الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك. ويمكرون ويمكر الله. والله خير الماكرين ..

                                                                                                                                                                                                                                      إنه التذكير بما كان في مكة، قبل تغير الحال، وتبدل الموقف. وإنه ليوحي بالثقة واليقين في المستقبل كما ينبه إلى تدبير قدر الله وحكمته فيما يقضي به ويأمر.. ولقد كان المسلمون الذين يخاطبون بهذا القرآن أول مرة، يعرفون الحالين معرفة الذي عاش ورأى وذاق. وكان يكفي أن يذكروا بهذا الماضي القريب، وما كان فيه من خوف وقلق; في مواجهة الحاضر الواقع وما فيه من أمن وطمأنينة.. وما كان من تدبير المشركين ومكرهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مواجهة ما صار إليه من غلبة عليهم، لا مجرد النجاة منهم!

                                                                                                                                                                                                                                      لقد كانوا يمكرون ليوثقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحبسوه حتى يموت; أو ليقتلوه ويتخلصوا منه أو ليخرجوه من مكة منفيا مطرودا.. ولقد ائتمروا بهذا كله ثم اختاروا قتله; على أن يتولى ذلك المنكر فتية من القبائل جميعا; ليتفرق دمه في القبائل; ويعجز بنو هاشم عن قتال العرب كلها، فيرضوا بالدية وينتهي الأمر!

                                                                                                                                                                                                                                      قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، أخبرني عثمان الجريري، عن مقسم مولى ابن عباس، أخبره ابن عباس في قوله: وإذ يمكر بك ... قال: "تشاورت قريش ليلة بمكة. فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم: بل اقتلوه. وقال بعضهم: بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك; فبات علي - رضي الله عنه - على فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار. وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبحوا ثاروا إليه; فلما رأوه عليا رد الله تعالى عليهم مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري! فاقتصوا أثره; فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه.. فمكث فيه ثلاث ليال".

                                                                                                                                                                                                                                      ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين .

                                                                                                                                                                                                                                      والصورة التي يرسمها قوله تعالى: ويمكرون ويمكر الله .. صورة عميقة التأثير.. ذلك حين تتراءى للخيال ندوة قريش، وهم يتآمرون ويتذاكرون ويدبرون ويمكرون.. والله من ورائهم، محيط، يمكر بهم ويبطل كيدهم وهم لا يشعرون! إنها صورة ساخرة، وهي في الوقت ذاته صورة مفزعة.. فأين هؤلاء البشر الضعاف المهازيل، من تلك القدرة القادرة.. قدرة الله الجبار، القاهر فوق عباده، الغالب على أمره، وهو بكل شيء محيط؟

                                                                                                                                                                                                                                      والتعبير القرآني يرسم الصورة على طريقة القرآن الفريدة في التصوير; فيهز بها القلوب، ويحرك بها أعماق الشعور.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 1502 ] ويمضي السياق في وصف أحوال الكفار وأفعالهم; ودعاويهم ومفترياتهم. حتى ليبلغ بهم الادعاء أن يزعموا أن في مقدورهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن لو شاءوا! مع وصف هذا القرآن الكريم، بأنه أساطير الأولين:

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا: قد سمعنا! لو نشاء لقلنا مثل هذا! إن هذا إلا أساطير الأولين ..

                                                                                                                                                                                                                                      ذكر ابن كثير في التفسير - نقلا عن سعيد بن جبير والسدي وابن جريج وغيرهم - أن القائل لذلك هو النضر ابن الحارث قال: "فإنه - لعنه الله - كان قد ذهب إلى بلاد فارس، وتعلم من أخبار ملوكهم رستم وإسفنديار ولما قدم وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بعثه الله وهو يتلو على الناس القرآن. فكان - عليه الصلاة والسلام - إذا قام من مجلس جلس فيه النضر فحدثهم من أخبار أولئك; ثم يقول: بالله أينا أحسن قصصا؟

                                                                                                                                                                                                                                      أنا أو محمد؟ ولهذا لما أمكن الله تعالى فيه يوم بدر ووقع في الأسارى، أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تضرب رقبته صبرا بين يديه، ففعل ذلك والحمد لله. وكان الذي أسره المقداد بن الأسود رضي الله عنه..


