أَصْلِهِ وَحِيَاطَتَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=21بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=22فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ .. مِمَّا يُوحِي بِأَنَّ مَا يُقَرِّرُهُ هُوَ الْقَوْلُ الْفَصْلُ وَالْمَرْجِعُ الْأَخِيرُ، فِي كُلِّ الْأُمُورِ.
هَذِهِ لَمَحَاتٌ مُجْمَلَةٌ عَنْ إِشْعَاعَاتِ السُّورَةِ وَمَجَالِهَا الْوَاسِعِ الْبَعِيدِ. تُمَهِّدُ لِاسْتِعْرَاضِ هَذِهِ الْإِشْعَاعَاتِ بِالتَّفْصِيلِ: