ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين
قوله تعالى : " ومنهم من يؤمن به " في المشار إليهم قولان :
[ ص: 34 ] أحدهما : أنهم اليهود ، قاله أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني : قريش ، قاله مقاتل بن سليمان .
وفي هاء " به " قولان : أحدهما : أنها ترجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم ودينه ، قاله مقاتل . والثاني : إلى القرآن ، قاله أبو سليمان الدمشقي .
وهذه الآية تضمنت الإخبار عما سبق في علم الله ، فالمعنى : ومنهم من سيؤمن به . وقال الزجاج : منهم من يعلم أنه حق فيصدق به ويعاند فيظهر الكفر ، " ومنهم من لا يؤمن به " أي : يشك ولا يصدق .
قوله تعالى : " وربك أعلم بالمفسدين " قال عطاء : يريد المكذبين ، وهذا تهديد لهم .


