[ ص: 2740 ] [ ص: 2741 ] بسم الله الرحمن الرحيم
بقية سورة العنكبوت وسور الروم ولقمان والسجدة
وقسم من سورة الأحزاب.الجزء الحادي والعشرون
[ ص: 2742 ] [ ص: 2743 ] nindex.php?page=treesubj&link=29000_28639_28640_28644_28662_28739_32022nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون (46)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=47وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون (47)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=48وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=49بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=50وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=51أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=52قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=54يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=55يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون (55)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون (56)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=57كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون (57)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون (59)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=60وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=61ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون (61)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم (62)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون (63)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون (64)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون (65)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون (66)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=67أولم يروا أنا جعلنا حرما [ ص: 2744 ] آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون (67)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين (68)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين (69)
هذا هو الشوط الأخير في سورة العنكبوت، وقد مضى منها شوطان في الجزء العشرين، ومحور السورة - كما أسلفنا - هو الحديث عن الفتنة والابتلاء لمن يقول كلمة الإيمان، لتمحيص القلوب وتمييز الصادقين والمنافقين بمقياس الصبر على الفتنة والابتلاء، وذلك مع التهوين من شأن القوى الأرضية التي تقف في وجه الإيمان والمؤمنين وتفتنهم بالأذى وتصدهم عن السبيل، وتوكيد أخذ الله للمسيئين ونصره للمؤمنين الذين يصبرون على الفتنة، ويثبتون للابتلاء، سنة الله التي مضت في الدعوات من لدن نوح - عليه السلام - وهي السنة التي لا تتبدل، والتي ترتبط بالحق الكبير المتلبس بطبيعة هذا الكون، والذي يتمثل كذلك في دعوة الله الواحدة التي لا تتبدل طبيعتها.
وقد انتهى الشوط الثاني في نهاية الجزء السابق بدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين به إلى تلاوة ما أوحي إليه من الكتاب، وإقامة الصلاة لذكر الله، ومراقبة الله العليم بما يصنعون.
وفي الشوط الأخير يستطرد في الحديث عن هذا الكتاب، والعلاقة بينه وبين الكتب قبله، ويأمر المسلمين ألا يجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن - إلا الذين ظلموا منهم، فبدلوا في كتابهم، وانحرفوا إلى الشرك، والشرك ظلم عظيم - وأن يعلنوا إيمانهم بالدعوات كلها وبالكتب جميعها، فهي حق من عند الله مصدق لما معهم.
ثم يتحدث عن إيمان بعض أهل الكتاب بهذا الكتاب الأخير على حين يكفر به المشركون الذين أنزل الله الكتاب على نبيهم، غير مقدرين لهذه المنة الضخمة، ولا مكتفين بهذا الفضل المتمثل في تنزيل الكتاب على رسول منهم، يخاطبهم به، ويحدثهم بكلام الله، ولم يكن يتلو من قبله كتابا ولا يخطه بيمينه، فتكون هناك أدنى شبهة في أنه من عمله ومن تأليفه!
ويحذر المشركين استعجالهم بعذاب الله، ويهددهم بمجيئه بغتة، ويصور لهم قربه منهم، وإحاطة جهنم بهم، وحالهم يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
ثم يلتفت إلى المؤمنين الذين يتلقون الفتنة والإيذاء في مكة; يحضهم على الهجره بدينهم إلى الله ليعبدوه وحده، يلتفت إليهم في أسلوب عجيب، يعالج كل هاجسة تخطر في ضمائرهم، وكل معوق يقعد بهم، ويقلب قلوبهم بين أصابع الرحمن في لمسات تشهد بأن منزل هذا القرآن هو خالق هذه القلوب فما يعرف مساربها ومداخلها الخفية، ويلمسها هكذا إلا خالقها اللطيف الخبير.
وينتقل من هذا إلى التعجيب من حال أولئك المشركين، وهم يتخبطون في تصوراتهم فيقرون لله –سبحانه - بخلق السماوات والأرض، وتسخير الشمس والقمر، وتنزيل الماء من السماء، وإحياء الأرض الموات; وإذا ركبوا في الفلك دعوا الله وحده مخلصين له الدين، ثم هم بعد ذلك يشركون بالله، ويكفرون بكتابه، ويؤذون رسوله، ويفتنون المؤمنين به، ويذكر المشركين بنعمة الله عليهم بهذا الحرم الآمن الذي يعيشون فيه،
[ ص: 2745 ] والناس من حولهم في خوف وقلق، وهم يفترون على الله الكذب ويشركون به آلهة مفتراة، ويعدهم على هذا جهنم وفيها مثوى للكافرين.
وتختم السورة بوعد من الله أكيد بهداية المجاهدين في الله، يريدون أن يخلصوا إليه، مجتازين العوائق والفتن والمشاق وطول الطريق، وكثرة المعوقين.
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن - إلا الذين ظلموا منهم - وقولوا: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون ..
إن دعوة الله التي حملها نوح - عليه السلام - والرسل بعده حتى وصلت إلى خاتم النبيين محمد - صلى الله عليه وسلم - لهي دعوة واحدة من عند إله واحد، ذات هدف واحد، هو رد البشرية الضالة إلى ربها، وهدايتها إلى طريقه، وتربيتها بمنهاجه. وإن المؤمنين بكل رسالة لإخوة للمؤمنين بسائر الرسالات: كلهم أمة واحدة، تعبد إلها واحدا، وإن البشرية في جميع أجيالها لصنفان اثنان: صنف المؤمنين وهم حزب الله، وصنف المشاقين لله وهم حزب الشيطان، بغض النظر عن تطاول الزمان وتباعد المكان، وكل جيل من أجيال المؤمنين هو حلقة في تلك السلسلة الطويلة الممتدة على مدار القرون.
هذه هي الحقيقة الضخمة العظيمة الرفيعة التي يقوم عليها الإسلام; والتي تقررها هذه الآية من القرآن; هذه الحقيقة التي ترفع العلاقات بين البشر عن أن تكون مجرد علاقة دم أو نسب، أو جنس، أو وطن، أو تبادل أو تجارة، ترفعها عن هذا كله لتصلها بالله، ممثلة في عقيدة واحدة تذوب فيها الأجناس والألوان وتختفي فيها القوميات والأوطان; ويتلاشى فيها الزمان والمكان، ولا تبقى إلا العروة الوثقى في الخالق الديان.
ومن ثم يكشف المسلمين عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالحسنى لبيان حكمة مجيء الرسالة الجديدة، والكشف عما بينها وبين الرسالات قبلها من صلة، والإقناع بضرورة الأخذ بالصورة الأخيرة من صور دعوة الله، الموافقة لما قبلها من الدعوات، المكملة لها وفق حكمة الله وعلمه بحاجة البشر..
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46إلا الذين ظلموا منهم فانحرفوا عن التوحيد الذي هو قاعدة العقيدة الباقية; وأشركوا بالله وأخلوا بمنهجه في الحياة؛ فهؤلاء لا جدال معهم ولا محاسنة، وهؤلاء هم الذين حاربهم الإسلام عندما قامت له دولة في
المدينة.
وإن بعضهم ليفتري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه حاسن أهل الكتاب وهو في
مكة مطارد من المشركين، فلما أن صارت له قوة في
المدينة حاربهم، مخالفا كل ما قاله فيهم وهو في
مكة! وهو افتراء ظاهر يشهد هذا النص المكي عليه، فمجادلة أهل الكتاب بالحسنى مقصورة على من لم يظلم منهم، ولم ينحرف عن دين الله، وعن التوحيد الخالص الذي جاءت به جميع الرسالات.
[ ص: 2740 ] [ ص: 2741 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بَقِيَّةُ سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ وَسُورِ الرُّومِ وَلُقْمَانِ وَالسَّجْدَةِ
وَقِسْمٌ مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ.الْجُزْءُ الْحَادِيَ وَالْعِشْرُونَ
[ ص: 2742 ] [ ص: 2743 ] nindex.php?page=treesubj&link=29000_28639_28640_28644_28662_28739_32022nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=47وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ (47)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=48وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=49بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=50وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=51أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=52قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=54يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=55يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=56يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=57كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنَ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=60وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=61وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=62اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مَنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مَنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=67أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا [ ص: 2744 ] آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=68وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68)
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
هَذَا هُوَ الشَّوْطُ الْأَخِيرُ فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ، وَقَدْ مَضَى مِنْهَا شَوْطَانِ فِي الْجُزْءِ الْعِشْرِينَ، وَمِحْوَرُ السُّورَةِ - كَمَا أَسْلَفْنَا - هُوَ الْحَدِيثُ عَنِ الْفِتْنَةِ وَالِابْتِلَاءِ لِمَنْ يَقُولُ كَلِمَةَ الْإِيمَانِ، لِتَمْحِيصِ الْقُلُوبِ وَتَمْيِيزِ الصَّادِقِينَ وَالْمُنَافِقِينَ بِمِقْيَاسِ الصَّبْرِ عَلَى الْفِتْنَةِ وَالِابْتِلَاءِ، وَذَلِكَ مَعَ التَّهْوِينِ مِنْ شَأْنِ الْقُوَى الْأَرْضِيَّةِ الَّتِي تَقِفُ فِي وَجْهِ الْإِيمَانِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَتَفْتِنُهُمْ بِالْأَذَى وَتَصُدُّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ، وَتَوْكِيدِ أَخْذِ اللَّهَ لِلْمُسِيئِينَ وَنَصْرِهُ لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَصْبِرُونَ عَلَى الْفِتْنَةِ، وَيَثْبُتُونَ لِلِابْتِلَاءِ، سُنَّةُ اللَّهِ الَّتِي مَضَتْ فِي الدَّعَوَاتِ مِنْ لَدُنْ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهِيَ السُّنَّةُ الَّتِي لَا تَتَبَدَّلُ، وَالَّتِي تَرْتَبِطُ بِالْحَقِّ الْكَبِيرِ الْمُتَلَبِّسِ بِطَبِيعَةِ هَذَا الْكَوْنِ، وَالَّذِي يَتَمَثَّلُ كَذَلِكَ فِي دَعْوَةِ اللَّهِ الْوَاحِدَةِ الَّتِي لَا تَتَبَدَّلُ طَبِيعَتُهَا.
وَقَدِ انْتَهَى الشَّوْطُ الثَّانِي فِي نِهَايَةِ الْجُزْءِ السَّابِقِ بِدَعْوَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ إِلَى تِلَاوَةِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ، وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِ اللَّهِ، وَمُرَاقَبَةِ اللَّهِ الْعَلِيمِ بِمَا يَصْنَعُونَ.
وَفِي الشَّوْطِ الْأَخِيرِ يَسْتَطْرِدُ فِي الْحَدِيثِ عَنْ هَذَا الْكِتَابِ، وَالْعَلَاقَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُتُبِ قَبْلَهُ، وَيَأْمُرُ الْمُسْلِمِينَ أَلَّا يُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ - إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ، فَبَدَّلُوا فِي كِتَابِهِمْ، وَانْحَرَفُوا إِلَى الشِّرْكِ، وَالشِّرْكُ ظُلْمٌ عَظِيمٌ - وَأَنْ يُعْلِنُوا إِيمَانَهُمْ بِالدَّعَوَاتِ كُلِّهَا وَبِالْكُتُبِ جَمِيعِهَا، فَهِيَ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ.
ثُمَّ يَتَحَدَّثُ عَنْ إِيمَانِ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِهَذَا الْكِتَابِ الْأَخِيرِ عَلَى حِينِ يَكْفُرُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ الْكِتَابَ عَلَى نَبِيِّهِمْ، غَيْرُ مُقَدِّرِينَ لِهَذِهِ الْمِنَّةِ الضَّخْمَةِ، وَلَا مُكْتَفِينَ بِهَذَا الْفَضْلِ الْمُتَمَثِّلِ فِي تَنْزِيلِ الْكِتَابِ عَلَى رَسُولٍ مِنْهُمْ، يُخَاطِبُهُمْ بِهِ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِكَلَامِ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَتْلُو مَنْ قَبْلِهِ كِتَابًا وَلَا يَخُطُّهُ بِيَمِينِهِ، فَتَكُونُ هُنَاكَ أَدْنَى شُبْهَةٍ فِي أَنَّهُ مَنْ عَمِلَهُ وَمِنْ تَأْلِيفِهِ!
