القول في تأويل قوله تعالى: 
[43] اذهبا إلى فرعون إنه طغى    [44] فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى    . 
اذهبا إلى فرعون إنه طغى  فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى  أي: عقابي. فإن تليين القول مما يكسر سورة عناد العتاة، ويلين عريكة الطغاة. وقد بين ذلك في قوله تعالى: فقل هل لك إلى أن تزكى  وأهديك إلى ربك فتخشى  وبمثل ذلك  [ ص: 4182 ] أمر نبينا صلوات الله عليه في قوله: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن  وظاهر أن الرجاء في (لعله) إنما هو منهما، لا من الله. فإنه لا يصح منه. ولذا قال القاضي: أي: باشرا الأمر على رجائكما وطمعكما أنه يثمر ولا نخيب سعيكما. فإن الراجي، مجتهد والآيس متكلف. والفائدة في إرسالها والمبالغة عليهما في الاجتهاد -مع علمه بأنه لا يؤمن- إلزام الحجة، وقطع المعذرة، وإظهار ما حدث في تضاعيف ذلك من الآيات. 
				
						
						
