[ ص: 317 ] ولما أفهم ذلك أن إباءهم لقبول حكمه؛ والاعتراف بالذنب لديه سبب مانع لهم من الإيمان؛ قال - مؤكدا للكلام غاية التأكيد؛ بالقسم المؤكد لإثبات مضمونه؛ و"لا"؛ النافية لنقيضه -: فلا وربك   ؛ أي: المحسن إليك؛ لا يؤمنون  ؛ أي: يوجدون هذا الوصف؛ ويجددونه؛ حتى يحكموك  ؛ أي: يجعلوك حكما؛ فيما شجر  ؛ أي: اختلط؛ واختلف؛ بينهم  ؛ من كلام بعضهم لبعض للتنازع؛ حتى كانوا كأغصان الشجر في التداخل؛ والتضايق. 
ولما كان الإذعان للحكم بما يخالف الهوى في غاية الشدة على النفس؛ أشار إليه بأداة التراخي؛ فقال: ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا  ؛ أي: نوعا من الضيق؛ مما قضيت  ؛ أي: عليهم به؛ وأكد إسلامهم لأنفسهم بصيغة التفعيل؛ فقال: ويسلموا  ؛ أي: يوقعوا التسليم البليغ لكل ما هو لهم من أنفسهم؛ وغيرها؛ لله؛ ورسوله - صلى الله عليه وسلم - خالصا عن شوب كره; ثم زاده تأكيدا بقوله: تسليما  ؛ وفي الصحيح أن الآية نزلت في الزبير؛  وخصم له من الأنصار؛  فلا التفات إلى من قال: إنه   "حاطب"   - رضي الله عنه. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					