قال في حق الفقراء : { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف } أي [ ص: 329 ] عن السؤال للناس . وقال : { ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس } فغنى النفس الذي لا يستشرف إلى المخلوق فإن الحر عبد ما طمع والعبد حر ما قنع . وقد قيل :
أطعت مطامعي فاستعبدتني
. فكره أن يتبع نفسه ما استشرفت له لئلا يبقى في القلب فقر وطمع إلى المخلوق ; فإنه خلاف التوكل المأمور به وخلاف غنى النفس .


