أحدهما: المطهرة ، قاله ابن عباس ، والزجاج . قال: وقيل: للسطل: القدس ، لأنه يتطهر منه ، وسمي بيت المقدس ، لأنه يتطهر فيه من الذنوب . وقيل: سماها مقدسة ، لأنها طهرت من الشرك ، وجعلت مسكنا للأنبياء والمؤمنين .
والثاني: أن المقدسة: المباركة ، قاله مجاهد .
وفي المراد بتلك الأرض أربعة أقوال .
أحدها: أنها أريحا ، رواه عكرمة عن ابن عباس ، وبه قال السدي ، وابن زيد . قال السدي: أريحا: هي أرض بيت المقدس . وروي عن الضحاك أنه قال: المراد بهذه الأرض إيلياء وبيت المقدس ، قال ابن قتيبة: وقرأت في مناجاة موسى أنه قال: اللهم إنك اخترت من الأنعام الضائنة ، ومن الطير الحمامة ، ومن البيوت بكة وإيلياء ، ومن إيلياء بيت المقدس . فهذا يدل على أن إيلياء الأرض التي فيها بيت المقدس . وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي أن إيلياء بيت المقدس ، وهو معرب . قال الفرزدق:
وبيتان بيت الله نحن ولاته وبيت بأعلى إيلياء مشرف
والقول الثاني: أنها الطور وما حوله ، رواه مجاهد عن ابن عباس وقال به .
والثالث: أنها دمشق وفلسطين وبعض الأردن ، رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والرابع: أنها الشام كلها ، قاله قتادة [ ص: 324 ] وفي قوله تعالى: التي كتب الله لكم ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه بمعنى: أمركم وفرض عليكم دخولها ، قاله ابن عباس ، والسدي .
والثاني: أنه بمعنى: وهبها الله لكم ، قاله محمد بن إسحاق . وقال ابن قتيبة: جعلها لكم .
والثالث: كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكنكم .
فإن قيل: كيف قال: فإنها محرمة عليهم ، وقد كتبها لهم؟ فعنه جوابان .
أحدهما: أنه إنما جعلها لهم بشرط الطاعة ، فلما عصوا حرمها عليهم .
والثاني: أنه كتبها لبني إسرائيل ، وإليهم صارت ، ولم يعن موسى أن الله كتبها للذين أمروا بدخولها بأعيانهم . قال ابن جرير: ويجوز أن يكون الكلام خرج مخرج العموم ، وأريد به الخصوص ، فتكون مكتوبة لبعضهم ، وقد دخلها يوشع ، وكالب .
قوله تعالى: ولا ترتدوا على أدباركم فيه قولان .
أحدهما: لا ترجعوا عن أمر الله إلى معصيته . والثاني: لا ترجعوا إلى الشرك به .


