القول في تأويل قوله تعالى:
[ 29 ] كتاب أنـزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب .
كتاب أنـزلناه إليك مبارك أي: كثير الخير: ليدبروا آياته قال المهايمي : أي: لينظروا في ألفاظه وترتيبها ولوازمها، فيستخرجوا منها علوما بطريق الاستدلال. [ ص: 5098 ] وقال : الزمخشري ، والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة، والمعاني الحسنة، لأن من اقتنع بظاهر المتلو لم يحل منه بكثير طائل. تدبر الآيات: التفكر فيها
وكان مثله كمثل من له لقحة درور لا يحلبها، ومهرة نثور لا يستولدها. وعن : قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، حفظوا حروفه وضيعوا حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: والله ! لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا، وقد والله ! أسقطه كله، ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل، والله ! ما هو بحفظ حروفه، وإضاعة حدوده، والله ما هؤلاء بالحكماء، ولا الوزعة، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء. اللهم اجعلنا من العلماء المتدبرين، وأعذنا من القراء المتكبرين. الحسن