264- قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=18690_18697_19881_23477_23515_28270_28902_30515_30539_30563_30564_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى الآية. قال
النووي في شرح المهذب: يحرم
nindex.php?page=treesubj&link=23515المن بالصدقة فلو من بها بطل ثوابه للآية واستشكل ذلك
ابن عطية بأن العقيدة أن السيئات لا تبطل الحسنات ، وقال غيره تمسك
المعتزلة بهذه الآية في أصلهم أن السيئة تبطل الحسنة ، واستنبط العلم العراقي من هذه الآية دليلا لقاعدة: أن المانع الطارئ كالمقارن; لأنه تعالى جعل طريان المن والأذى بعد الصدقة كمقارنة الرياء لها في الابتداء ، قال: ثم إن الله ضرب مثالين أحدهما للمقارن المبطل في الابتداء بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264فمثله كمثل صفوان الآية فهذا فيه أن الوابل
[ ص: 62 ] الذي نزل قارنه الصفوان وهو الحجر الصلد وعليه التراب اليسير فأذهبه الوابل فلم يبق محل يقبل النبات وينتفع بهذا الوابل فكذلك الرياء وعدم الإيمان إذا قارن إنفاق المال ، والثاني الطارئ في الدوام وأنه يفسد الشيء من أصله بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=266أيود أحدكم الآية فمعناها: أن هذه الجنة لما تعطل النفع بها بالاحتراق عند كبر صاحبها وضعفه وضعف ذريته فهو أحوج ما يكون إليها بوق فقرة وفاقته فكذلك طريان المن والأذى يحبطان أجر المتصدق أحوج ما يكون إليه يوم فقره وفاقته انتهى.
264- قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=18690_18697_19881_23477_23515_28270_28902_30515_30539_30563_30564_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى الْآيَةَ. قَالَ
النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ: يَحْرُمُ
nindex.php?page=treesubj&link=23515الْمَنُّ بِالصَّدَقَةِ فَلَوْ مَنَّ بِهَا بَطَلَ ثَوَابُهُ لِلْآيَةِ وَاسْتَشْكَلَ ذَلِكَ
ابْنُ عَطِيَّةَ بِأَنَّ الْعَقِيدَةَ أَنَّ السَّيِّئَاتِ لَا تُبْطِلُ الْحَسَنَاتِ ، وَقَالَ غَيْرُهُ تَمَسَّكَ
الْمُعْتَزِلَةُ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي أَصْلِهِمْ أَنَّ السَّيِّئَةَ تُبْطِلُ الْحَسَنَةَ ، وَاسْتَنْبَطَ الْعِلْمُ الْعِرَاقِيُّ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلًا لِقَاعِدَةِ: أَنَّ الْمَانِعَ الطَّارِئَ كَالْمُقَارَنِ; لِأَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ طَرِيَّانِ الْمَنَّ وَالْأَذَى بَعْدَ الصَّدَقَةِ كَمُقَارَنَةِ الرِّيَاءِ لَهَا فِي الِابْتِدَاءِ ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مِثَالَيْنِ أَحَدَهُمَا لِلْمُقَارِنِ الْمُبْطِلِ فِي الِابْتِدَاءِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ الْآيَةَ فَهَذَا فِيهِ أَنَّ الْوَابِلَ
[ ص: 62 ] الَّذِي نَزَلَ قَارَنَهُ الصَّفْوَانُ وَهُوَ الْحَجَرُ الصَّلْدُ وَعَلَيْهِ التُّرَابُ الْيَسِيرُ فَأَذْهَبَهُ الْوَابِلُ فَلَمْ يَبْقَ مَحَلٌّ يَقْبَلُ النَّبَاتَ وَيَنْتَفِعُ بِهَذَا الْوَابِلِ فَكَذَلِكَ الرِّيَاءُ وَعَدَمُ الْإِيمَانِ إِذَا قَارَنَ إِنْفَاقَ الْمَالِ ، وَالثَّانِي الطَّارِئُ فِي الدَّوَامِ وَأَنَّهُ يُفْسِدُ الشَّيْءَ مِنْ أَصْلِهِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=266أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ الْآيَةَ فَمَعْنَاهَا: أَنَّ هَذِهِ الْجَنَّةَ لَمَّا تَعَطَّلَ النَّفْعُ بِهَا بِالِاحْتِرَاقِ عِنْدَ كِبَرِ صَاحِبِهَا وَضَعْفِهِ وَضَعْفِ ذُرِّيَّتِهِ فَهُوَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا بُوقُ فِقْرَةٍ وَفَاقَتِهِ فَكَذَلِكَ طَرِيَّانِ الْمَنُّ وَالْأَذَى يُحْبِطَانِ أَجْرَ الْمُتَصَدِّقِ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ يَوْمَ فَقْرِهِ وَفَاقَتِهِ انْتَهَى.