ولما كانوا - لكون الإنسان أكثر شيء جدلا - ربما أنكروا الاستكبار؛ وادعوا أنه لو ظهر لهم الحق لأنابوا؛ قال - على طريق الجواب لمن كأنه قال: إنهم لا يأبون استكبارا ما لا يشكون معه في أن هذا كلام الله -: لا جرم   ؛ أي: لا ظن في أن الله  ؛ أي: المحيط بكل شيء قدرة وعلما؛ يعلم  ؛ علما غيبيا؛ وشهاديا؛ ما يسرون  ؛ أي:  [ ص: 135 ] يخفون مطلقا أو بالنسبة إلى بعض الناس؛ ولما كان علم السر لا يستلزم علم الجهر - كما مضى غير مرة - قال: وما يعلنون  ؛ فهو ما أخبر بذلك إلا عن أمر قطعي لا يقبل المراء. 
ولما كان في ذلك معنى التهديد؛ لأن المراد: فليجازينهم على دق ذلك وجله؛ من غير أن يغفر منه شيئا - كما يأتي التصريح به في قوله: ليحملوا أوزارهم كاملة   -؛ علل هذا المعنى بقوله: إنه  ؛ أي: العالم بالسر؛ والعلن؛ لا يحب المستكبرين  ؛ أي: على الحق؛ كائنا ما كان. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					