القول في تأويل قوله تعالى: 
[5] ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا   
ما لهم به من علم ولا لآبائهم  أي: ما لهم بالولد، أو باتخاذه، أو بالقول، من علم. بل إنما يصدر عن جهل مفرط، وتوهم كاذب، وتقليد للآباء. لا عن علم يقين، ويقين. ويؤيده قوله: كبرت كلمة  أي: ما أكبرها كلمة: تخرج من أفواههم  وذلك لأن الولد مستحيل لا معنى له. إذ العلم اليقيني يشهد أن الوجود الواجبي أحدي الذات، لا يماثله الوجود الممكن   . والولد هو المماثل لوالده في النوع، المكافئ له في القوة. وجملة تخرج من أفواههم  صفة لــ(كلمة) تفيد استعظام اجترائهم على إخراجها من أفواههم. قال الشهاب: لأن المعنى: كبر خروجها. أي: عظمت بشاعته وقباحته، بمجرد التفوه. فما بالك باعتقاده: إن  [ ص: 4024 ] يقولون إلا كذبا  أي: قولا كذبا لا يكاد يدخل تحت إمكان الصدق أصلا. وذلك لتطابق الدليل القطعي، والوجدان الذوقي على إحالته. 
				
						
						
