قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون   
قوله تعالى: على مكانتكم  وقرأ أبو بكر  عن  عاصم:   "مكاناتكم" على الجمع قال  ابن قتيبة:  أي: على موضعكم ، يقال: مكان ومكانة ، ومنزل ومنزلة . وقال  الزجاج   : اعملوا على تمكنكم . قال: ويجوز أن يكون المعنى: اعملوا على ما أنتم عليه . تقول للرجل إذا أمرته أن يثبت على حال: كن على مكانتك . 
قوله تعالى: إني عامل  أي: عامل ما أمرني به ربي فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار   . قرأ  ابن كثير ،   ونافع ،   وأبو عمرو ،   وابن عامر ،   وعاصم:   "تكون" بالتاء . وقرأ  حمزة ،   والكسائي:  بالياء . وكذلك خلافهم في [القصص:37] ، ووجه التأنيث ، اللفظ ، ووجه التذكير ، أنه ليس بتأنيث حقيقي . وعاقبة الدار: الجنة . والظالمون هاهنا: المشركون . فإن قيل: ظاهر هذه الآية أمرهم بالإقامة على ما هم عليه ، وذلك لا يجوز . فالجواب: أن معنى هذا الأمر المبالغة في الوعيد; فكأنه قال: أقيموا على ما أنتم عليه ، إن رضيتم بالعذاب ، قاله  الزجاج   .  [ ص: 128 ] فصل 
وفي هذه الآية قولان . 
أحدهما: أن المراد بها التهديد; فعلى هذا هي محكمة . 
والثاني: أن المراد بها ترك القتال; فعلى هذا هي منسوخة بآية السيف . 
				
						
						