                                                                                                                                                                                                                                      كما قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير قال: قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معيط، وطعيمة بن عدي، والنضر بن الحارث. وكان المقداد أسر النضر، فلما أمر بقتله قال المقداد: يا رسول الله، أسيري! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إنه كان يقول في كتاب الله عز وجل ما يقول" . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله، فقال المقداد: يا رسول الله، أسيري! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "اللهم أغن المقداد من فضلك". فقال المقداد: هذا الذي أردت! قال: وفيه أنزلت هذه الآية: وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا: قد سمعنا، لو نشاء لقلنا مثل هذا، إن هذا إلا أساطير الأولين ..

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد تكررت في القرآن حكاية قول المشركين عن القرآن: إنه أساطير الأولين: وقالوا: أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ..

                                                                                                                                                                                                                                      وما كان هذا القول إلا حلقة من سلسلة المناورات التي كانوا يحاولون أن يقفوا بها في وجه هذا القرآن، وهو يخاطب الفطرة البشرية بالحق الذي تعرفه في أعماقها فتهتز وتستجيب; ويواجه القلوب بسلطانه القاهر فترتجف لإيقاعه ولا تتماسك. وهنا كان يلجأ العلية من قريش إلى مثل هذه المناورات. وهم يعلمون أنها مناورات! ولكنهم كانوا يبحثون في القرآن عن شيء يشبه الأساطير المعهودة في أساطير الأمم من حولهم ليموهوا به على جماهير العرب، الذين من أجلهم تطلق هذه المناورات، للاحتفاظ بهم في حظيرة العبودية للعبيد! لقد كان الملأ من قريش يعرفون طبيعة هذه الدعوة، مذ كانوا يعرفون مدلولات لغتهم الصحيحة! كانوا يعرفون أن شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، معناها إعلان التمرد على سلطان البشر كافة، والخروج من حاكمية العباد جملة; والفرار إلى ألوهية الله وحده وحاكميته. ثم التلقي في هذه العبودية لله عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده، دون الناطقين باسم الآلهة أو باسم الله!.. وكانوا يرون الذين يشهدون هذه الشهادة يخرجون لتوهم من سلطان قريش وقيادتها وحاكميتها; وينضمون إلى التجمع الحركي الذي يقوده محمد - صلى الله عليه وسلم - ويخضعون لقيادته وسلطانه; وينتزعون ولاءهم للأسرة والعشيرة والقبيلة والمشيخة والقيادة الجاهلية; ويتوجهون بولائهم كله للقيادة الجديدة، وللعصبة المسلمة التي تقوم عليها هذه القيادة الجديدة.

                                                                                                                                                                                                                                      كان هذا كله هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. وكان هذا واقعا يشهده الملأ [ ص: 1503 ] من قريش; ويحسون خطره على كيانهم، وعلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعقيدية التي يقوم عليها كيانهم.

                                                                                                                                                                                                                                      لم يكن مدلول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هو هذا المدلول الباهت الفارغ الهزيل الذي يعنيه اليوم من يزعمون أنهم مسلمون - لمجرد أنهم يشهدون هذه الشهادة بألسنتهم; ويؤدون بعض الشعائر التعبدية، بينما ألوهية الله في الأرض وفي حياة الناس لا وجود لها ولا ظل; وبينما القيادات الجاهلية والشرائع الجاهلية هي التي تحكم المجتمع وتصرف شؤونه.

                                                                                                                                                                                                                                      وحقيقة أنه في مكة لم تكن للإسلام شريعة ولا دولة.. ولكن الذين كانوا ينطقون بالشهادتين كانوا يسلمون قيادهم من فورهم للقيادة المحمدية; ويمنحون ولاءهم من فورهم للعصبة المسلمة; كما كانوا ينسلخون من القيادة الجاهلية ويتمردون عليها; وينزعون ولاءهم من الأسرة والعشيرة والقبيلة والقيادة الجاهلية بمجرد نطقهم بالشهادتين.. فلم يكن الأمر هو هذا النطق الفارغ الباهت الهزيل. ولكن كانت دلالته الواقعية العملية هي التي تترجمه إلى حقيقة يقوم عليها الإسلام..

