قوله تعالى: الذين يتخذون الكافرين أولياء قال ابن عباس : يتخذون اليهود أولياء في العون والنصرة .
قوله تعالى: أيبتغون عندهم العزة أي: القوة بالظهور على محمد وأصحابه ، والمعنى: أيتقون بهم؟ قال مقاتل: وذلك أن اليهود أعانوا مشركي العرب على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الزجاج : أيبتغي المنافقون عند الكافرين العزة .
[ ص: 227 ] و "العزة": المنعة ، وشدة الغلبة ، وهو مأخوذ من قولهم: أرض عزاز . قال الأصمعي: "العزاز": الأرض التي لا تنبت . فتأويل العزة: الغلبة والشدة التي لا يتعلق بها إذلال . قالت الخنساء:
كأن لم يكونوا حمى يتقى إذ الناس إذ ذاك من عز بزا
أي: من قوي وغلب سلب . ويقال: قد استعز على المريض ، أي: اشتد وجعه . وكذلك قول الناس: يعز علي أن يفعل ، أي: يشتد ، وقولهم: قد عز الشيء: إذا لم يوجد ، معناه: صعب أن يوجد ، والباب واحد .


