55- قوله تعالى: ادعوا ربكم تضرعا    . قال  سعيد بن جبير:  يعني: مستكينا أخرجه  ابن أبي حاتم  ، واستدل على استحباب رفع الأيدي في الدعاء ومسح الوجه بهما بعده;  لأن  [ ص: 130 ] ذلك من التضرع وقد أخرج  البزار  عن  أنس  قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بعرفة  يدعو ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا الابتهال ثم صاحت الناقة ففتح إحدى يديه فأخذها وهو رافع الأخرى. 
قوله تعالى: وخفية  استدل به على استحباب الإسرار بالدعاء  وعدى ذلك الحنفية إلى التأمين في الصلاة; لأنه دعاء وكذا قال أصحابنا في القنوت والاستعانة بسرهما لأنهما دعاء ، وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  زيد بن أسلم  أنه قال في الآية: عنى بذلك القراءة فيستدل به لمن قال: إن الإسرار بها أفضل. 
قوله تعالى:" إن الله لا يحب المعتدين " فيه كراهة الاعتداء في الدعاء  وفسره  زيد بن أسلم  بالجهر وأبو مجلز  بسؤال منازل الأنبياء ،  وسعيد بن جبير  بالدعاء على المؤمنين بالسوء أخرج ذلك  ابن أبي حاتم  ، وأخرج  أحمد   وأبو داود  وغيرهما عن  سعد بن أبي وقاص  أنه سمع ابنا له يدعو ويقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها ، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء وقرأ هذه الآية ، وإن بحسبك أن تقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل". 
				
						
						
