استسقى بمعنى: استدعى ذلك ، كقولك: استنصر .
وفي الحجر قولان .
أحدهما: أنه حجر معروف عين لموسى ، قاله ابن عباس ، وابن جبير ، وقتادة ، وعطية ، وابن زيد ، ومقاتل . واختلفوا في صفته على ثلاثة أقوال . أحدها: أنه كان حجرا مربعا ، قاله ابن عباس . والثاني: كان مثل رأس الثور ، قاله عطية . والثالث: مثل رأس الشاة ، قاله ابن زيد . وقال سعيد بن جبير : هو الذي ذهب بثياب موسى ، فجاءه جبريل فقال: إن الله تعالى يقول لك: ارفع هذا الحجر ، فلي فيه قدرة ، ولك فيه معجزة ، فكان إذا احتاج إلى الماء ضربه .
والقول الثاني: أنه أمر بضرب أي: حجر كان ، والأول أثبت .
قوله تعالى: فانفجرت منه .
تقدير معناه: فضرب فانفجرت ، فلما عرف بقوله: "فانفجرت" أنه قد ضرب ، اكتفى بذلك عن ذكر الضرب . ومثله: أن اضرب بعصاك البحر فانفلق . [ الشعراء: 63 ] قاله الفراء . ولما كان القوم اثني عشر سبطا ، أخرج الله لهم اثني عشرة عينا ، ولأنه كان فيهم تشاحن فسلموا بذلك منه .
قوله تعالى: ولا تعثوا .
العثو: أشد الفساد ، يقال: عثي ، وعثا ، وعاث . قال ابن الرقاع
لولا الحياء وأن رأسي قد عثا فيه المشيب لزرت أم القاسم
[ ص: 88 ]
				
						
						
