واختلفوا في قوله: يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا  هل هو من تمام قول الذين قالوا: ماذا أراد الله بهذا مثلا   [ البقرة: 26 ] أو هو مبتدأ من كلام الله عز وجل؟ على قولين . 
 [ ص: 56 ] أحدهما: أنه تمام الكلام الذي قبله ، قاله  الفراء ،   وابن قتيبة .  قال  الفراء:  كأنهم قالوا: ماذا أراد الله بمثل لا يعرفه كل أحد ، يضل به هذا ، ويهدي به هذا؟! [ثم استؤنف الكلام والخبر عن الله ] فقال الله: وما يضل به إلا الفاسقين   [ البقرة: 26 ] . 
والثاني: أنه مبتدأ من قول الله تعالى ، قاله  السدي   ومقاتل .  
فأما الفسق; فهو في اللغة: الخروج ، يقال: فسقت الرطبة: إذا خرجت من قشرها . فالفاسق: الخارج عن طاعة الله إلى معصيته . 
وفي المراد بالفاسقين هاهنا ، ثلاثة أقوال . أحدها: أنهم اليهود ، قاله  ابن عباس   ومقاتل .  والثاني: المنافقون ، قاله  أبو العالية   والسدي .  والثالث: جميع الكفار . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					