القول في تأويل قوله تعالى: 
[20 - 25] كلا بل تحبون العاجلة   وتذرون الآخرة   وجوه يومئذ ناضرة    [ ص: 5996 ] إلى ربها ناظرة   ووجوه يومئذ باسرة   تظن أن يفعل بها فاقرة   
كلا بل تحبون العاجلة  أي: الدنيا العاجلة، بإيثار شهواتها وتذرون الآخرة  أي: بالإعراض عن الأعمال التي تورث منازلها، أو تنسون الآخرة ووعيدها، وهول حسابها وجزائها. 
وجوه يومئذ ناضرة  أي: حسنة جميلة من النعيم. 
إلى ربها ناظرة  أي: مشاهدة إياه، ترى جمال ذاته العلية، ونور وجهه الكريم، كما وردت بذلك الأخبار والآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
ووجوه يومئذ باسرة  أي: كالحة، لجهامة هيئاتها، وهول ما تراه هناك من الأهوال، وأنواع العذاب والخسران. 
تظن أن يفعل بها فاقرة  أي: داهية تفصم فقار الظهر، لشدتها وسوء حالها ووبالها. وشتان ما بين المرتبتين! ويظهر أن في عود الضمير من " بها " إلى الوجوه -مرادا بها الذوات- شبه استخدام، ولم أر من نبه عليه. 
				
						
						
