والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب
قوله تعالى : " والذين آتيناهم الكتاب " فيه ثلاثة أقوال :
[ ص: 335 ] أحدها : أنهم مسلمو اليهود ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وقال مقاتل : هم عبد الله بن سلام وأصحابه .
والثاني : أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله قتادة .
والثالث : مؤمنو أهل الكتابين من اليهود والنصارى ، ذكره الماوردي . والذي أنزل إليه : القرآن ، فرح به المسلمون وصدقوه ، وفرح به مؤمنو أهل الكتاب ، لأنه صدق ما عندهم . وقيل : إن عبد الله بن سلام ومن آمن معه من أهل الكتاب ، ساءهم قلة ذكر الرحمن في القرآن مع كثرة ذكره في التوراة . فلما نزل ذكره فرحوا ، وكفر المشركون به ، فنزلت هذه الآية .
فأما الأحزاب ، فهم الكفار الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعاداة ، وفيهم أربعة أقوال :
أحدها : أنهم اليهود والنصارى ، قاله قتادة . والثاني : أنهم اليهود والنصارى والمجوس ، قاله ابن زيد . والثالث : بنو أمية وبنو المغيرة وآل أبي طلحة بن عبد العزى ، قاله مقاتل . والرابع : كفار قريش ، ذكره الماوردي .
وفي بعضه الذي أنكروه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه ذكر الرحمن والبعث ومحمد صلى الله عليه وسلم ، قاله مقاتل .
والثاني : أنهم عرفوا بعثة الرسول في كتبهم وأنكروا نبوته .
والثالث : أنهم عرفوا صدقه ، وأنكروا تصديقه ، ذكرهما الماوردي .


