ولما ذكر ضلالهم بالإرادة؛ ورغبتهم في التحاكم إلى الطاغوت؛ ذكر فعلهم فيه في نفرتهم عن التحاكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: وإذا قيل لهم   ؛ أي: من أي قائل كان؛ تعالوا  ؛ أي: أقبلوا رافعين أنفسكم من وهاد الجهل إلى شرف العلم؛ إلى ما أنـزل الله   [ ص: 314 ] أي: الذي عنده كل شيء؛ وإلى الرسول  ؛ أي: الذي تجب طاعته؛ لأجل مرسله؛ مع أنه أكمل الرسل الذين هم أكمل الخلق رسالة؛ رأيتهم - هكذا كان الأصل -؛ ولكنه أظهر الوصف الذي دل على كذبهم فيما زعموه من الإيمان؛ فقال: رأيت المنافقين يصدون  ؛ أي: يعرضون عنك  ؛ وأكد ذلك بقوله: صدودا  ؛ أي: هو في أعلى طبقات الصدود. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					