قوله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين   الأصل في الصبر:  الحبس ، فالصابر حابس لنفسه عن الجزع . وسمي الصائم صابرا لحبسه نفسه عن الأكل والشرب والجماع ، والمصبورة: البهيمة تتخذ غرضا . وقال  مجاهد:  الصبر هاهنا: الصوم . 
وفيما أمروا بالصبر عليه ثلاثة أقوال . أحدها: أنه أداء الفرائض ، قاله  ابن عباس ،   ومقاتل .  والثاني: أنه ترك المعاصي ، قاله  قتادة .  والثالث: عدم الرئاسة ، وهو خطاب لأهل الكتابين ، ووجه الاستعانة بالصلاة  أنه يتلى فيها ما يرغب في الآخرة ، ويزهد في الدنيا . 
 [ ص: 76 ] قوله تعالى: وإنها  في المكنى عنها ثلاثة أقوال . أحدها: أنه الصلاة ، قاله  ابن عباس ،   والحسن ،   ومجاهد ،  والجمهور . والثاني: أنها الكعبة  والقبلة ، لأنه لما ذكر الصلاة ، دلت على القبلة ، ذكره  الضحاك  عن  ابن عباس ،  وبه قال  مقاتل .  والثالث: أنها الاستعانة ، لأنه لما قال: واستعينوا  دل على الاستعانة ، ذكره محمد بن القاسم النحوي .  
قوله تعالى: لكبيرة  قال  الحسن   والضحاك:  الكبيرة: الثقيلة ، مثل قوله تعالى: كبر على المشركين ما تدعوهم إليه   [ الشورى: 13 ] أي: ثقل ، والخشوع في اللغة: التطامن والتواضع ، وقيل: السكون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					