ولما كان طول الاستعطاف ربما كان مدعاة للخلاف وترك الإنصاف، توعدهم بقوله: إلا تنفروا   أي: في سبيله يعذبكم  أي: على ذلك عذابا أليما  أي: في الدارين ويستبدل  أي: يوجد بدلا منكم قوما غيركم  أي: ذوي بأس ونجدة مخالفين لكم في الخلال التي كانت سببا للاستبدال لولايته ونصر دينه. 
ولما هددهم بما يضرهم، أخبرهم أنهم لا يضرون بفتورهم غير أنفسهم فقال: ولا تضروه  أي: الله ورسوله شيئا  لأنه متم أمره ومنجر وعده ومظهر دينه; ولما أثبت بذلك قدرته على ضره لهم وقصورهم عن الوصول إلى ضره، كان التقدير: لأنه قادر على نصر دينه  [ ص: 472 ] ونبيه بغيركم، فعطف عليه تعميما لقدرته ترهيبا من عظيم سطوته قوله: والله  أي: الملك الذي له الإحاطة الكاملة على كل شيء قدير  
				
						
						
