إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون   
قوله تعالى : " إنما جعل السبت   " أي : إنما فرض تعظيمه وتحريمه ، وقرأ  الحسن  وأبو حيوة   : " إنما جعل   " بفتح الجيم والعين " السبت   " بنصب التاء " على الذين اختلفوا فيه   " والهاء ترجع إلى السبت . 
وفي معنى اختلافهم فيه قولان : 
أحدهما : أن موسى  قال لهم : تفرغوا لله في كل سبعة أيام يوما ، فاعبدوه في يوم الجمعة ، ولا تعملوا فيه شيئا من صنيعكم ، فأبوا أن يقبلوا ذلك ، وقالوا : لا نبتغي إلا اليوم الذي فرغ فيه من الخلق ، وهو يوم السبت ، فجعل ذلك عليهم ، وشدد عليهم فيه ، رواه  أبو صالح  عن  ابن عباس   . وقال  مقاتل   : لما أمرهم موسى  بيوم الجمعة ، قالوا : نتفرغ يوم السبت ، فإن الله لم يخلق فيه شيئا ، فقال : إنما أمرت بيوم الجمعة ، فقال أحبارهم : انتهوا إلى أمر نبيكم ، فأبوا ، فذلك اختلافهم ، فلما رأى موسى  حرصهم على السبت ، أمرهم به ، فاستحلوا فيه المعاصي . وروى  سعيد بن جبير  عن  ابن عباس  قال : رأى موسى  رجلا يحمل قصبا يوم السبت ، فضرب عنقه ، وعكفت عليه الطير أربعين صباحا  . وذكر  ابن قتيبة  في " مختلف الحديث " : أن الله تعالى بعث موسى  بالسبت ، ونسخ السبت بالمسيح  . 
والثاني : أن بعضهم استحله ، وبعضهم حرمه ، قاله  قتادة   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					