فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا   
قوله تعالى: فمنهم من آمن به  فيمن تعود عليه الهاء ، والميم قولان . 
أحدهما: اليهود الذين أنذرهم نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول  مجاهد ،   ومقاتل .  
 [ ص: 112 ]  والفراء  في آخرين . فعلى هذا القول في هاء "به" ثلاثة أقوال . 
أحدها: تعود على ما أنزل الله على نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم ، قاله  مجاهد .  قال  أبو سليمان:  فيكون الكلام مبنيا على قوله على ما آتاهم الله من فضله  وهو النبوة ، والقرآن . 
والثاني: أنها تعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فتكون متعلقة بقوله أم يحسدون الناس  يعني: بالناس محمدا  صلى الله عليه وسلم ، ويكون المراد بقوله فمنهم من آمن به   عبد الله بن سلام ،  وأصحابه . والثالث: أنها تعود إلى النبإ عن آل إبراهيم ،  قاله  الفراء .  
والقول الثاني أن الهاء ، والميم في قوله (فمنهم) تعود إلى آل إبراهيم ،  فعلى هذا في هاء "به" قولان . أحدهما: أنها عائدة إلى إبراهيم ،  قاله  السدي .  والثاني: إلى الكتاب ، قاله  مقاتل   . 
قوله تعالى: ومنهم من صد عنه  وقرأ  ابن مسعود ،   وابن عباس ،   وابن جبير ،   وعكرمة ،   وابن يعمر ،  والجحدري:   (من صد عنه) برفع الصاد . وقرأ  أبي بن كعب ،   وأبو الجوزاء ،   وأبو رجاء ،  والجوني:  بكسر الصاد . 
				
						
						
