وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون
قوله تعالى : " وما بكم من نعمة " قال الزجاج : المعنى : ما حل بكم من نعمة ، من صحة في جسم ، أو سعة في رزق ، أو متاع من مال وولد " فمن الله " وقرأ ابن أبي عبلة : " فمن الله " بتشديد النون .
[ ص: 457 ] قوله تعالى : " ثم إذا مسكم الضر " قال ابن عباس : يريد الأسقام ، والأمراض ، والحاجة .
قوله تعالى : " فإليه تجأرون " قال الزجاج : " تجأرون " : ترفعون أصواتكم إليه بالاستغاثة . يقال : جأر يجأر جؤارا ، والأصوات مبنية على " فعال " و " فعيل " ، فأما " فعال " فنحو " الصراخ " و " الخوار " ، وأما " الفعيل " فنحو " العويل " و " الزئير " ، والفعال أكثر .
قوله تعالى : " إذا فريق منكم " قال ابن عباس : يريد أهل النفاق . قال ابن السائب : يعني الكفار .
قوله تعالى : " ليكفروا بما آتيناهم " قال الزجاج : المعنى : ليكفروا بأنا أنعمنا عليهم ، فجعلوا نعمنا سببا إلى الكفر ، وهو كقوله تعالى : ربنا إنك آتيت فرعون إلى قوله : ليضلوا عن سبيلك [يونس :88] ، ويجوز أن يكون " ليكفروا " ، أي : ليجحدوا نعمة الله في ذلك .
قوله تعالى : " فتمتعوا " تهدد ، " فسوف تعلمون " عاقبة أمركم .


