nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=11358_11357_11477_11349_32294_11473_31380_11469_25044_12394_29004يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم [ ص: 2874 ] فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=55لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا (55)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (56)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=57إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا (57)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=58والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما (59)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا (61)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (62)
هذا الشوط من السورة يتضمن في أوله حكما عاما من أحكام القرآن التشريعية في تنظيم شؤون الأسرة. ذلك حكم المطلقات قبل الدخول. يجيء بعده أحكام خاصة لتنظيم حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - حياته الزوجية الخاصة مع نسائه وعلاقات نسائه كذلك ببقية الرجال، وعلاقة المسلمين ببيت الرسول. وكرامة الرسول وبيته على الله وعلى ملائكته والملإ الأعلى.. وينتهي بحكم عام يشترك فيه نساء النبي وبناته ونساء المؤمنين، يأمرهن فيه بإرخاء جلابيبهن عند الخروج لقضاء الحاجة حتى يتميزن بهذا الزي السابغ ويعرفن، فلا يتعرض لهن ذوو السيرة السيئة من المنافقين والمرجفين والفساق الذين كانوا يتعرضون للنساء في
المدينة ! ويختم بتهديد هؤلاء المنافقين والمرجفين بالإجلاء عن
المدينة ما لم ينتهوا عن إيذاء المؤمنات وإشاعة الفساد..
وهذه التشريعات والتوجيهات طرف من إعادة تنظيم الجماعة المسلمة على أساس التصور الإسلامي. فأما ما يختص بحياة الرسول الشخصية، فقد شاء الله أن يجعل حياة هذا البيت صفحة معروضة للأجيال، فضمنها
[ ص: 2875 ] هذا القرآن الباقي، المتلو في كل زمان ومكان; وهي في الوقت ذاته آية تكريم الله - سبحانه - لهذا البيت، الذي يتولى بذاته العلية أمره، ويعرضه للبشرية كافة في قرآنه الخالد على الزمان..
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن، فما لكم عليهن من عدة تعتدونها، فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ..
ولقد سبق في سورة البقرة بيان حكم المطلقات قبل الدخول في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=236لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة، ومتعوهن على الموسع قدره، وعلى المقتر قدره، متاعا بالمعروف حقا على المحسنين. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح. وأن تعفوا أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير ..
فالمطلقة قبل الدخول إن كان قد فرض لها مهر، فلها نصف ذلك المهر المسمى. وإن لم يذكر لها مهر فلها متاع يتبع قدرة المطلق سعة وضيقا.. وقد زاد هنا في آية الأحزاب بيان حكم العدة لهذه المطلقة وهو ما لم يذكر في آيتي البقرة. فقرر أن لا عدة عليها. إذ أنه لم يكن دخول بها. والعدة إنما هي استبراء للرحم من الحمل، وتأكد من أنها خالية من آثار الزواج السابق، كي لا تختلط الأنساب، ولا ينسب إلى رجل ما ليس منه، ويسلب رجل ما هو منه في رحم المطلقة. فأما في حالة عدم الدخول فالرحم بريئة، ولا عدة إذن ولا انتظار:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ..
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49فمتعوهن إن كان هناك مهر مسمى فبنصف هذا المهر، وإن لم يكن فمتاع مطلق يتبع حالة الزوج المالية.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49وسرحوهن سراحا جميلا .. لا عضل فيه ولا أذى. ولا تعنت ولا رغبة في تعويقهن عن استئناف حياة أخرى جديدة.
وهذا حكم عام جاء في سياق السورة في صدد تنظيم الحياة العامة للجماعة المسلمة.
بعد ذلك يبين الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يحل له من النساء، وما في ذلك من خصوصية لشخصه ولأهل بيته، بعد ما نزلت آية سورة النساء التي تجعل الحد الأقصى للأزواج أربعا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ..
