ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون .   وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين .   وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين .   أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم    . 
قوله تعالى: من لا يستجيب له  يعني الأصنام وهم عن دعائهم غافلون  لأنها جماد لا تسمع، فإذا قامت القيامة صارت الآلهة أعداء لعابديها في الدنيا . ثم ذكر [بما] بعد هذا أنهم يسمون القرآن سحرا وأن محمدا  افتراه . 
 [ ص: 371 ] قوله تعالى: فلا تملكون لي من الله شيئا  أي: لا تقدرون على أن تردوا عني عذابه، أي: فكيف أفتري من أجلكم وأنتم لا تقدرون على دفع عذابه عني؟! هو أعلم بما تفيضون فيه  أي: بما تقولون في القرآن وتخوضون فيه من التكذيب والقول بأنه سحر كفى به شهيدا بيني وبينكم  أن القرآن جاء من عند الله وهو الغفور الرحيم  في تأخير العذاب عنكم . وقال  الزجاج   : إنما ذكر هاهنا الغفران والرحمة ليعلمهم أن من أتى ما أتيتم ثم تاب فإن الله تعالى غفور له رحيم به . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					