وَيُحَذِّرُ الْمُشْرِكِينَ اسْتِعْجَالَهُمْ بِعَذَابِ اللَّهِ، وَيُهَدِّدُهُمْ بِمَجِيئِهِ بَغْتَةً، وَيُصَوِّرُ لَهُمْ قُرْبَهُ مِنْهُمْ، وَإِحَاطَةُ جَهَنَّمُ بِهِمْ، وَحَالُهُمْ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ.
ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَ الْفِتْنَةَ وَالْإِيذَاءَ فِي مَكَّةَ; يَحُضُّهُمْ عَلَى الْهَجْرِهِ بِدِينِهِمْ إِلَى اللَّهِ لِيَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ، يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ فِي أُسْلُوبٍ عَجِيبٍ، يُعَالِجُ كُلَّ هَاجِسَةٍ تَخْطُرُ فِي ضَمَائِرِهِمْ، وَكُلَّ مُعَوِّقٍ يَقْعُدُ بِهِمْ، وَيُقَلِّبُ قُلُوبَهُمْ بَيْنَ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ فِي لَمَسَاتٍ تَشْهَدُ بِأَنَّ مُنَزِّلَ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ خَالِقُ هَذِهِ الْقُلُوبِ فَمَا يَعْرِفُ مَسَارِبَهَا وَمَدَاخِلَهَا الْخَفِيَّةِ، وَيَلْمَسُهَا هَكَذَا إِلَّا خَالِقُهَا اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
وَيَنْتَقِلُ مِنْ هَذَا إِلَى التَّعْجِيبِ مِنْ حَالِ أُولَئِكَ الْمُشْرِكِينَ، وَهُمْ يَتَخَبَّطُونَ فِي تَصَوُّرَاتِهِمْ فَيُقِرُّونَ لِلَّهِ –سُبْحَانَهُ - بِخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَتَسْخِيرِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَتَنْزِيلِ الْمَاءِ مِنَ السَّمَاءِ، وَإِحْيَاءِ الْأَرْضِ الْمَوَاتِ; وَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ وَحْدَهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ، وَيَكْفُرُونَ بِكِتَابِهِ، وَيُؤْذُونَ رَسُولَهُ، وَيَفْتِنُونَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ، وَيُذَكِّرُ الْمُشْرِكِينَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِهَذَا الْحَرَمِ الْآمِنِ الَّذِي يَعِيشُونَ فِيهِ،
[ ص: 2745 ] وَالنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ فِي خَوْفٍ وَقَلَقٍ، وَهُمْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ آلِهَةً مُفْتَرَاةً، وَيَعِدُهُمْ عَلَى هَذَا جَهَنَّمَ وَفِيهَا مَثْوَىً لِلْكَافِرِينَ.
وَتُخْتَمُ السُّورَةُ بِوَعْدٍ مِنَ اللَّهِ أَكِيدٌ بِهِدَايَةِ الْمُجَاهِدِينَ فِي اللَّهِ، يُرِيدُونَ أَنْ يُخْلِصُوا إِلَيْهِ، مُجْتَازِينَ الْعَوَائِقِ وَالْفِتَنَ وَالْمَشَاقَّ وَطُولَ الطَّرِيقِ، وَكَثْرَةَ الْمُعَوِّقِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ - إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ - وَقُولُوا: آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ، وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ..
إِنَّ دَعْوَةَ اللَّهِ الَّتِي حَمَلَهَا نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَالرُّسُلُ بَعْدَهُ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهِّي دَعْوَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ عِنْدِ إِلَهٍ وَاحِدٍ، ذَاتَ هَدَفٍ وَاحِدٍ، هُوَ رَدُّ الْبَشَرِيَّةِ الضَّالَّةِ إِلَى رَبِّهَا، وَهِدَايَتِهَا إِلَى طَرِيقِهِ، وَتَرْبِيَتِهَا بِمِنْهَاجِهِ. وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بِكُلِّ رِسَالَةٍ لِإِخْوَةٍ لِلْمُؤْمِنِينَ بِسَائِرِ الرِّسَالَاتِ: كُلُّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ، تَعْبُدُ إِلَهًا وَاحِدًا، وَإِنَّ الْبَشَرِيَّةَ فِي جَمِيعِ أَجْيَالِهَا لَصِنْفَانِ اثْنَانِ: صِنْفُ الْمُؤْمِنِينَ وَهُمْ حِزْبُ اللَّهِ، وَصَنَّفَ الْمَشَّاقِينَ لِلَّهِ وَهُمْ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ تَطَاوُلِ الزَّمَانِ وَتَبَاعُدِ الْمَكَانِ، وَكُلُّ جِيلٍ مِنْ أَجْيَالِ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ حَلْقَةٌ فِي تِلْكَ السِّلْسِلَةِ الطَّوِيلَةِ الْمُمْتَدَّةِ عَلَى مَدَارِ الْقُرُونِ.
هَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ الضَّخْمَةُ الْعَظِيمَةُ الرَّفِيعَةُ الَّتِي يَقُومُ عَلَيْهَا الْإِسْلَامُ; وَالَّتِي تُقَرِّرُهَا هَذِهِ الْآيَةُ مِنَ الْقُرْآنِ; هَذِهِ الْحَقِيقَةُ الَّتِي تَرْفَعُ الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْبَشَرِ عَنْ أَنْ تَكُونَ مُجَرَّدَ عَلَاقَةِ دَمٍ أَوْ نَسَبٍ، أَوْ جِنْسٍ، أَوْ وَطَنٍ، أَوْ تَبَادُلٍ أَوْ تِجَارَةٍ، تَرْفَعُهَا عَنْ هَذَا كُلِّهِ لِتَصِلَهَا بِاللَّهِ، مُمَثَّلَةً فِي عَقِيدَةٍ وَاحِدَةٍ تَذُوبُ فِيهَا الْأَجْنَاسُ وَالْأَلْوَانُ وَتَخْتَفِي فِيهَا الْقَوْمِيَّاتُ وَالْأَوْطَانُ; وَيَتَلَاشَى فِيهَا الزَّمَانُ وَالْمَكَانُ، وَلَا تَبْقَى إِلَّا الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى فِي الْخَالِقِ الدَّيَّانِ.
وَمِنْ ثَمَّ يَكْشِفُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ مُجَادَلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا بِالْحُسْنَى لِبَيَانِ حِكْمَةِ مَجِيءِ الرِّسَالَةِ الْجَدِيدَةِ، وَالْكَشْفِ عَمَّا بَيَّنَهَا وَبَيْنَ الرِّسَالَاتِ قَبْلَهَا مِنْ صِلَةٍ، وَالْإِقْنَاعُ بِضَرُورَةِ الْأَخْذِ بِالصُّورَةِ الْأَخِيرَةِ مَنْ صُوَرِ دَعْوَةِ اللَّهِ، الْمُوَافِقَةِ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الدَّعَوَاتِ، الْمُكَمِّلَةِ لَهَا وَفْقَ حِكْمَةِ اللَّهِ وَعِلْمِهِ بِحَاجَةِ الْبَشَرِ..
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَانْحَرَفُوا عَنِ التَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ قَاعِدَةُ الْعَقِيدَةِ الْبَاقِيَةِ; وَأَشْرَكُوا بِاللَّهِ وَأَخَلُّوا بِمَنْهَجِهِ فِي الْحَيَاةِ؛ فَهَؤُلَاءِ لَا جِدَالَ مَعَهُمْ وَلَا مُحَاسَنَةَ، وَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ حَارَبَهُمُ الْإِسْلَامُ عِنْدَمَا قَامَتْ لَهُ دَوْلَةٌ فِي
الْمَدِينَةِ.
وَإِنَّ بَعْضَهُمْ لِيَفْتَرِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ حَاسَنَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَهُوَ فِي
مَكَّةَ مُطَارَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا أَنْ صَارَتْ لَهُ قُوَّةٌ فِي
الْمَدِينَةِ حَارَبَهُمْ، مُخَالِفًا كُلَّ مَا قَالَهُ فِيهِمْ وَهُوَ فِي
مَكَّةَ! وَهُوَ افْتِرَاءٌ ظَاهِرٌ يَشْهَدُ هَذَا النَّصِّ الْمَكِيِّ عَلَيْهِ، فَمُجَادَلَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالْحُسْنَى مَقْصُورَةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَظْلِمْ مِنْهُمْ، وَلَمْ يَنْحَرِفْ عَنْ دِينِ اللَّهِ، وَعَنِ التَّوْحِيدِ الْخَالِصِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ جَمِيعُ الرِّسَالَاتِ.