وكان في عصمة النبي في هذا الوقت تسع نساء، تزوج بكل منهن لمعنى خاص
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ابنتا صاحبيه
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر .
nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة بنت أبي سفيان، nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة، nindex.php?page=showalam&ids=93وسودة بنت زمعة، nindex.php?page=showalam&ids=10771وزينب بنت خزيمة من المهاجرات اللواتي فقدن أزواجهن وأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - تكريمهن، ولم يكن ذوات جمال ولا شباب، إنما كان معنى التكريم لهن خالصا في هذا الزواج.
nindex.php?page=showalam&ids=15953وزينب بنت جحش وقد علمنا قصة زواجها، وقد كان هناك تعويض لها كذلك عن طلاقها من
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد الذي زوجها رسول الله منه فلم تفلح الزيجة لأمر قضاه الله تعالى، وعرفناه في قصتها. ثم
nindex.php?page=showalam&ids=149جويرية بنت الحارث من
بني المصطلق nindex.php?page=showalam&ids=199وصفية بنت حيي بن أخطب. وكانتا من السبي فأعتقهما رسول الله وتزوج بهما الواحدة تلو الأخرى، توثيقا لعلاقته بالقبائل، وتكريما لهما، وقد أسلمتا بعد ما نزل بأهلهما من الشدة.
وكن قد أصبحن " أمهات المؤمنين " ونلن شرف القرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واخترن الله ورسوله والدار الآخرة بعد نزول آيتي التخيير. فكان صعبا على نفوسهن أن يفارقهن رسول الله بعد تحديد عدد
[ ص: 2876 ] النساء. وقد نظر الله إليهن، فاستثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك القيد، وأحل له استبقاء نسائه جميعا في عصمته، وجعلهن كلهن حلا له، ثم نزل القرآن بعد ذلك بألا يزيد عليهن أحدا، ولا يستبدل بواحدة منهن أخرى. فإنما هذه الميزة لهؤلاء اللواتي ارتبطن به وحدهن، كي لا يحرمن شرف النسبة إليه، بعد ما اخترن الله ورسوله والدار الآخرة.. وحول هذه المبادئ تدور هذه الآيات:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن، وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك، وبنات عمك وبنات عماتك، وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك، وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها، خالصة لك من دون المؤمنين، قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم، لكيلا يكون عليك حرج، وكان الله غفورا رحيما. nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء، ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك. ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن، والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما. nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52لا يحل لك النساء من بعد، ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن - إلا ما ملكت يمينك - وكان الله على كل شيء رقيبا ..
ففي الآية يحل الله للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنواع النساء المذكورات فيها - ولو كن فوق الأربع - مما هو محرم على غيره. وهذه الأنواع هي: الأزواج اللواتي أمهرهن. وما ملكت يمينه إطلاقا من الفيء، وبنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته ممن هاجرن معه دون غيرهن ممن لم يهاجرن - إكراما للمهاجرات - وأيما امرأة وهبت نفسها للنبي بلا مهر ولا ولي. إن أراد النبي نكاحها (وقد تضاربت الروايات حول ما إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تزوج واحدة من هذا الصنف من النساء أم لم يتزوج، والأرجح أنه زوج اللواتي عرضن أنفسهن عليه من رجال آخرين) وقد جعل الله هذه خصوصية للنبي - صلى الله عليه وسلم - بما أنه ولي المؤمنين والمؤمنات جميعا. فأما الآخرون فهم خاضعون لما بينه الله وفرضه عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم. ذلك كي لا يكون على النبي حرج في استبقاء أزواجه وفي الاستجابة للظروف الخاصة المحيطة بشخصه.
ثم ترك الخيار له - صلى الله عليه وسلم - في أن يضم إلى عصمته من شاء ممن يعرضن أنفسهن عليه، أو يؤجل ذلك. ومن أرجأهن فله أن يعود إليهن حين يشاء.. وله أن يباشر من نسائه من يريد ويرجئ من يريد. ثم يعود..
