nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=32028_19988_32026_31037_19995_30531_30530_29468_29711_29703_29006يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=16إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=17وما ذلك على الله بعزيز (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=19وما يستوي الأعمى والبصير (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=20ولا الظلمات ولا النور (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=21ولا الظل ولا الحرور (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إن أنت إلا نذير (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=26ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير (26)
مرة أخرى يرجع إلى الهتاف بالناس أن ينظروا في علاقتهم بالله، وفي حقيقة أنفسهم; ويرجع إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالتسلية عما يلقى، والتسرية عما يجد من إعراض وضلال - كالشأن في المقطع الثاني من السورة - ويزيد هنا الإشارة إلى أن طبيعة الهدى غير طبيعة الضلال، وأن الاختلاف بين طبيعتهما أصيل
[ ص: 2937 ] عميق كأصالة الاختلاف بين العمى والبصر والظلمات والنور والظل والحرور والموت والحياة. وأن بين الهدى والبصر والنور والظل والحياة صلة وشبها; كما أن بين العمى والظلمة والحرور والموت صلة وشبها! ثم تنتهي الجولة بإشارة إلى مصارع المكذبين للتنبيه والتحذير.
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=15يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد، nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=16إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد، nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=17وما ذلك على الله بعزيز ..
إن الناس في حاجة إلى تذكيرهم بهذه الحقيقة في معرض دعوتهم إلى الهدى، ومجاهدتهم ليخرجوا مما هم فيه من الظلمات إلى نور الله وهداه. في حاجة إلى تذكيرهم بأنهم هم الفقراء المحاويج إلى الله. وأن الله غني عنهم كل الغنى. وأنهم حين يدعون إلى الإيمان بالله وعبادته وحمده على آلائه فإن الله غني عن عبادتهم وحمدهم، وهو المحمود بذاته. وأنهم لا يعجزون الله ولا يعزون عليه فهو إن شاء أن يذهب بهم ويأتي بخلق جديد من جنسهم أو من جنس آخر يخلفهم في الأرض. فإن ذلك عليه يسير..
الناس في حاجة إلى أن يذكروا بهذه الحقيقة، لئلا يركبهم الغرور وهم يرون أن الله - جل وعلا - يعنى بهم، ويرسل إليهم الرسل; ويجاهد الرسل أن يردوهم عن الضلالة إلى الهدى، ويخرجوهم من الظلمات إلى النور. ويركبهم الغرور فيظنون أنهم شيء عظيم على الله! وأن هداهم وعبادتهم تزيد شيئا في ملكه تعالى! والله هو الغني الحميد.
وإن الله سبحانه يمنح العباد من رعايته، ويفيض عليهم من رحمته، ويغمرهم بسابغ فضله - بإرسال رسله إليهم، واحتمال هؤلاء الرسل ما يحتملون من إعراضهم وإيذائهم، وثباتهم على الدعوة إلى الله بعد الإعراض والإيذاء.. إن الله سبحانه إنما يعامل عباده هكذا رحمة منه وفضلا وكرما ومنا. لأن هذه صفاته المتعلقة بذاته. لا لأن هؤلاء العباد يزيدون في ملكه شيئا بهداهم، أو ينقصون من ملكه شيئا بعماهم. ولا لأن هؤلاء العباد مخلوقات نادرة عزيزة صعبة الإعادة أو الاستبدال، فيغتفر لهم ما يقع منهم لأنهم صنف لا يعاد ولا يستبدل.
وإن الإنسان ليدهش ويحار في فضل الله ومنه وكرمه، حين يرى هذا الإنسان الصغير الضئيل الجاهل القاصر، الضعيف العاجز، ينال من عناية الله ورعايته كل هذا القدر الهائل!
والإنسان ساكن صغير من سكان هذه الأرض. والأرض تابع صغير من توابع الشمس. والشمس نجم مما لا عد له ولا حصر من النجوم. والنجوم إن هي إلا نقط صغيرة - على ضخامتها الهائلة - متناثرة في فضاء الكون الذي لا يعلم الناس حدوده. وهذا الفضاء الذي تتناثر فيه تلك النجوم كالنقط التائهة إن هو إلا بعض خلق الله!
ثم ينال الإنسان من الله كل هذه الرعاية.. ينشئه، ويستخلفه في الأرض، ويهبه كل أدوات الخلافة - سواء في تكوينه وتركيبه أو تسخير القوى والطاقات الكونية اللازمة له في خلافته - ويضل هذا المخلوق ويتبجح حتى ليشرك بربه أو ينكره. فيرسل الله إليه الرسل، رسولا بعد رسول، وينزل على الرسل الكتب والخوارق. ويطرد فضل الله ويفيض حتى لينزل في كتابه الأخير للبشر قصصا يحدث بها الناس، ويقص عليهم ما وقع لأسلافهم، ويحدثهم عن ذوات أنفسهم، ويكشف لهم عما فيها من قوى وطاقات، ومن عجز وضعف، بل إنه - سبحانه - ليحدث عن فلان وفلان بالذات، فيقول لهذا: أنت فعلت وأنت تركت،
[ ص: 2938 ] ويقول لذاك: هاك حلا لمشكلتك، وهاك خلاصا من ضيقتك!
كل ذلك، وهذا الإنسان هو الساكن الصغير من سكان هذه الأرض، التابعة الصغيرة من توابع الشمس، التائهة في هذا الوجود الكبير حتى ما تكاد تحس! والله - سبحانه - هو فاطر السماوات والأرض، وخالق هذا الوجود بما فيه ومن فيه بكلمة. بمجرد توجه الإرادة. وهو قادر على أن يخلق مثله بكلمة وبمجرد توجه الإرادة..
والناس خلقاء أن يدركوا هذه الحقيقة ليدركوا مدى فضل الله ورعايته ورحمته. وليستحيوا أن يستجيبوا للفضل الخالص والرعاية المجردة والرحمة الفائضة بالإعراض والجحود والنكران.
فهي من هذه الناحية لمسة وجدانية موحية، إلى جانب أنها حقيقة صادقة واقعة. والقرآن يلمس بالحقائق قلوب البشر; لأن الحقيقة حين تجلى أفعل في النفس; ولأنه هو الحق وبالحق نزل. فلا يتحدث إلا بالحق، ولا يقنع إلا بالحق، ولا يعرض إلا الحق، ولا يشير بغير الحق..
ولمسة أخرى بحقيقة أخرى. حقيقة فردية التبعة، والجزاء الفردي الذي لا يغني فيه أحد عن أحد شيئا. فما بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من حاجة إلى هدايتهم يحققها لنفسه، فهو محاسب على عمله وحده، كما أن كلا منهم محاسب على ما كسبت يداه، يحمل حمله وحده، لا يعينه أحد عليه. ومن يتطهر فإنما يتطهر لنفسه، وهو الكاسب وحده لا سواه والأمر كله صائر إلى الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18ولا تزر وازرة وزر أخرى. وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ..
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه. وإلى الله المصير ..
وحقيقة فردية التبعة والجزاء ذات أثر حاسم في الشعور الأخلاقي، وفي السلوك العملي سواء. فشعور كل فرد بأنه مجزي بعمله، لا يؤاخذ بكسب غيره، ولا يتخلص هو من كسبه، عامل قوي في يقظته لمحاسبة نفسه قبل أن تحاسب! مع التخلي عن كل أمل خادع في أن ينفعه أحد بشيء، أو أن يحمل عنه أحد شيئا. كما أنه - في الوقت ذاته - عامل مطمئن، فلا يقلق الفرد خيفة أن يؤخذ بجريرة الجماعة; فيطيش وييئس من جدوى عمله الفردي الطيب. ما دام قد أدى واجبه في النصح للجماعة ومحاولة ردها عن الضلال بما يملك من وسيلة.
إن الله - سبحانه - لا يحاسب الناس جملة بالقائمة! إنما يحاسبهم فردا فردا; كل على عمله. وفي حدود واجبه. ومن واجب الفرد أن ينصح وأن يحاول الإصلاح غاية جهده. فإذا قام بقسطه هذا فلا عليه من السوء في الجماعة التي يعيش فيها، فإنما هو محاسب على إحسانه. كذلك لن ينفعه صلاح الجماعة إذا كان هو بذاته غير صالح. فالله لا يحاسب عباده بالقائمة كما أسلفنا!
والتعبير القرآني يصور هذه الحقيقة على طريقة التصوير في القرآن، فتكون أعمق وأشد أثرا. يصور كل نفس حاملة حملها. فلا تحمل نفس حمل أخرى. وحين تثقل نفس بما تحمل ثم تدعو أقرب الأقرباء ليحمل عنها شيئا، فلن تجد من يلبي دعاءها ويرفع عنها شيئا مما يثقلها!
إنه مشهد القافلة كل من فيها يحمل أثقاله ويمضي في طريقه، حتى يقف أمام الميزان والوزان! وهي في وقفتها يبدو على من فيها الجهد والإعياء، واهتمام كل بحمله وثقله، وانشغاله عن البعداء والأقرباء!
وعلى مشهد القافلة المجهدة المثقلة، يلتفت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
[ ص: 2939 ] nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ..
فهؤلاء هم الذين يفلح فيهم الإنذار. هؤلاء الذين يخشون ربهم ولم يشاهدوه. ويقيمون الصلاة ليتصلوا بربهم ويعبدوه. هؤلاء هم الذين ينتفعون بك، ويستجيبون لك. فلا عليك ممن لا يخشى الله ولا يقيم الصلاة.
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ..
لا لك. ولا لغيرك. إنما هو يتطهر لينتفع بطهره. والتطهر معنى لطيف شفاف. يشمل القلب وخوالجه ومشاعره، ويشمل السلوك واتجاهاته وآثاره. وهو معنى موح رفاف.
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وإلى الله المصير ..
وهو المحاسب، والمجازي، فلا يذهب عمل صالح، ولا يفلت عمل سيئ. ولا يوكل الحكم والجزاء إلى غيره ممن يميلون أو ينسون أو يهملون..
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=32028_19988_32026_31037_19995_30531_30530_29468_29711_29703_29006يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=16إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=17وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=19وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=20وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=21وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إِنْ أَنْتَ إِلا نَذِيرٌ (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=26ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)
مَرَّةً أُخْرَى يَرْجِعُ إِلَى الْهُتَافِ بِالنَّاسِ أَنْ يَنْظُرُوا فِي عَلَاقَتِهِمْ بِاللَّهِ، وَفِي حَقِيقَةِ أَنْفُسِهِمْ; وَيَرْجِعُ إِلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالتَّسْلِيَةِ عَمَّا يَلْقَى، وَالتَّسْرِيَةِ عَمَّا يَجِدُ مِنْ إِعْرَاضٍ وَضَلَالٍ - كَالشَّأْنِ فِي الْمَقْطَعِ الثَّانِي مِنَ السُّورَةِ - وَيَزِيدُ هُنَا الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ طَبِيعَةَ الْهُدَى غَيْرُ طَبِيعَةِ الضَّلَالِ، وَأَنَّ الِاخْتِلَافَ بَيْنَ طَبِيعَتِهِمَا أَصِيلٌ
[ ص: 2937 ] عَمِيقٌ كَأَصَالَةِ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ الْعَمَى وَالْبَصَرِ وَالظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ وَالظِّلِّ وَالْحَرُورِ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ. وَأَنَّ بَيْنَ الْهُدَى وَالْبَصَرِ وَالنُّورِ وَالظِّلِّ وَالْحَيَاةِ صِلَةً وَشَبَهًا; كَمَا أَنَّ بَيْنَ الْعَمَى وَالظُّلْمَةِ وَالْحَرُورِ وَالْمَوْتِ صِلَةً وَشَبَهًا! ثُمَّ تَنْتَهِي الْجَوْلَةُ بِإِشَارَةٍ إِلَى مُصَارِعِ الْمُكَذِّبِينَ لِلتَّنْبِيهِ وَالتَّحْذِيرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=15يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ، وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=16إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ، nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=17وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ..
إِنَّ النَّاسَ فِي حَاجَةٍ إِلَى تَذْكِيرِهِمْ بِهَذِهِ الْحَقِيقَةِ فِي مَعْرِضِ دَعْوَتِهِمْ إِلَى الْهُدَى، وَمُجَاهَدَتِهِمْ لِيَخْرُجُوا مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى نُورِ اللَّهِ وَهُدَاهُ. فِي حَاجَةٍ إِلَى تَذْكِيرِهِمْ بِأَنَّهُمْ هُمُ الْفُقَرَاءُ الْمَحَاوِيجُ إِلَى اللَّهِ. وَأَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْهُمْ كُلَّ الْغِنَى. وَأَنَّهُمْ حِينَ يُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَعِبَادَتِهِ وَحَمْدِهِ عَلَى آلَائِهِ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ عِبَادَتِهِمْ وَحَمْدِهِمْ، وَهُوَ الْمَحْمُودُ بِذَاتِهِ. وَأَنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ اللَّهَ وَلَا يَعِزُّونَ عَلَيْهِ فَهُوَ إِنْ شَاءَ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَأْتِيَ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ مِنْ جِنْسِهِمْ أَوْ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ يَخْلُفْهُمْ فِي الْأَرْضِ. فَإِنَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ يَسِيرٌ..
النَّاسُ فِي حَاجَةٍ إِلَى أَنْ يُذَكَّرُوا بِهَذِهِ الْحَقِيقَةِ، لِئَلَّا يَرْكَبُهُمُ الْغُرُورُ وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَعَلَا - يُعْنَى بِهِمْ، وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ; وَيُجَاهِدُ الرُّسُلُ أَنْ يَرُدُّوهُمْ عَنِ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، وَيُخْرِجُوهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ. وَيَرْكَبُهُمُ الْغُرُورُ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ عَظِيمٌ عَلَى اللَّهِ! وَأَنَّ هُدَاهُمْ وَعِبَادَتَهُمْ تَزِيدُ شَيْئًا فِي مُلْكِهِ تَعَالَى! وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ.
وَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَمْنَحُ الْعِبَادَ مِنْ رِعَايَتِهِ، وَيَفِيضُ عَلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَيَغْمُرُهُمْ بِسَابِغِ فَضْلِهِ - بِإِرْسَالِ رُسُلِهِ إِلَيْهِمْ، وَاحْتِمَالِ هَؤُلَاءِ الرُّسُلِ مَا يَحْتَمِلُونَ مِنْ إِعْرَاضِهِمْ وَإِيذَائِهِمْ، وَثَبَاتِهِمْ عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ الْإِعْرَاضِ وَالْإِيذَاءِ.. إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إِنَّمَا يُعَامِلُ عِبَادَهُ هَكَذَا رَحْمَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَكَرَمًا وَمَنًّا. لِأَنَّ هَذِهِ صِفَاتُهُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِذَاتِهِ. لَا لِأَنَّ هَؤُلَاءِ الْعِبَادَ يَزِيدُونَ فِي مُلْكِهِ شَيْئًا بِهُدَاهُمْ، أَوْ يَنْقُصُونَ مِنْ مُلْكِهِ شَيْئًا بِعَمَاهُمْ. وَلَا لِأَنَّ هَؤُلَاءِ الْعِبَادَ مَخْلُوقَاتٌ نَادِرَةٌ عَزِيزَةٌ صَعْبَةُ الْإِعَادَةِ أَوِ الِاسْتِبْدَالِ، فَيُغْتَفَرُ لَهُمْ مَا يَقَعُ مِنْهُمْ لِأَنَّهُمْ صِنْفٌ لَا يُعَادِ وَلَا يَسْتَبْدِلْ.
وَإِنَّ الْإِنْسَانَ لِيَدْهَشُ وَيَحَارُ فِي فَضْلِ اللَّهِ وَمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، حِينَ يَرَى هَذَا الْإِنْسَانُ الصَّغِيرُ الضَّئِيلُ الْجَاهِلُ الْقَاصِرُ، الضَّعِيفُ الْعَاجِزُ، يَنَالُ مِنْ عِنَايَةِ اللَّهِ وَرِعَايَتِهِ كُلَّ هَذَا الْقَدْرِ الْهَائِلِ!
وَالْإِنْسَانُ سَاكِنٌ صَغِيرٌ مِنْ سُكَّانِ هَذِهِ الْأَرْضِ. وَالْأَرْضُ تَابِعٌ صَغِيرٌ مِنْ تَوَابِعِ الشَّمْسِ. وَالشَّمْسُ نَجْمٌ مِمَّا لَا عَدَّ لَهُ وَلَا حَصْرَ مِنَ النُّجُومِ. وَالنُّجُومُ إِنْ هِيَ إِلَّا نُقَطٌ صَغِيرَةٌ - عَلَى ضَخَامَتِهَا الْهَائِلَةِ - مُتَنَاثِرَةً فِي فَضَاءِ الْكَوْنِ الَّذِي لَا يَعْلَمُ النَّاسُ حُدُودَهُ. وَهَذَا الْفَضَاءُ الَّذِي تَتَنَاثَرُ فِيهِ تِلْكَ النُّجُومُ كَالنُّقَطِ التَّائِهَةِ إِنْ هُوَ إِلَّا بَعْضُ خَلْقِ اللَّهِ!
ثُمَّ يَنَالُ الْإِنْسَانُ مِنَ اللَّهِ كُلَّ هَذِهِ الرِّعَايَةِ.. يُنْشِئُهُ، وَيَسْتَخْلِفُهُ فِي الْأَرْضِ، وَيَهَبُهُ كُلَّ أَدَوَاتِ الْخِلَافَةِ - سَوَاءٌ فِي تَكْوِينِهِ وَتَرْكِيبِهِ أَوْ تَسْخِيرِ الْقُوَى وَالطَّاقَاتِ الْكَوْنِيَّةِ اللَّازِمَةِ لَهُ فِي خِلَافَتِهِ - وَيَضِلُّ هَذَا الْمَخْلُوقُ وَيَتَبَجَّحُ حَتَّى لَيُشْرِكَ بِرَبِّهِ أَوْ يُنْكِرَهُ. فَيُرْسِلُ اللَّهُ إِلَيْهِ الرُّسُلَ، رَسُولًا بَعْدَ رَسُولٍ، وَيُنْزِلُ عَلَى الرُّسُلِ الْكُتُبَ وَالْخَوَارِقَ. وَيَطَّرِدُ فَضْلُ اللَّهِ وَيُفِيضُ حَتَّى لَيُنْزِلَ فِي كِتَابِهِ الْأَخِيرِ لِلْبَشَرِ قَصَصًا يُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ، وَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ مَا وَقَعَ لِأَسْلَافِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ عَنْ ذَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَيَكْشِفُ لَهُمْ عَمَّا فِيهَا مَنْ قُوًى وَطَاقَاتٍ، وَمِنْ عَجْزٍ وَضَعْفٍ، بَلْ إِنَّهُ - سُبْحَانَهُ - لَيُحَدِّثُ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ بِالذَّاتِ، فَيَقُولُ لِهَذَا: أَنْتَ فَعَلْتَ وَأَنْتَ تَرَكَتْ،
[ ص: 2938 ] وَيَقُولُ لِذَاكَ: هَاكَ حَلًّا لِمُشْكِلَتِكَ، وَهَاكَ خَلَاصًا مِنْ ضِيقَتِكَ!
كُلُّ ذَلِكَ، وَهَذَا الْإِنْسَانُ هُوَ السَّاكِنُ الصَّغِيرُ مِنْ سُكَّانِ هَذِهِ الْأَرْضِ، التَّابِعَةِ الصَّغِيرَةِ مِنْ تَوَابِعِ الشَّمْسِ، التَّائِهَةِ فِي هَذَا الْوُجُودِ الْكَبِيرِ حَتَّى مَا تَكَادُ تُحَسُّ! وَاللَّهُ - سُبْحَانَهُ - هُوَ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَخَالِقُ هَذَا الْوُجُودِ بِمَا فِيهِ وَمَنْ فِيهِ بِكَلِمَةٍ. بِمُجَرَّدِ تَوَجُّهِ الْإِرَادَةِ. وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُ بِكَلِمَةٍ وَبِمُجَرَّدِ تَوَجُّهِ الْإِرَادَةِ..
وَالنَّاسُ خُلَقَاءُ أَنَّ يُدْرِكُوا هَذِهِ الْحَقِيقَةَ لِيُدْرِكُوا مَدَى فَضْلِ اللَّهِ وَرِعَايَتِهِ وَرَحْمَتِهِ. وَلِيَسْتَحْيُوا أَنْ يَسْتَجِيبُوا لِلْفَضْلِ الْخَالِصِ وَالرِّعَايَةِ الْمُجَرَّدَةِ وَالرَّحْمَةِ الْفَائِضَةِ بِالْإِعْرَاضِ وَالْجُحُودِ وَالنُّكْرَانِ.
فَهِيَ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ لَمْسَةٌ وِجْدَانِيَّةٌ مُوحِيَةٌ، إِلَى جَانِبِ أَنَّهَا حَقِيقَةٌ صَادِقَةٌ وَاقِعَةٌ. وَالْقُرْآنُ يَلْمِسُ بِالْحَقَائِقِ قُلُوبَ الْبَشَرِ; لِأَنَّ الْحَقِيقَةَ حِينَ تُجَلَّى أَفْعَلُ فِي النَّفْسِ; وَلِأَنَّهُ هُوَ الْحَقُّ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ. فَلَا يَتَحَدَّثُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا يُقْنِعُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا يَعْرِضُ إِلَّا الْحَقَّ، وَلَا يُشِيرُ بِغَيْرِ الْحَقِّ..
وَلَمْسَةٌ أُخْرَى بِحَقِيقَةٍ أُخْرَى. حَقِيقَةُ فَرْدِيَّةِ التَّبِعَةِ، وَالْجَزَاءِ الْفَرْدِيِّ الَّذِي لَا يُغْنِي فِيهِ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا. فَمَا بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ حَاجَةٍ إِلَى هِدَايَتِهِمْ يُحَقِّقُهَا لِنَفْسِهِ، فَهُوَ مُحَاسَبٌ عَلَى عَمَلِهِ وَحْدَهُ، كَمَا أَنَّ كُلًّا مِنْهُمْ مُحَاسِبٌ عَلَى مَا كَسَبَتْ يَدَاهُ، يَحْمِلُ حِمْلَهُ وَحْدَهُ، لَا يُعِينُهُ أَحَدٌ عَلَيْهِ. وَمَنْ يَتَطَهَّرُ فَإِنَّمَا يَتَطَهَّرُ لِنَفْسِهِ، وَهُوَ الْكَاسِبُ وَحْدَهُ لَا سِوَاهُ وَالْأَمْرُ كُلُّهُ صَائِرٌ إِلَى اللَّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ..
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ. وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ..
وَحَقِيقَةُ فَرْدِيَّةِ التَّبِعَةِ وَالْجَزَاءِ ذَاتُ أَثَرٍ حَاسِمٍ فِي الشُّعُورِ الْأَخْلَاقِيِّ، وَفِي السُّلُوكِ الْعَمَلِيِّ سَوَاءً. فَشُعُورُ كُلِّ فَرْدٍ بِأَنَّهُ مَجْزِيٌّ بِعَمَلِهِ، لَا يُؤَاخَذُ بِكَسْبِ غَيْرِهِ، وَلَا يَتَخَلَّصُ هُوَ مِنْ كَسْبِهِ، عَامِلٌ قَوِيٌّ فِي يَقَظَتِهِ لِمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ! مَعَ التَّخَلِّي عَنْ كُلِّ أَمَلٍ خَادِعٍ فِي أَنْ يَنْفَعَهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ، أَوْ أَنْ يَحْمِلَ عَنْهُ أَحَدٌ شَيْئًا. كَمَا أَنَّهُ - فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ - عَامِلٌ مُطَمْئِنٌ، فَلَا يَقْلَقُ الْفَرْدُ خِيفَةَ أَنْ يُؤْخَذَ بِجَرِيرَةِ الْجَمَاعَةِ; فَيَطِيشُ وَيَيْئَسُ مِنْ جَدْوَى عَمَلِهِ الْفَرْدِيِّ الطَّيِّبِ. مَا دَامَ قَدْ أَدَّى وَاجِبَهُ فِي النُّصْحِ لِلْجَمَاعَةِ وَمُحَاوَلَةِ رَدِّهَا عَنِ الضَّلَالِ بِمَا يَمْلِكُ مِنْ وَسِيلَةٍ.
إِنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - لَا يُحَاسِبُ النَّاسَ جُمْلَةً بِالْقَائِمَةِ! إِنَّمَا يُحَاسِبُهُمْ فَرْدًا فَرْدًا; كُلٌّ عَلَى عَمَلِهِ. وَفِي حُدُودِ وَاجِبِهِ. وَمِنْ وَاجِبِ الْفَرْدِ أَنْ يَنْصَحَ وَأَنْ يُحَاوِلَ الْإِصْلَاحَ غَايَةَ جُهْدِهِ. فَإِذَا قَامَ بِقِسْطِهِ هَذَا فَلَا عَلَيْهِ مِنَ السُّوءِ فِي الْجَمَاعَةِ الَّتِي يَعِيشُ فِيهَا، فَإِنَّمَا هُوَ مُحَاسَبٌ عَلَى إِحْسَانِهِ. كَذَلِكَ لَنْ يَنْفَعَهُ صَلَاحُ الْجَمَاعَةِ إِذَا كَانَ هُوَ بِذَاتِهِ غَيْرَ صَالِحٍ. فَاللَّهُ لَا يُحَاسِبُ عِبَادَهُ بِالْقَائِمَةِ كَمَا أَسْلَفْنَا!
وَالتَّعْبِيرُ الْقُرْآنِيُّ يُصَوِّرُ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ عَلَى طَرِيقَةِ التَّصْوِيرِ فِي الْقُرْآنِ، فَتَكُونُ أَعْمَقَ وَأَشَدَّ أَثَرًا. يُصَوِّرُ كُلَّ نَفْسٍ حَامِلَةً حِمْلَهَا. فَلَا تَحْمِلُ نَفْسَ حِمْلِ أُخْرَى. وَحِينَ تُثْقِلُ نَفْسٌ بِمَا تَحْمِلُ ثُمَّ تَدْعُو أَقْرَبَ الْأَقْرِبَاءِ لِيَحْمِلَ عَنْهَا شَيْئًا، فَلَنْ تَجِدَ مَنْ يُلَبِّي دُعَاءَهَا وَيَرْفَعُ عَنْهَا شَيْئًا مِمَّا يُثْقِلُهَا!
إِنَّهُ مَشْهَدُ الْقَافِلَةِ كُلُّ مَنْ فِيهَا يَحْمِلُ أَثْقَالَهُ وَيَمْضِي فِي طَرِيقِهِ، حَتَّى يَقِفَ أَمَامَ الْمِيزَانِ وَالْوَزَّانِ! وَهِيَ فِي وَقْفَتِهَا يَبْدُو عَلَى مَنْ فِيهَا الْجُهْدُ وَالْإِعْيَاءُ، وَاهْتِمَامُ كَلٍّ بِحِمْلِهِ وَثِقْلِهِ، وَانْشِغَالِهِ عَنِ الْبُعَدَاءِ وَالْأَقْرِبَاءِ!
وَعَلَى مَشْهَدِ الْقَافِلَةِ الْمُجْهَدَةِ الْمُثْقَلَةِ، يَلْتَفِتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[ ص: 2939 ] nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ ..
فَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ يُفْلِحُ فِيهِمُ الْإِنْذَارُ. هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَلَمْ يُشَاهِدُوهُ. وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ لِيَتَّصِلُوا بِرَبِّهِمْ وَيَعْبُدُوهُ. هَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ يَنْتَفِعُونَ بِكَ، وَيَسْتَجِيبُونَ لَكَ. فَلَا عَلَيْكَ مِمَّنْ لَا يَخْشَى اللَّهَ وَلَا يُقِيمُ الصَّلَاةَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ ..
لَا لَكَ. وَلَا لِغَيْرِكَ. إِنَّمَا هُوَ يَتَطَهَّرُ لِيَنْتَفِعَ بِطُهْرِهِ. وَالتَّطَهُّرُ مَعْنًى لَطِيفٌ شَفَّافٌ. يَشْمَلُ الْقَلْبَ وَخَوَالِجَهُ وَمَشَاعِرَهُ، وَيَشْمَلُ السُّلُوكَ وَاتِّجَاهَاتِهِ وَآثَارِهِ. وَهُوَ مَعْنًى مُوحٍ رَفَّافٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ..
وَهُوَ الْمُحَاسِبُ، وَالْمُجَازِي، فَلَا يَذْهَبُ عَمَلٌ صَالِحٌ، وَلَا يُفْلِتُ عَمَلٌ سَيِّئٌ. وَلَا يُوكَلُ الْحُكْمُ وَالْجَزَاءُ إِلَى غَيْرِهِ مِمَّنْ يَمِيلُونَ أَوْ يَنْسَوْنَ أَوْ يُهْمِلُونَ..