نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى   وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا  [ ص: 115 ] شططا   هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا    . 
قوله تعالى: " نحن نقص عليك نبأهم   " ; أي: خبر الفتية " بالحق   " ; أي: بالصدق . 
قوله تعالى: " وزدناهم هدى   " ; أي: ثبتناهم على الإيمان، " وربطنا على قلوبهم   " ; أي: ألهمناها الصبر " إذ قاموا   " بين يدي ملكهم دقيانوس،   " فقالوا ربنا رب السماوات والأرض   " وذلك أنه كان يدعو الناس إلى عبادة الأصنام، فعصم الله هؤلاء حتى عصوا ملكهم . وقال  الحسن:  قاموا في قومهم فدعوهم إلى التوحيد . وقيل: هذا قولهم بينهم لما اجتمعوا خارج المدينة على ما ذكرنا في أول القصة . فأما الشطط فهو الجور . قال  الزجاج:  يقال: شط الرجل وأشط: إذا جار . ثم قال الفتية: " هؤلاء قومنا   " يعنون: الذين كانوا في زمن دقيانوس،   " اتخذوا من دونه آلهة   " ; أي: عبدوا الأصنام، " لولا   " ; أي: هلا، " يأتون عليهم   " ; أي: على عبادة الأصنام، " بسلطان بين   " ; أي: بحجة . وإنما قال: " عليهم " والأصنام مؤنثة ; لأن الكفار نحلوها العقل والتمييز، فجرت مجرى المذكرين من الناس . 
قوله تعالى: " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا   " فزعم أن له شريكا . 
				
						
						