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن .. فهي مراعاة الظروف الخاصة المحيطة بشخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - والرغبات الموجهة إليه، والحرص على شرف الاتصال به، مما يعلمه الله ويدبره بعلمه وحلمه.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=11358_11357_11477_11349_32294_11473_31380_11469_25044_12394_29004يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ [ ص: 2874 ] فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيِّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنَ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنَ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=55لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=57إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=58وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا (61)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا (62)
هَذَا الشَّوْطُ مِنَ السُّورَةِ يَتَضَمَّنُ فِي أَوَّلِهِ حُكْمًا عَامًّا مِنْ أَحْكَامِ الْقُرْآنِ التَّشْرِيعِيَّةِ فِي تَنْظِيمِ شُؤُونِ الْأُسْرَةِ. ذَلِكَ حُكْمُ الْمُطَلَّقَاتِ قَبْلَ الدُّخُولِ. يَجِيءُ بَعْدَهُ أَحْكَامٌ خَاصَّةٌ لِتَنْظِيمِ حَيَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ الْخَاصَّةِ مَعَ نِسَائِهِ وَعَلَاقَاتِ نِسَائِهِ كَذَلِكَ بِبَقِيَّةِ الرِّجَالِ، وَعَلَاقَةِ الْمُسْلِمِينَ بِبَيْتِ الرَّسُولِ. وَكَرَامَةِ الرَّسُولِ وَبَيْتِهِ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى مَلَائِكَتِهِ وَالْمَلَإِ الْأَعْلَى.. وَيَنْتَهِي بِحُكْمٍ عَامٍّ يَشْتَرِكُ فِيهِ نِسَاءُ النَّبِيِّ وَبَنَاتُهُ وَنِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ، يَأْمُرُهُنَّ فِيهِ بِإِرْخَاءِ جَلَابِيبِهِنَّ عِنْدَ الْخُرُوجِ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ حَتَّى يَتَمَيَّزْنَ بِهَذَا الزِّيِّ السَّابِغِ وَيُعْرَفْنَ، فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُنَّ ذَوُو السِّيرَةِ السَّيِّئَةِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُرْجِفِينَ وَالْفُسَّاقِ الَّذِينَ كَانُوا يَتَعَرَّضُونَ لِلنِّسَاءِ فِي
الْمَدِينَةِ ! وَيَخْتِمُ بِتَهْدِيدِ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُرْجِفِينَ بِالْإِجْلَاءِ عَنِ
الْمَدِينَةِ مَا لَمْ يَنْتَهُوا عَنْ إِيذَاءِ الْمُؤْمِنَاتِ وَإِشَاعَةِ الْفَسَادِ..
وَهَذِهِ التَّشْرِيعَاتُ وَالتَّوْجِيهَاتُ طَرَفٌ مِنْ إِعَادَةِ تَنْظِيمِ الْجَمَاعَةِ الْمُسْلِمَةِ عَلَى أَسَاسِ التَّصَوُّرِ الْإِسْلَامِيِّ. فَأَمَّا مَا يَخْتَصُّ بِحَيَاةِ الرَّسُولِ الشَّخْصِيَّةِ، فَقَدْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ حَيَاةَ هَذَا الْبَيْتِ صَفْحَةً مَعْرُوضَةً لِلْأَجْيَالِ، فَضَمِنَهَا
[ ص: 2875 ] هَذَا الْقُرْآنُ الْبَاقِي، الْمَتْلُوُّ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ; وَهِيَ فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ آيَةُ تَكْرِيمِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - لِهَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي يَتَوَلَّى بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ أَمْرَهُ، وَيَعْرِضُهُ لِلْبَشَرِيَّةِ كَافَّةً فِي قُرْآنِهِ الْخَالِدِ عَلَى الزَّمَانِ..
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ، فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا، فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا ..
وَلَقَدْ سَبَقَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ بَيَانُ حُكْمِ الْمُطَلَّقَاتِ قَبْلَ الدُّخُولِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=236لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً، وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ، وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ، مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ. وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ..
فَالْمُطَلَّقَةُ قَبْلَ الدُّخُولِ إِنْ كَانَ قَدْ فُرِضَ لَهَا مَهْرٌ، فَلَهَا نِصْفُ ذَلِكَ الْمَهْرِ الْمُسَمَّى. وَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ لَهَا مَهْرٌ فَلَهَا مَتَاعٌ يَتْبَعُ قُدْرَةَ الْمُطَلِّقِ سِعَةً وَضِيقًا.. وَقَدْ زَادَ هُنَا فِي آيَةِ الْأَحْزَابِ بَيَانَ حُكْمِ الْعِدَّةِ لِهَذِهِ الْمُطَلَّقَةِ وَهُوَ مَا لَمْ يُذْكَرْ فِي آيَتَيِ الْبَقَرَةِ. فَقَرَّرَ أَنْ لَا عِدَّةَ عَلَيْهَا. إِذْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ دُخُولٌ بِهَا. وَالْعِدَّةُ إِنَّمَا هِيَ اسْتِبْرَاءٌ لِلرَّحِمِ مِنَ الْحَمْلِ، وَتَأَكُّدٌ مِنْ أَنَّهَا خَالِيَةٌ مِنْ آثَارِ الزَّوَاجِ السَّابِقِ، كَيْ لَا تَخْتَلِطَ الْأَنْسَابُ، وَلَا يُنْسَبَ إِلَى رَجُلٍ مَا لَيْسَ مِنْهُ، وَيُسْلَبُ رَجُلٌ مَا هُوَ مِنْهُ فِي رَحِمِ الْمُطَلَّقَةِ. فَأَمَّا فِي حَالَةِ عَدَمِ الدُّخُولِ فَالرَّحِمُ بَرِيئَةٌ، وَلَا عِدَّةَ إِذَنْ وَلَا انْتِظَارَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ..
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49فَمَتِّعُوهُنَّ إِنْ كَانَ هُنَاكَ مَهْرٌ مُسَمًّى فَبِنِصْفِ هَذَا الْمَهْرِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَمَتَاعُ مُطَلَّقٍ يَتْبَعُ حَالَةَ الزَّوْجِ الْمَالِيَّةَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا .. لَا عَضْلَ فِيهِ وَلَا أَذًى. وَلَا تَعَنُّتَ وَلَا رَغْبَةَ فِي تَعْوِيقِهِنَّ عَنِ اسْتِئْنَافِ حَيَاةٍ أُخْرَى جَدِيدَةٍ.
وَهَذَا حُكْمٌ عَامٌّ جَاءَ فِي سِيَاقِ السُّورَةِ فِي صَدَدِ تَنْظِيمِ الْحَيَاةِ الْعَامَّةِ لِلْجَمَاعَةِ الْمُسْلِمَةِ.
بَعْدَ ذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يَحِلُّ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنْ خُصُوصِيَّةٍ لِشَخْصِهِ وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ، بَعْدَ مَا نَزَلَتْ آيَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ الَّتِي تَجْعَلُ الْحَدَّ الْأَقْصَى لِلْأَزْوَاجِ أَرْبَعًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ..
وَكَانَ فِي عِصْمَةِ النَّبِيِّ فِي هَذَا الْوَقْتِ تِسْعُ نِسَاءٍ، تَزَوَّجَ بِكُلٍّ مِنْهُنَّ لِمَعْنًى خَاصٍّ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ nindex.php?page=showalam&ids=41وَحَفْصَةَ ابْنَتَا صَاحِبَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ .
nindex.php?page=showalam&ids=10583وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، nindex.php?page=showalam&ids=54وَأُمُّ سَلَمَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=93وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=10771وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ اللَّوَاتِي فَقَدْنَ أَزْوَاجَهُنَّ وَأَرَادَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَكْرِيمَهُنَّ، وَلَمْ يَكُنَّ ذَوَاتَ جَمَالٍ وَلَا شَبَابٍ، إِنَّمَا كَانَ مَعْنَى التَّكْرِيمِ لَهُنَّ خَالِصًا فِي هَذَا الزَّوَاجِ.
nindex.php?page=showalam&ids=15953وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَقَدْ عَلِمْنَا قِصَّةَ زَوَاجِهَا، وَقَدْ كَانَ هُنَاكَ تَعْوِيضٌ لَهَا كَذَلِكَ عَنْ طَلَاقِهَا مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدٍ الَّذِي زَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُ فَلَمْ تُفْلِحِ الزِّيجَةُ لِأَمْرٍ قَضَاهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَعَرَفْنَاهُ فِي قِصَّتِهَا. ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=149جُوَيْرِيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ
بَنِي الْمُصْطَلِقِ nindex.php?page=showalam&ids=199وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ. وَكَانَتَا مِنَ السَّبْيِ فَأَعْتَقَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ وَتَزَوَّجَ بِهِمَا الْوَاحِدَةَ تِلْوَ الْأُخْرَى، تَوْثِيقًا لِعَلَاقَتِهِ بِالْقَبَائِلِ، وَتَكْرِيمًا لَهُمَا، وَقَدْ أَسْلَمَتَا بَعْدَ مَا نَزَلَ بِأَهْلِهِمَا مِنَ الشِّدَّةِ.
وَكُنَّ قَدْ أَصْبَحْنَ " أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ " وَنِلْنَ شَرَفَ الْقُرْبِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ بَعْدَ نُزُولِ آيَتِيِ التَّخْيِيرِ. فَكَانَ صَعْبًا عَلَى نُفُوسِهِنَّ أَنْ يُفَارِقَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَ تَحْدِيدِ عَدَدِ
[ ص: 2876 ] النِّسَاءِ. وَقَدْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِنَّ، فَاسْتَثْنَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ذَلِكَ الْقَيْدِ، وَأَحَلَّ لَهُ اسْتِبْقَاءَ نِسَائِهِ جَمِيعًا فِي عِصْمَتِهِ، وَجَعَلَهُنَّ كُلَّهُنَّ حِلًّا لَهُ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَلَّا يَزِيدَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا، وَلَا يَسْتَبْدِلَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ أُخْرَى. فَإِنَّمَا هَذِهِ الْمِيزَةُ لِهَؤُلَاءِ اللَّوَاتِي ارْتَبَطْنَ بِهِ وَحْدَهُنَّ، كَيْ لَا يُحْرَمْنَ شَرَفَ النِّسْبَةِ إِلَيْهِ، بَعْدَ مَا اخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ.. وَحَوْلَ هَذِهِ الْمَبَادِئِ تَدُورُ هَذِهِ الْآيَاتُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ، وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ، وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ، وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا، خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ، لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ، وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ. ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا. nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ، وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ - إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ - وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ..
فَفِي الْآيَةِ يَحِلُّ اللَّهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْوَاعَ النِّسَاءِ الْمَذْكُورَاتِ فِيهَا - وَلَوْ كُنَّ فَوْقَ الْأَرْبَعِ - مِمَّا هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ. وَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ هِيَ: الْأَزْوَاجُ اللَّوَاتِي أَمْهَرَهُنَّ. وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ إِطْلَاقًا مِنَ الْفَيْءِ، وَبَنَاتِ عَمِّهِ وَبَنَاتِ عَمَّاتِهِ وَبَنَاتِ خَالِهِ وَبَنَاتِ خَالَاتِهِ مِمَّنْ هَاجَرْنَ مَعَهُ دُونَ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ لَمْ يُهَاجِرْنَ - إِكْرَامًا لِلْمُهَاجِرَاتِ - وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ بِلَا مَهْرٍ وَلَا وَلِيٍّ. إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ نِكَاحَهَا (وَقَدْ تَضَارَبَتِ الرِّوَايَاتُ حَوْلَ مَا إِذَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ تَزَوَّجَ وَاحِدَةً مِنْ هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النِّسَاءِ أَمْ لَمْ يَتَزَوَّجْ، وَالْأَرْجَحُ أَنَّهُ زَوْجُ اللَّوَاتِي عَرَضْنَ أَنْفُسَهُنَّ عَلَيْهِ مِنْ رِجَالٍ آخَرِينَ) وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ هَذِهِ خُصُوصِيَّةً لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَا أَنَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَمِيعًا. فَأَمَّا الْآخَرُونَ فَهُمْ خَاضِعُونَ لِمَا بَيَّنَهُ اللَّهُ وَفَرَضَهُ عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ. ذَلِكَ كَيْ لَا يَكُونَ عَلَى النَّبِيِّ حَرَجٌ فِي اسْتِبْقَاءِ أَزْوَاجِهِ وَفِي الِاسْتِجَابَةِ لِلظُّرُوفِ الْخَاصَّةِ الْمُحِيطَةِ بِشَخْصِهِ.
ثُمَّ تَرَكَ الْخِيَارَ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَنْ يَضُمَّ إِلَى عِصْمَتِهِ مَنْ شَاءَ مِمَّنْ يَعْرِضْنَ أَنْفُسَهُنَّ عَلَيْهِ، أَوْ يُؤَجِّلُ ذَلِكَ. وَمَنْ أَرْجَأَهُنَّ فَلَهُ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِنَّ حِينَ يَشَاءُ.. وَلَهُ أَنْ يُبَاشِرَ مِنْ نِسَائِهِ مَنْ يُرِيدُ وَيُرْجِئُ مَنْ يُرِيدُ. ثُمَّ يَعُودُ..
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ .. فَهِيَ مُرَاعَاةُ الظُّرُوفِ الْخَاصَّةِ الْمُحِيطَةِ بِشَخْصِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالرَّغَبَاتِ الْمُوَجَّهَةِ إِلَيْهِ، وَالْحِرْصِ عَلَى شَرَفِ الِاتِّصَالِ بِهِ، مِمَّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ وَيُدَبِّرُهُ بِعِلْمِهِ وَحِلْمِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا .