القول في تأويل قوله تعالى: 
[18 - 20] إنه فكر وقدر   فقتل كيف قدر   ثم قتل كيف قدر   
إنه فكر  أي: ماذا يقول في هذه الآيات الكريمة والذكر الحكيم وقدر  أي: في نفسه ما يقوله وهيأه. 
فقتل كيف قدر  أي: لعن، كيف قدر ذلك الافتراء الباطل، واختلق ما يكذبه وجدانه فيه. 
ثم قتل كيف قدر  تكرير للمبالغة في التعجب منه، وقد اعتيد فيمن عجب غاية التعجب أنه يكثر من التعجب ويكرره. 
و " ثم " للدلالة على الثانية أبلغ في التعجب من الأولى للعطف ب: " ثم " الدالة على تفاوت الرتبة. فكأنه قيل: قتل بنوع ما من القتل، لا بل قتل بأشده وأشده; لذا ساغ العطف فيه، مع أنه تأكيد. 
وقد جوز  الزمخشري  في هذه الجملة ثلاثة أوجه: أن تكون تعجيبا من تقديره وإصابته فيه المحز ورميه الغرض الذي كان تنتحيه قريش،  أو ثناء عليه على طريقة الاستهزاء به، أو حكاية لما ذكره من قولهم: 
قتل كيف قدر  تهكما بهم وبإعجابهم بتقديره، واستعظامهم لقوله. 
ثم قال: ومعنى قول القائل: قتله الله، ما أشجعه، وأخزاه الله، ما أشعره، الإشعار بأنه قد بلغ المبلغ الذي هو حقيق بأن يحسد ويدعو عليه حاسده بذلك. 
 [ ص: 5977 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					