وبعد فإن هذه البشرى للمؤمنين المتقين، وذلك الإنذار للجاحدين الخصيمين هما غاية هذا القرآن. ولقد يسره الله
للعرب فأنزله بلسان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليقرأوه:
nindex.php?page=treesubj&link=28990_29785_32026_32264nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ..
وتختم السورة بمشهد يتأمله القلب طويلا ويرتعش له الوجدان طويلا; ولا ينتهي الخيال من استعراضه.
[ ص: 2322 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا؟ .
وهو مشهد يبدؤك بالرجة المدمرة، ثم يغمرك بالصمت العميق. وكأنما يأخذ بك إلى وادي الردى، ويقفك على مصارع القرون وفي ذلك الوادي الذي لا يكاد يحده البصر، يسبح خيالك مع الشخوص التي كانت تدب وتتحرك، والحياة التي كانت تنبض وتمرح. والأماني والمشاعر التي كانت تحيا وتتطلع.. ثم إذا الصمت يخيم، والموت يجثم، وإذا الجثث والأشلاء والبلى والدمار، لا نأمة. لا حس. لا حركة. لا صوت..
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98هل تحس منهم من أحد؟ انظر وتلفت
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا تسمع وأنصت. ألا إنه السكون العميق والصمت الرهيب. وما من أحد إلا الواحد الحي الذي لا يموت.
وَبَعْدُ فَإِنَّ هَذِهِ الْبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ، وَذَلِكَ الْإِنْذَارَ لِلْجَاحِدِينَ الْخَصِيمِينَ هُمَا غَايَةُ هَذَا الْقُرْآنِ. وَلَقَدْ يَسَّرَهُ اللَّهُ
لِلْعَرَبِ فَأَنْزَلَهُ بِلِسَانِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَقْرَأُوهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28990_29785_32026_32264nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=97فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ..
وَتُخْتَمُ السُّورَةُ بِمَشْهَدٍ يَتَأَمَّلُهُ الْقَلْبُ طَوِيلًا وَيَرْتَعِشُ لَهُ الْوِجْدَانُ طَوِيلًا; وَلَا يَنْتَهِي الْخَيَالُ مِنَ اسْتِعْرَاضِهِ.
[ ص: 2322 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا؟ .
وَهُوَ مَشْهَدٌ يَبْدَؤُكَ بِالرَّجَّةِ الْمُدَمِّرَةِ، ثُمَّ يَغْمُرُكَ بِالصَّمْتِ الْعَمِيقِ. وَكَأَنَّمَا يَأْخُذُ بِكَ إِلَى وَادِي الرَّدَى، وَيَقِفُكَ عَلَى مُصَارِعِ الْقُرُونِ وَفِي ذَلِكَ الْوَادِي الَّذِي لَا يَكَادُ يَحُدُّهُ الْبَصَرُ، يَسْبَحُ خَيَالُكَ مَعَ الشُّخُوصِ الَّتِي كَانَتْ تَدِبُّ وَتَتَحَرَّكُ، وَالْحَيَاةِ الَّتِي كَانَتْ تَنْبِضُ وَتَمْرَحُ. وَالْأَمَانِي وَالْمَشَاعِرِ الَّتِي كَانَتْ تَحْيَا وَتَتَطَلَّعُ.. ثُمَّ إِذَا الصَّمْتُ يُخَيِّمُ، وَالْمَوْتُ يَجْثُمُ، وَإِذَا الْجُثَثُ وَالْأَشْلَاءُ وَالْبِلَى وَالدَّمَارِ، لَا نَأْمَةَ. لَا حِسَّ. لَا حَرَكَةَ. لَا صَوْتَ..
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ انْظُرْ وَتَلْفِتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا تَسَمَّعْ وَأَنْصِتْ. أَلَا إِنَّهُ السُّكُونُ الْعَمِيقُ وَالصَّمْتُ الرَّهِيبُ. وَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا الْوَاحِدُ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ.