والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير   
قوله تعالى : " والله خلقكم   " أي : أوجدكم ولم تكونوا شيئا " ثم يتوفاكم   " عند انقضاء آجالكم ، " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر   " وهو أردؤه ، وأدونه ، وهي حالة الهرم . وفي مقداره من السنين ثلاثة أقوال : 
أحدها : خمس وسبعون سنة ، قاله علي  عليه السلام . والثاني : تسعون سنة ، قاله  قتادة   . والثالث : ثمانون سنة ، قاله قطرب   . 
قوله تعالى : " لكي لا يعلم بعد علم شيئا   " قال  الفراء   : لكي لا يعقل من بعد عقله الأول شيئا . وقال  ابن قتيبة   : أي : حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئا ، لشدة هرمه . وقال  الزجاج   : المعنى : أن منكم من يكبر حتى يذهب عقله خرفا ،  [ ص: 468 ] فيصير بعد أن كان عالما جاهلا ، ليريكم من قدرته ، كما قدر على إماتته وإحيائه ، أنه قادر على نقله من العلم إلى الجهل . وروى  عطاء  عن  ابن عباس  أنه قال : ليس هذا في المسلمين ، المسلم لا يزداد في طول العمر والبقاء إلا كرامة عند الله ، وعقلا ، ومعرفة  . وقال  عكرمة   : من قرأ القرآن ، لم يرد إلى أرذل العمر  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					