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا هو الذي كان يزعج الملأ من قريش من زحف الإسلام، ومن هذا القرآن.. إنه لم يزعجهم من قبل أن "الحنفاء" اعتزلوا معتقدات المشركين وعباداتهم; واعتقدوا بألوهية الله وحده وقدموا له الشعائر وحده، واجتنبوا عبادة الأصنام أصلا.. فإلى هنا لا يهم الطاغوت الجاهلي شيء; لأنه لا خطر على الطاغوت من الاعتقاد السلبي والشعائر التعبدية! إن هذا ليس هو الإسلام - كما يظن بعض الطيبين الخيرين الذين يريدون اليوم أن يكونوا مسلمين، ولكنهم لا يعرفون ما هو الإسلام معرفة اليقين! - إنما الإسلام هو تلك الحركة المصاحبة للنطق بالشهادتين.. هو الانخلاع من المجتمع الجاهلي وتصوراته وقيمه وقيادته وسلطانه وشرائعه; والولاء لقيادة الدعوة الإسلامية وللعصبة المسلمة التي تريد أن تحقق الإسلام في عالم الواقع.. وهذا ما كان يقض مضاجع الملإ من قريش، فيقاومونه بشتى الأساليب.. ومنها هذا الأسلوب.. أسلوب الادعاء على القرآن الكريم، بأنه أساطير الأولين! وأنهم - لو شاءوا - قالوا مثله! ذلك مع تحديهم به مرة ومرة ومرة.. وهم في كل مرة يعجزون ويخنسون!

                                                                                                                                                                                                                                      والأساطير واحدتها أسطورة. وهي الحكاية المتلبسة - غالبا - بالتصورات الخرافية عن الآلهة; وعن أقاصيص القدامى وبطولاتهم الخارقة، وعن الأحداث التي يلعب فيها الخيال والخرافة دورا كبيرا..

                                                                                                                                                                                                                                      وقدكان الملأ من قريش يعمدون إلى ما في القرآن من قصص الأولين; وقصص الخوارق والمعجزات; وفعل الله بالمكذبين وإنجائه للمؤمنين... إلى آخر ما في القصص القرآني من هذه الموضوعات; فيقولون للجماهير المستغفلة: إنها أساطير الأولين; اكتتبها محمد ممن يجمعونها; وجاء يتلوها عليكم، زاعما أنه أوحي إليه بها من عند الله.. وكذلك كان النضر ابن الحارث يجلس في مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد انتهائه; أو يجلس مجلسا آخر يجاوره; ويقص الأساطير الفارسية التي تعلمها من رحلاته في بلاد فارس; ليقول للناس:

                                                                                                                                                                                                                                      إن هذا من جنس ما يقوله لكم محمد. وهأنذا لا أدعي النبوة ولا الوحي كما يدعي! فإن هي إلا أساطير من نوع هذه الأساطير!

                                                                                                                                                                                                                                      ولا بد أن نقدر أنه كان هناك تأثير لهذه البلبلة في الوسط الجاهلي عند عامة الناس. وبخاصة في أول الأمر، قبل أن تتجلى الفوارق بين هذه الأساطير والقصص، وبين القرآن الكريم. لندرك لم نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل المعركة في بدر بقتل النضر بن الحارث. ثم لما وجده أسيرا أمر بقتله هو والنفر [ ص: 1504 ] القليل الذين أمر بقتلهم من الأسرى; ولم يقبل فيه فدية كالآخرين.

                                                                                                                                                                                                                                      على أن الذي انتهى إليه الأمر في مكة أن هذه الأساليب لم تعش طويلا; وأن هذا النوع من المناورات قد انكشف بعد حين; وأن القرآن بسلطانه القاهر الذي يحمله من عند الله; وبالحق العميق الذي تصطلح عليه الفطرة سريعا، قد اكتسح هذه الأساليب وهذه المناورات، فلم يقف له منها شيء; وراح الملأ من قريش - في ذعر - يقولون: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون! ووجد كبراؤهم، من أمثال أبي سفيان، وأبي جهل، والأخنس بن شريق أنفسهم يخالس بعضهم بعضا ليبيت ليلته يستمع خفية لهذا القرآن; ولا يملك نفسه من أن تقوده قدماه ليلة بعد ليلة إلى حيث يستمع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خفية عن الآخرين; حتى تعاهدوا وأكدوا على أنفسهم العهود، ألا يعودوا إليها، مخافة أن يراهم الفتية فيفتنوا بهذا القرآن وبهذا الدين!

                                                                                                                                                                                                                                      على أن محاولة النضر بن الحارث أن يلهي الناس عن هذا القرآن بشيء آخر يخدعهم به عنه، لم تكن هي المحاولة الأخيرة ولن تكون.. لقد تكررت في صور شتى وسوف تتكرر.. لقد حاول أعداء هذا الدين دائما أن يصرفوا الناس نهائيا عن هذا القرآن. فلما عجزوا حولوه إلى تراتيل يترنم بها القراء ويطرب لها المستمعون، وحولوه إلى تمائم وتعاويذ يضعها الناس في جيوبهم وفي صدورهم وتحت وسائدهم... ويفهمون أنهم مسلمون، ويظنون أنهم أدوا حق هذا القرآن وحق هذا الدين!

                                                                                                                                                                                                                                      لم يعد القرآن في حياة الناس هو مصدر التوجيه.. لقد صاغ لهم أعداء هذا الدين أبدالا منه يتلقون منها التوجيه في شؤون الحياة كلها.. حتى ليتلقون منها تصوراتهم ومفاهيمهم، إلى جانب ما يتلقون منها شرائعهم وقوانينهم، وقيمهم وموازينهم! ثم قالوا لهم: إن هذا الدين محترم، وإن هذا القرآن مصون. وهو يتلى عليكم صباحا ومساء وفي كل حين; ويترنم به المترنمون، ويرتله المرتلون.. فماذا تريدون من القرآن بعد هذا الترنم وهذا الترتيل؟! فأما تصوراتكم ومفهوماتكم، وأما أنظمتكم وأوضاعكم، وأما شرائعكم وقوانينكم، وأما قيمكم وموازينكم، فإن هناك قرآنا آخر هو المرجع فيها كلها، فإليه ترجعون!

                                                                                                                                                                                                                                      إنها مناورة النضر بن الحارث، ولكن في صورة متطورة معقدة، تناسب تطور الزمان وتعقد الحياة.. ولكنها هي هي في شكل من أشكالها الكثيرة، التي عرفها تاريخ الكيد لهذا الدين، على مدار القرون!

                                                                                                                                                                                                                                      ولكن العجيب في شأن هذا القرآن، أنه - على طول الكيد وتعقده وتطوره وترقيه - ما يزال يغلب!..

                                                                                                                                                                                                                                      إن لهذا الكتاب من الخصائص العجيبة، والسلطان القاهر على الفطرة، ما يغلب به كيد الجاهلية في الأرض كلها وكيد الشياطين من اليهود والصليبيين; وكيد الأجهزة العالمية التي يقيمها اليهود والصليبيون في كل أرض وفي كل حين!

                                                                                                                                                                                                                                      إن هذا الكتاب ما يزال يلوي أعناق أعدائه في الأرض كلها ليجعلوه مادة إذاعية; في جميع محطات العالم الإذاعية بحيث يذيعه - على السواء - اليهود، ويذيعه الصليبيون، ويذيعه عملاؤهم المتسترون تحت أسماء المسلمين!

                                                                                                                                                                                                                                      وحقيقة إنهم يذيعونه بعد أن نجحوا في تحويله في نفوس الناس "المسلمين"! - إلى مجرد أنغام وتراتيل; أو مجرد تمائم وتعاويذ! وبعد أن أبعدوه - حتى في خاطر الناس.. المسلمين!.. من أن يكون مصدر التوجيه للحياة; وأقاموا مصادر غيره للتوجيه في جميع الشؤون.. ولكن هذا الكتاب ما يزال يعمل من وراء هذا الكيد وسيظل يعمل; وما تزال في أنحاء في الأرض عصبة مسلمة تتجمع على جدية هذا الكتاب، وتتخذه [ ص: 1505 ] وحده مصدر التوجيه وهي ترتقب وعد الله لها بالنصر والتمكين. من وراء الكيد والسحق والقتل والتشريد.. وما كان مرة لا بد أن سيكون..

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية