nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=29702_33677_30558_30551_29687_19655_29428_28784_33679_29010الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل (62)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون (63)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون (64)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن [ ص: 3060 ] عملك ولتكونن من الخاسرين (65)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=66بل الله فاعبد وكن من الشاكرين (66)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (67)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون (69)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=70ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون (70)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين (71)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=72قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين (72)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (73)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين (74)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (75)
هذا القطاع الأخير في السورة، يعرض حقيقة التوحيد من جانب وحدانية الخالق الذي خلق كل شيء، المالك المتصرف في كل شيء. فتبدو دعوة المشركين للنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مشاركتهم عبادة آلهتهم في مقابل أن يشاركوه عبادة إلهه! تبدو هذه الدعوة مستغربة، والله هو خالق كل شيء، وهو المتصرف في ملكوت السماوات والأرض بلا شريك. فأنى يعبد معه غيره، وله وحده مقاليد السماوات والأرض؟!
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وما قدروا الله حق قدره وهم يشركون به وهو وحده المعبود القادر القاهر
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه .. وبمناسبة تصوير هذه الحقيقة على هذا النحو يوم القيامة يعرض مشهدا فريدا من مشاهد القيامة، ينتهي بموقف الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم، وينطق الوجود كله بحمده:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وقيل الحمد لله رب العالمين .. فتكون هذه هي كلمة الفصل في حقيقة التوحيد.
[ ص: 3061 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62الله خالق كل شيء، وهو على كل شيء وكيل. nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63له مقاليد السماوات والأرض. والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ..
إنها الحقيقة التي ينطق بها كل شيء. فما يملك أحد أن يدعي أنه خلق شيئا. وما يملك عقل أن يزعم أن هذا الوجود وجد من غير مبدع. وكل ما فيه ينطق بالقصد والتدبير; وليس أمر من أموره متروكا لقى أو للمصادفة من الصغير إلى الكبير:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62وهو على كل شيء وكيل .. وإلى الله قياد السماوات والأرض. فهو يصرفها وفق ما يريد; وهي تسير وفق نظامه الذي قدرهوما تتدخل إرادة غير إرادته في تصريفها، على ما تشهد الفطرة، وينطق الواقع، ويقر العقل والضمير.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ..
خسروا لإدراك الذي يجعل حياتهم في الأرض متسقة مع حياة الكون كله; وخسروا راحة الهدى وجمال الإيمان وطمأنينة الاعتقاد وحلاوة اليقين. وخسروا في الآخرة أنفسهم وأهليهم. فهم الخاسرون الذين ينطبق عليهم لفظ الخاسرون !
وعلى ضوء هذه الحقيقة التي تنطق بها السماوات والأرض، ويشهد بها كل شيء في الوجود، يلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استنكار ما يعرضونه عليه من مشاركتهم عبادة آلهتهم في مقابل أن يعبدوا معه إلهه. كأن الأمر أمر صفقة يساوم عليها في السوق!
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قل: أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون؟ ..
وهو الاستنكار الذي تصرخ به الفطرة في وجه هذا العرض السخيف الذي ينبئ عن الجهل المطلق المطبق المطموس.
ويعقب عليه بتحذير من الشرك. يبدأ أول ما يبدأ بالأنبياء والمرسلين. وهم - صلوات الله عليهم - لا يتطرق إلى قلوبهم طائف الشرك أبدا. ولكن التحذير هنا ينبه سواهم من أقوامهم إلى تفرد ذات الله سبحانه في مقام العبادة، وتوحد البشر في مقام العبودية، بما فيهم الأنبياء والمرسلون:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك: لئن أشركت ليحبطن عملك، ولتكونن من الخاسرين ..
ويختم هذا التحذير من الشرك بالأمر بالتوحيد. توحيد العبادة والشكر على الهدى واليقين، وعلى آلاء الله التي تغمر عباده، ويعجزون عن إحصائها، وهم فيها مغمورون:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=66بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ..
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وما قدروا الله حق قدره ..
نعم. ما قدروا الله حق قدره، وهم يشركون به بعض خلقه. وهم لا يعبدونه حق عبادته. وهم لا يدركون وحدانيته وعظمته. وهم لا يستشعرون جلاله وقوته.
ثم يكشف لهم عن جانب من عظمة الله وقوته. على طريقة التصوير القرآنية، التي تقرب للبشر الحقائق الكلية في صورة جزئية، يتصورها إدراكهم المحدود:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67والأرض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه. سبحانه وتعالى عما يشركون ..
[ ص: 3062 ] وكل ما يرد في القرآن وفي الحديث من هذه الصور والمشاهد إنما هو تقريب للحقائق التي لا يملك البشر إدراكها بغير أن توضع لهم في تعبير يدركونه، وفي صورة يتصورونها. ومنه هذا التصوير لجانب من حقيقة القدرة المطلقة، التي لا تتقيد بشكل، ولا تتحيز في حيز، ولا تتحدد بحدود .
ثم يأخذ في مشهد من مشاهد القيامة يبدأ بالنفخة الأولى، وينتهي بانتهاء الموقف، وسوق أهل النار إلى النار. وأهل الجنة إلى الجنة. وتفرد الله ذي الجلال. وتوجه الوجود لذاته بالتسبيح والتحميد.
وهو مشهد رائع حافل، يبدأ متحركا، ثم يسير وئيدا، حتى تهدأ كل حركة، وتسكن كل نأمة، ويخيم على ساحة العرض جلال الصمت، ورهبة الخشوع، بين يدي الله الواحد القهار!
ها هي ذي الصيحة الأولى تنبعث، فيصعق من يكون باقيا على ظهر الأرض من الأحياء، ومن في السماوات كذلك - إلا من شاء الله - ولا نعلم كم يمضي من الوقت حتى تنبعث الصيحة الثانية:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله. ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ..
ولا تذكر الصيحة الثالثة هنا. صيحة الحشر والتجميع. ولا تصور ضجة الحشر وعجيج الزحام. لأن هذا المشهد يرسم هنا في هدوء، ويتحرك في سكون.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وأشرقت الأرض بنور ربها ..
أرض الساحة التي يتم فيها الاستعراض. ونور ربها الذي لا نور غيره في هذا المقام..
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69ووضع الكتاب .. الحافظ لأعمال العباد..
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وجيء بالنبيين والشهداء .. ليقولوا كلمة الحق التي يعلمون.. وطوي كل خصام وجدال - في هذا المشهد - تنسيقا لجوه مع الجلال والخشوع الذي يسود الموقف العام:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون. nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=70ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ..
فلا حاجة إلى كلمة تقال، ولا إلى صوت واحد يرتفع. ومن ثم تجمل وتطوى عملية الحساب والسؤال والجواب التي تعرض في مشاهد أخرى. لأن المقام هنا مقام روعة وجلال.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ..
واستقبلهم خزنتها يسجلون استحقاقهم لها ويذكرونهم بأسباب مجيئهم إليها:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وقال لهم خزنتها: ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71قالوا: بلى. ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ..
فالموقف موقف إذعان وتسليم. لا موقف مخاصمة ولا مجادلة. وهم مقرون مستسلمون!
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=72قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها. فبئس مثوى المتكبرين !
ذلك ركب جهنم ركب المتكبرين. فكيف ركب الجنة؟ ركب المتقين؟
[ ص: 3063 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا. حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها. وقال لهم خزنتها: سلام عليكم. طبتم. فادخلوها خالدين ..
فهو الاستقبال الطيب. والثناء المستحب. وبيان السبب. طبتم وتطهرتم. كنتم طيبين. وجئتم طيبين. فما يكون فيها إلا الطيب. وما يدخلها إلا الطيبون. وهو الخلود في ذلك النعيم..
هنا تهينم أصوات أهل الجنة بالتسبيح والتحميد:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74وقالوا: الحمد لله. الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض، نتبوأ من الجنة حيث نشاء . فهذه هي الأرض لتي تستحق أن تورث. وهم يسكنون فيها حيث شاءوا، وينالون منها الذي يريدون.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74فنعم أجر العاملين ..
ثم يختم المشهد بما يغمر النفس بالروعة والرهبة والجلال، وما يتسق مع جو المشهد كله وظله، وما يختم سورة التوحيد أنسب ختام; والوجود كله يتجه إلى ربه بالحمد; في خشوع واستسلام. وكلمة الحمد ينطق بها كل حي وكل موجود في استسلام:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وترى الملائكة حافين من حول العرش، يسبحون بحمد ربهم، وقضي بينهم بالحق، وقيل: الحمد لله رب العالمين ..
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=29702_33677_30558_30551_29687_19655_29428_28784_33679_29010اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ [ ص: 3060 ] عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=66بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=70وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=72قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)
هَذَا الْقِطَاعُ الْأَخِيرُ فِي السُّورَةِ، يَعْرِضُ حَقِيقَةَ التَّوْحِيدِ مِنْ جَانِبِ وَحْدَانِيَّةِ الْخَالِقِ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، الْمَالِكُ الْمُتَصَرِّفُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. فَتَبْدُو دَعْوَةُ الْمُشْرِكِينَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مُشَارَكَتِهِمْ عِبَادَةَ آلِهَتِهِمْ فِي مُقَابِلِ أَنْ يُشَارِكُوهُ عِبَادَةَ إِلَهِهِ! تَبْدُو هَذِهِ الدَّعْوَةُ مُسْتَغْرَبَةً، وَاللَّهُ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ الْمُتَصَرِّفُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِلَا شَرِيكٍ. فَأَنَّى يُعْبَدُ مَعَهُ غَيْرُهُ، وَلَهُ وَحْدَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟!
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ وَهُوَ وَحْدَهُ الْمَعْبُودُ الْقَادِرُ الْقَاهِرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ .. وَبِمُنَاسَبَةِ تَصْوِيرِ هَذِهِ الْحَقِيقَةِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْرِضُ مَشْهَدًا فَرِيدًا مِنْ مَشَاهِدِ الْقِيَامَةِ، يَنْتَهِي بِمَوْقِفِ الْمَلَائِكَةِ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ، وَيَنْطِقُ الْوُجُودُ كُلُّهُ بِحَمْدِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .. فَتَكُونُ هَذِهِ هِيَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ فِي حَقِيقَةِ التَّوْحِيدِ.
[ ص: 3061 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ..
إِنَّهَا الْحَقِيقَةُ الَّتِي يَنْطِقُ بِهَا كُلُّ شَيْءٍ. فَمَا يَمْلِكُ أَحَدٌ أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّهُ خَلَقَ شَيْئًا. وَمَا يَمْلِكُ عَقْلٌ أَنْ يَزْعُمَ أَنَّ هَذَا الْوُجُودَ وُجِدَ مِنْ غَيْرِ مُبْدِعٍ. وَكُلُّ مَا فِيهِ يَنْطِقُ بِالْقَصْدِ وَالتَّدْبِيرِ; وَلَيْسَ أَمْرٌ مِنْ أُمُورِهِ مَتْرُوكًا لُقًى أَوْ لِلْمُصَادَفَةِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ .. وَإِلَى اللَّهِ قِيَادُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. فَهُوَ يُصَرِّفُهَا وَفْقَ مَا يُرِيدُ; وَهِيَ تَسِيرُ وَفْقَ نِظَامِهِ الَّذِي قَدَّرَهُوَمَا تَتَدَخَّلَ إِرَادَةٌ غَيْرُ إِرَادَتِهِ فِي تَصْرِيفِهَا، عَلَى مَا تَشْهَدُ الْفِطْرَةُ، وَيُنْطِقُ الْوَاقِعُ، وَيُقِرُّ الْعَقْلُ وَالضَّمِيرُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ..
خَسِرُوا لِإِدْرَاكِ الَّذِي يَجْعَلُ حَيَاتَهُمْ فِي الْأَرْضِ مُتَّسِقَةً مَعَ حَيَاةِ الْكَوْنِ كُلِّهِ; وَخَسِرُوا رَاحَةَ الْهُدَى وَجَمَالَ الْإِيمَانِ وَطُمَأْنِينَةَ الِاعْتِقَادِ وَحَلَاوَةَ الْيَقِينِ. وَخَسِرُوا فِي الْآخِرَةِ أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ. فَهُمُ الْخَاسِرُونَ الَّذِينَ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ لَفْظُ الْخَاسِرُونَ !
وَعَلَى ضَوْءِ هَذِهِ الْحَقِيقَةِ الَّتِي تَنْطِقُ بِهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَيَشْهَدُ بِهَا كُلُّ شَيْءٍ فِي الْوُجُودِ، يُلَقِّنُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتِنْكَارَ مَا يَعْرِضُونَهُ عَلَيْهِ مِنْ مُشَارَكَتِهِمْ عِبَادَةَ آلِهَتِهِمْ فِي مُقَابِلِ أَنْ يَعْبُدُوا مَعَهُ إِلَهَهُ. كَأَنَّ الْأَمْرَ أَمْرُ صَفْقَةٍ يُسَاوِمُ عَلَيْهَا فِي السُّوقِ!
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قُلْ: أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ؟ ..
وَهُوَ الِاسْتِنْكَارُ الَّذِي تَصْرُخُ بِهِ الْفِطْرَةُ فِي وَجْهِ هَذَا الْعَرْضِ السَّخِيفِ الَّذِي يُنْبِئُ عَنِ الْجَهْلِ الْمُطْلَقِ الْمُطْبَقِ الْمَطْمُوسِ.
وَيُعَقِّبُ عَلَيْهِ بِتَحْذِيرٍ مِنَ الشِّرْكِ. يَبْدَأُ أَوَّلَ مَا يَبْدَأُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ. وَهُمْ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - لَا يَتَطَرَّقُ إِلَى قُلُوبِهِمْ طَائِفُ الشِّرْكِ أَبَدًا. وَلَكِنَّ التَّحْذِيرَ هُنَا يُنَبِّهُ سِوَاهُمْ مِنْ أَقْوَامِهِمْ إِلَى تَفَرُّدِ ذَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي مَقَامِ الْعِبَادَةِ، وَتَوَحُّدِ الْبَشَرِ فِي مَقَامِ الْعُبُودِيَّةِ، بِمَا فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ، وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ..
وَيَخْتِمُ هَذَا التَّحْذِيرُ مِنَ الشِّرْكِ بِالْأَمْرِ بِالتَّوْحِيدِ. تَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ وَالشُّكْرِ عَلَى الْهُدَى وَالْيَقِينِ، وَعَلَى آلَاءِ اللَّهِ الَّتِي تَغْمُرُ عِبَادَهُ، وَيَعْجَزُونَ عَنْ إِحْصَائِهَا، وَهُمْ فِيهَا مَغْمُورُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=66بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ..
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ..
نَعَمْ. مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ بَعْضَ خَلْقِهِ. وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ. وَهُمْ لَا يُدْرِكُونَ وَحْدَانِيَّتَهُ وَعَظَمَتَهُ. وَهُمْ لَا يَسْتَشْعِرُونَ جَلَالَهُ وَقُوَّتَهُ.
ثُمَّ يَكْشِفُ لَهُمْ عَنْ جَانِبٍ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ. عَلَى طَرِيقَةِ التَّصْوِيرِ الْقُرْآنِيَّةِ، الَّتِي تُقَرِّبُ لِلْبَشَرِ الْحَقَائِقَ الْكُلِّيَّةَ فِي صُورَةٍ جُزْئِيَّةٍ، يَتَصَوَّرُهَا إِدْرَاكُهُمُ الْمَحْدُودُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=67وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ..
[ ص: 3062 ] وَكُلُّ مَا يَرِدُ فِي الْقُرْآنِ وَفِي الْحَدِيثِ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرِ وَالْمُشَاهِدِ إِنَّمَا هُوَ تَقْرِيبٌ لِلْحَقَائِقِ الَّتِي لَا يَمْلِكُ الْبَشَرُ إِدْرَاكَهَا بِغَيْرِ أَنْ تُوضَعَ لَهُمْ فِي تَعْبِيرٍ يُدْرِكُونَهُ، وَفِي صُورَةٍ يَتَصَوَّرُونَهَا. وَمِنْهُ هَذَا التَّصْوِيرُ لِجَانِبٍ مِنْ حَقِيقَةِ الْقُدْرَةِ الْمُطْلَقَةِ، الَّتِي لَا تَتَقَيَّدُ بِشَكْلٍ، وَلَا تَتَحَيَّزُ فِي حَيِّزٍ، وَلَا تَتَحَدَّدُ بِحُدُودٍ .
ثُمَّ يَأْخُذُ فِي مَشْهَدٍ مِنْ مَشَاهِدِ الْقِيَامَةِ يَبْدَأُ بِالنَّفْخَةِ الْأَوْلَى، وَيَنْتَهِي بِانْتِهَاءِ الْمَوْقِفِ، وَسَوْقِ أَهْلِ النَّارِ إِلَى النَّارِ. وَأَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ. وَتَفَرُّدِ اللَّهِ ذِي الْجَلَالِ. وَتَوَجُّهِ الْوُجُودِ لِذَاتِهِ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ.
وَهُوَ مَشْهَدٌ رَائِعٌ حَافِلٌ، يَبْدَأُ مُتَحَرِّكًا، ثُمَّ يَسِيرُ وَئِيدًا، حَتَّى تَهْدَأَ كُلُّ حَرَكَةٍ، وَتَسْكُنَ كُلُّ نَأْمَةٍ، وَيُخَيِّمَ عَلَى سَاحَةِ الْعَرْضِ جَلَالُ الصَّمْتِ، وَرَهْبَةُ الْخُشُوعِ، بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ!
هَا هِيَ ذِي الصَّيْحَةِ الْأُولَى تَنْبَعِثُ، فَيَصْعَقُ مَنْ يَكُونُ بَاقِيًا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنَ الْأَحْيَاءِ، وَمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ كَذَلِكَ - إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ - وَلَا نَعْلَمُ كَمْ يَمْضِي مِنَ الْوَقْتِ حَتَّى تَنْبَعِثَ الصَّيْحَةُ الثَّانِيَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ..
وَلَا تُذْكَرُ الصَّيْحَةُ الثَّالِثَةُ هُنَا. صَيْحَةُ الْحَشْرِ وَالتَّجْمِيعِ. وَلَا تُصَوِّرُ ضَجَّةَ الْحَشْرِ وَعَجِيجَ الزِّحَامِ. لِأَنَّ هَذَا الْمَشْهَدَ يُرْسَمُ هُنَا فِي هُدُوءٍ، وَيَتَحَرَّكُ فِي سُكُونٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ..
أَرْضُ السَّاحَةِ الَّتِي يَتِمُّ فِيهَا الِاسْتِعْرَاضُ. وَنُورُ رَبِّهَا الَّذِي لَا نُورَ غَيْرُهُ فِي هَذَا الْمَقَامِ..
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وَوُضِعَ الْكِتَابُ .. الْحَافِظُ لِأَعْمَالِ الْعِبَادِ..
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ .. لِيَقُولُوا كَلِمَةَ الْحَقِّ الَّتِي يَعْلَمُونَ.. وَطُوِيَ كُلُّ خِصَامٍ وَجِدَالٍ - فِي هَذَا الْمَشْهَدِ - تَنْسِيقًا لِجَوِّهِ مَعَ الْجَلَالِ وَالْخُشُوعِ الَّذِي يَسُودُ الْمَوْقِفَ الْعَامَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=70وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ..
فَلَا حَاجَةَ إِلَى كَلِمَةٍ تُقَالُ، وَلَا إِلَى صَوْتٍ وَاحِدٍ يَرْتَفِعُ. وَمِنْ ثَمَّ تُجْمِلُ وَتُطْوَى عَمَلِيَّةُ الْحِسَابِ وَالسُّؤَالِ وَالْجَوَابِ الَّتِي تَعْرِضُ فِي مَشَاهِدَ أُخْرَى. لِأَنَّ الْمَقَامَ هُنَا مَقَامُ رَوْعَةٍ وَجَلَالٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ..
وَاسْتَقْبَلَهُمْ خَزَنَتُهَا يُسَجِّلُونَ اسْتِحْقَاقَهُمْ لَهَا وَيُذَكِّرُونَهُمْ بِأَسْبَابِ مَجِيئِهِمْ إِلَيْهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا: أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71قَالُوا: بَلَى. وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ..
فَالْمَوْقِفُ مَوْقِفُ إِذْعَانٍ وَتَسْلِيمٍ. لَا مَوْقِفَ مُخَاصَمَةٍ وَلَا مُجَادَلَةٍ. وَهُمْ مُقِرُّونَ مُسْتَسْلِمُونَ!
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=72قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا. فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ !
ذَلِكَ رَكْبُ جَهَنَّمَ رَكْبُ الْمُتَكَبِّرِينَ. فَكَيْفَ رَكْبُ الْجَنَّةِ؟ رَكْبُ الْمُتَّقِينَ؟
[ ص: 3063 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا. حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا. وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا: سَلامٌ عَلَيْكُمْ. طِبْتُمْ. فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ..
فَهُوَ الِاسْتِقْبَالُ الطَّيِّبُ. وَالثَّنَاءُ الْمُسْتَحَبُّ. وَبَيَانُ السَّبَبِ. طِبْتُمْ وَتَطَهَّرْتُمْ. كُنْتُمْ طَيِّبِينَ. وَجِئْتُمْ طَيِّبِينَ. فَمَا يَكُونُ فِيهَا إِلَّا الطَّيِّبُ. وَمَا يَدْخُلُهَا إِلَّا الطَّيِّبُونَ. وَهُوَ الْخُلُودُ فِي ذَلِكَ النَّعِيمِ..
هُنَا تَهَيْنُمُ أَصْوَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74وَقَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ. الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ، وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ، نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ . فَهَذِهِ هِيَ الْأَرْضُ لَّتِي تَسْتَحِقُّ أَنْ تُورَثَ. وَهُمْ يَسْكُنُونَ فِيهَا حَيْثُ شَاءُوا، وَيَنَالُونَ مِنْهَا الَّذِي يُرِيدُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ..
ثُمَّ يَخْتِمُ الْمَشْهَدَ بِمَا يَغْمُرُ النَّفْسَ بِالرَّوْعَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالْجَلَالِ، وَمَا يَتَّسِقُ مَعَ جَوِّ الْمَشْهَدِ كُلِّهِ وَظِلِّهِ، وَمَا يَخْتِمُ سُورَةَ التَّوْحِيدِ أَنْسُبُ خِتَامٍ; وَالْوُجُودُ كُلُّهُ يَتَّجِهُ إِلَى رَبِّهِ بِالْحَمْدِ; فِي خُشُوعٍ وَاسْتِسْلَامٍ. وَكَلِمَةُ الْحَمْدِ يَنْطِقُ بِهَا كُلُّ حَيٍّ وَكُلُّ مَوْجُودٍ فِي اسْتِسْلَامٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ، يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ، وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ، وَقِيلَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ..