ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون   أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين   وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم    . 
قوله تعالى : " ولو اتبع الحق أهواءهم   " في المراد بالحق قولان : 
أحدهما : أنه الله عز وجل ، قاله  مجاهد  ،  وابن جريج  ،  والسدي  في آخرين . 
والثاني : أنه القرآن ، ذكره  الفراء   والزجاج   . فعلى القول الأول يكون المعنى : لو جعل الله لنفسه شريكا كما يحبون . وعلى الثاني : لو نزل القرآن بما يحبون من جعل شريك لله . لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم   ; أي : بما فيه شرفهم وفخرهم ، وهو القرآن . " فهم عن ذكرهم معرضون   " ; أي : قد تولوا عما جاءهم من شرف الدنيا والآخرة . وقرأ  ابن مسعود  ،  وأبي بن كعب  ،  وأبو رجاء  ،  وأبو الجوزاء   : ( بل أتيناهم بذكراهم فهم عن ذكراهم معرضون ) بألف فيهما . " أم تسألهم   " عما جئتهم به ، " خرجا   "  [ ص: 485 ] قرأ  ابن كثير  ،  ونافع  ،  وأبو عمرو  ،  وعاصم   : ( خرجا ) بغير ألف ، [ ( فخراج ) بألف ] . وقرأ  ابن عامر   : ( خرجا فخرج ) بغير ألف في الحرفين . وقرأ  حمزة   والكسائي   : ( خراجا ) بألف ، ( فخراج ) بألف في الحرفين . ومعنى " خرجا " : أجرا ومالا . " فخراج ربك   " ; أي : فما يعطيك ربك من أجره وثوابه ، " خير وهو خير الرازقين   " ; أي : أفضل من أعطى ، وهذا على سبيل التنبيه لهم أنه لم يسألهم أجرا ، لا أنه قد سألهم . والناكب : العادل ، يقال : نكب عن الطريق ; أي : عدل عنه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					