ثم علل ذلك بقوله - دالا على تلازم التوحيد؛ والعدل -: الله   ؛ أي: الذي لا مثل له؛ لا إله إلا هو  ؛ أي: وقد أمركم بالعدل في الشفاعة؛ والسلام؛ فإن لم تفعلوه - لما لكم من النقائص  [ ص: 353 ] التي منها عدم الوحدانية - فهو فاعله؛ ولا بد فاحذروه؛ لأنه واحد؛ فلا معارض له في شيء من الحساب؛ ولا غيره؛ ولا يخفى عليه شيء؛ فالحكم على البواطن إنما هو له (تعالى) ؛ وأما أنتم فلم تكلفوا إلا بالظاهر. 
ولما تبين أنه لا معارض له أنتج قوله - مبينا لوقت الحساب الأعظم -: ليجمعنكم  ؛ وأكده باللام؛ والنون؛ دلالة على تقدير القسم؛ لإنكار المنكرين له؛ ولما كان التدريج بالإماتة شيئا؛ فشيئا؛ عبر بحرف الغاية؛ فقال: إلى يوم القيامة  ؛ والهاء للمبالغة؛ ثم أكده بقوله: لا ريب فيه  ؛ أي: فيفصل بينكم وبين من أخبركم بهم من المنافقين؛ ونقد أحوالهم؛ وبين محالهم؛ فيجازي كلا بما يستحق. 
ولما كان التقدير: "فمن أعظم من الله قدرة؟"؛ عطف عليه قوله: ومن أصدق من الله  ؛ أي: الذي له الكمال كله؛ فلا شوب نقص يلحقه؛ حديثا  ؛ وهو قد وعد بذلك؛ لأنه عين الحكمة؛ وأقسم عليه؛ فلا بد من وقوعه؛ 
				
						
						
